Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هدوء حذر في الفاشر ومقاتلات الجيش تكثف ضرباتها بجنوب المدينة

"الدعم السريع" تعلن التعبئة ومنظمات أممية تصل إلى ترسين التي دمرها الانزلاق الأرضي بدارفور

تلبية للنداء الإنساني جراء الانزلاق الأرضي في قرية ترسين بجبل مرة بدارفور، وصلت إلى المنطقة منظمات دولية عدة للوقوف على الكارثة وتقييم الأوضاع (حركة تحرير السودان/ الجيش/ أ ف ب)

ملخص

في شمال كردفان كشفت مصادر عسكرية عن أن الجيش اتخذ إجراءات وتدابير عدة لتأمين مدينة الأبيض والشروع في تحرك كبير بمحور كردفان، مشيرة إلى أن "الدعم السريع" بدأت في حفر الخنادق لقطع الطرق القومية على تحركات الجيش المرتقبة، كما شرعت في إعادة تحريك وتموضع بسحب قواتها، بصورة تدريجية، من مناطق الفولة وغبيش وأبو زبد باتجاه مدينتي النهود بغرب كردفان والدبيبات بجنوبها.

على رغم الهدوء النسبي الحذر الذي شهدته مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور عقب أسبوعين من التصعيد والمواجهات البرية والمدفعية الشرسة شنت مقاتلات حربية تابعة للجيش غارات جوية عنيفة على مواقع قوات "الدعم السريع" جنوب شرقي المدينة، غير أن الأخيرة من جانبها أكدت مجدداً على منصاتها بوسائل التواصل الاجتماعي أن قواتها باتت قريبة من الفرقة السادسة - مشاة للجيش بالفاشر.

وكانت "الدعم السريع" أعلنت خلال الأسبوعين الماضيين عن توغلها في شمال وشرق سوق المواشي حتى حي أولاد الريف والمناطق المحيطة بمقر الفرقة السادسة للجيش داخل المدينة، فيما أعلن الجيش عن تمكنه، لاحقاً، من استعادة عدد من المواقع الحيوية وتحقيق تقدم مضاد في المحور ذاته.

وبينما تواصل "الدعم السريع" هجماتها المتتالية على الفاشر منذ أسابيع عدة، للسيطرة على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور وتفرض عليها حصاراً خانقاً منذ أكثر من عام ونصف العام تتفاقم مأساة المواطنين العالقين وسط القصف والمواجهات المستمرة في ظل مجاعة وندرة حادة في السلع الغذائية والأدوية مع تفش واسع لوباء الكوليرا.

إنقاذ الفاشر

من ناحيته شدد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على أن إنقاذ مدينة الفاشر مسؤولية وطنية عاجلة وأن الواجب الوطني يحتم التحرك العاجل لإنقاذ المواطنين في المدينة ورفع معاناتهم بكل الوسائل الممكنة، وأكد مناوي في كلمته أثناء اللقاء التنويري مع القيادات العسكرية واللجنة العليا لفك حصار الفاشر أن المرحلة المقبلة تتطلب وحدة الصف وتكاتف الجهود الوطنية لإفشال "مخططات الأطماع الخارجية وإحباط أي محاولات تستهدف تمزيق السودان أو المساس بسيادته ووحدة ترابه".

تأمين وتأهب

في شمال كردفان كشفت مصادر عسكرية عن أن الجيش اتخذ إجراءات وتدابير عدة لتأمين مدينة الأبيض والشروع في تحرك كبير بمحور كردفان، مشيرة إلى أن "الدعم السريع" بدأت في حفر الخنادق لقطع الطرق القومية على تحركات الجيش المرتقبة، كما شرعت في إعادة تحريك وتموضع بسحب قواتها، بصورة تدريجية، من مناطق الفولة وغبيش وأبو زبد باتجاه مدينتي النهود بغرب كردفان والدبيبات بجنوبها، ولفتت المصادر إلى أن زيارة عضو مجلس السيادة الانتقالي نائب القائد العام الحالية لقوات الجيش وحلفائه الفريق شمس الدين الكباشي هذا المحور، تزامنت مع وصول تعزيزات لوجيستية وبشرية كبيرة، توطئة لتدشين مرحلة جديدة من العمليات العسكرية بمحور كردفان.

وواصل كباشي زيارته الميدانية للمواقع المتقدمة للقوات المشتركة لحركات مسار دارفور، المتحالفة مع الجيش بشمال كردفان، وظهر في مقاطع فيديو وسط ضباط وجنود القوات المشتركة، واستمع إلى تقارير مفصلة من قادة المحاور حول سير العمليات العسكرية، واطمأن على جاهزية القوات ومستوى الانضباط والتماسك. وشدد على عدم توقف العمليات العسكرية إلا بالنصر واستسلام "الدعم السريع" أو دحرها خارج حدود السودان، مشيداً بالانتصاراًت الكبيرة التي تحققت والجهود البطولية التي تبذل من أجل فك الحصار عن مدن الفاشر وبابنوسة وكادوقلي. وأكد كباشي أن القوات المشتركة تمثل ركيزة أساسية ودعامة قوية للمؤسسة العسكرية في معركة المصير الوطني، وأن تلاحم الجيش مع الحركات يجسد وحدة الصف والإرادة الصلبة لحماية السودان وصون كرامة شعبه.

في المقابل قالت "الدعم السريع" إنها أعلنت التعبئة وسط مقاتليها في مختلف جبهات ومناطق محور شمال كردفان، وحذرت على منصاتها من أنه في حال أقدمت قيادة الجيش على القيام بمغامرة غير محسوبة فستكون سيناريوهات المواجهة أمامها مفتوحة وحاسمة، مشيرة إلى أن قواتها ما زالت تتحرك قرب مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان.

إغاثة ترسين

على خط آخر، وتلبية للنداء الإنساني جراء الانزلاق الأرضي في قرية ترسين بجبل مرة بدارفور، وصلت إلى المنطقة منظمات دولية عدة للوقوف على الكارثة وتقييم الأوضاع التي خلفها الانزلاق الأرضي، والمساعدة في انتشال الجثامين التي لا تزال تحت الأنقاض.

وأوضح مسؤول القطاع الإعلامي والناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان (عبدالواحد محمد نور) محمد عبدالرحمن الناير أن وفود منظمات رعاية الطفولة البريطانية، الإغاثة العالمية، والمجلس الدنماركي للاجئين والتضامن الفرنسية وصلت إلى المنطقة بعد رحلة شاقة مشياً وعبر الدواب امتدت ساعات بسبب وعورة الطرق والأمطار الغزيرة. وأشار الناير إلى أن هذه المنظمات الإنسانية جلبت معها بعض لوازم ومواد الإيواء للمواطنين الذين نزحوا من القرى المجاورة لمنطقة الانزلاق تحسباً لتكرار نكبة قرية ترسين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مواد إغاثية

من جانبه أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن فريقاً للمساعدات تمكن من الوصول إلى البلدة المدمرة حاملاً معه مواد إغاثية وطبية مشيراً إلى أن العاملين في المجال الإنساني ينسقون الاستجابة اللازمة، وقال دوجاريك إنه لم يتم التحقق بعد من عدد القتلى، وأوضح أنه في الوقت الذي يضع فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" وشركاء الأمم المتحدة اللمسات النهائية لبعثة مشتركة بين الوكالات للاستجابة الطارئة والتقييم، توجهت فرق تضم ما يقارب 12 منظمة غير حكومية محلية ودولية ووكالة أممية إلى الموقع في جزء من الرحلة على ظهور الحمير. ولفت إلى أن مهمة هذه الفرق ركزت على التحقق من عدد الأشخاص المتضررين إلى جانب تقييم الحاجات العاجلة والاستجابة لها.

حرب الفظائع

وسط هذه الأجواء قالت بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة في السودان إنها توصلت إلى أن كلاً من الجيش السوداني و"الدعم السريع" ارتكبا فظائع قد ترقى إلى جرائم حرب وضد الإنسانية، بما في ذلك الاضطهاد والإبادة، وانهما يستهدفان عمداً المدنيين في النزاع الدائر منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023. وأوضح تقرير معنون بـ"حرب من الفظائع" قدمته البعثة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن الجانبين نفذا هجمات واسعة النطاق على المدنيين، ودمرت، بصورة ممنهجة، البنية التحتية الأساسية للحياة من أسواق ومستشفيات وشبكات مياه وغذاء ومخيمات نزوح. وأفادت البعثة بأنها خلصت إلى أن "الدعم السريع" ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، لا سيما القتل والتعذيب والتهجير القسري والاضطهاد على أسس عرقية، وغيرها من الأعمال اللاإنسانية خلال حصارها مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان. ولفت التقرير إلى أن حصار مدينة الفاشر شهد انتهاكات جسيمة على يد "الدعم السريع" وحلفائها تضمنت القتل والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والتهجير القسري، إضافة إلى استخدام التجويع كسلاح حرب.

وأوضح رئيس البعثة محمد شاندي عثمان أن نتائج التحقيق لا تدع مجالاً للشك بأن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأغلى في هذه الحرب، مشيراً إلى أن الاستهداف الممنهج للمدنيين ليس نتيجة عرضية بل استراتيجية متعمدة، منوهاً بأن الجيش السوداني متورط أيضاً في انتهاكات ضد المدنيين، بينها عمليات قتل واعتقال تعسفي وتعذيب على أسس عرقية وسياسية.

إبادة جماعية

وفي وقت سابق اتهمت "شبكة أطباء السودان"، "الدعم السريع" بارتكاب إبادة جماعية وقتل جماعي على أساس الهوية في الفاشر ومناطق جنوب وغرب وشمال كردفان، ووصفت الشبكة قصف المناطق السكنية والحصار وتجويع أكثر من نصف مليون مدني في الفاشر بأنه يمثل جريمة إبادة جماعية كجزء من سياسة متعمدة.

احتكار الذهب

اقتصادياً، أصدر رئيس الوزراء ورئيس اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية كامل إدريس قراراً بإجازة توصيات صارمة بحصر شراء وتصدير الذهب عبر بنك السودان المركزي مع التزامه بتوفير النقد الأجنبي اللازم للاستيراد. وسيتم بموجب القرار إخضاع الذهب المنتج لرقابة صارمة حتى مرحلة التصدير، واعتبار حيازة أو تخزين أكثر من 150 غراماً من دون مستندات رسمية جريمة تهريب، مع تفعيل دور مكافحة التهريب وتمكينها بالوسائل اللازمة والتشريعات. ومنع القرار استيراد البضائع إلا وفق الضوابط المصرفية والتجارية، مع حظر دخول أي بضائع غير مستوفية الإجراءات وإنشاء منصة قومية رقمية لمتابعة حركة الواردات والصادرات ومراجعة سياسات الصادر. وأوضح إدريس أن هذه القرارات جاءت إيماناً بأن إصلاح الاقتصاد الوطني وضبط موارده أولوية لا تحتمل التأجيل، مشيراً إلى أن حماية ذهب وثروات البلاد من التهريب عبر حصر الشراء والتصدير في بنك السودان المركزي ووقف وتجريم تخزين الذهب بكميات كبيرة من دون مستندات رسمية.

دعم مصري

إقليمياً، جددت مصر التزامها المستمر بدعم السودان ومواصلة مساعيها للمشاركة في المبادرات الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل سوداني شامل للأزمة يوقف إطلاق النار ويمهد لإطلاق عملية سياسية جامعة. وجدد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطي خلال لقائه وزير الدولة بالخارجية السودانية السفير عمر صديق، تأكيد دعم مصر للحلول السياسية السلمية السودانية بعيداً من أي تدخلات خارجية قد تؤجج الصراع أو تزيد من تعقيد الأزمة. وشدد عبدالعاطي على رفض مصر القاطع المحاولات الرامية إلى تهديد وحدة السودان أو المساس بمؤسساته الوطنية وضرورة الحفاظ على سيادته واستقراره كأولوية لا يمكن التهاون في شأنها.

المزيد من متابعات