Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسيرات الجيش تجبر "الدعم السريع" على التراجع في الفاشر

الكباشي يتفقد محور شمال كردفان وسوء التغذية يتجاوز عتبة الطوارئ

يستمر القصف المدفعي الثقيل من "الدعم السريع" على الأحياء والأعيان المدنية بالفاشر (رويترز)

ملخص

بينما يستمر القصف المدفعي الثقيل من "الدعم السريع" على الأحياء والأعيان المدنية بالفاشر، يواصل الوضع الإنساني انحداره نحو الأسوأ مع تفاقم أزمة الجوع وانعدام الرعاية الصحية وتفشي الأمراض.

أكدت مصادر عسكرية أن مسيرات للجيش السوداني شنت غارات شرسة متتالية على مدار الأيام الماضية ضد مواقع قوات "الدعم السريع"، وأجبرتها على التراجع عن نقاط تقدمها داخل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

أوضحت المصادر أن مسيرات الجيش استهدفت مراراً مواقع تقدم الميليشيات داخل المحور الجنوبي وحي أولاد الريف وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بينما لجأت الميليشيات لتكثيف عمليات التسلل الليلية نحو فرقة الجيش.

وكانت قوات "الدعم السريع" تقدمت خلال الأسبوعين الماضيين شمال وشرق سوق المواشي حتى حي أولاد الريف والمناطق المحيطة بمقر الفرقة السادسة للجيش بالمدينة، قبل أن ينجح الجيش في استعادة عدد من المواقع الحيوية والتقدم في المحور ذاته.

تدخل الطيران

وطالبت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بتدخل قوي لطيران الجيش لتعزيز قدرة القوات البرية على الأرض، وفك الحصار عن المدينة وإيصال المساعدات.

قالت التنسيقية ضمن بيان "يجب ألا نسمح للفاشر أن تقاتل وحدها وتبقى محاصرة بينما هناك إمكانية لاستعادة الأمن والاستقرار، فلتسقط 100 طائرة حربية أخرى في سماء المدينة لأن الحل يكمن في تفعيل سلاح الجو".

وشدد البيان على أن "دعم المدينة بالسلاح والمعدات القتالية ضرورة لا مفر منها لأن العدو لن يتراجع إلا بالقوة، وعلى الجميع أن يدرك أن الفاشر هي معركة الدفاع عن الوطن، ولا يمكن انتظار مزيد من الخسائر البشرية والمدنية، يجب أن يتحرك الجيش فوراً بإرسال المساعدات إلى أهلنا في الفاشر قبل أن تتدهور الأوضاع أكثر".

انحدار إنساني

بينما يستمر القصف المدفعي الثقيل من "الدعم السريع" على الأحياء والأعيان المدنية بالفاشر، يواصل الوضع الإنساني انحداره نحو الأسوأ مع تفاقم أزمة الجوع وانعدام الرعاية الصحية وتفشي الأمراض، بسبب المعارك والقصف المستمرين والحصار المضروب على المدينة منذ أكثر من عام ونصف العام، وارتفع عدد الإصابات التراكمية بالكوليرا إلى 9838 حالة والوفيات إلى 407.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف تحديث للمنسقية العامة للنازحين بدارفور أمس الأربعاء أن الوباء يواصل تفشيه بصورة واسعة داخل الإقليم، وبمعدلات أعلى في محليات الطويلة والروبية ومناطق جبل مرة وبخاصة محلية قولو، إلى جانب معسكرات الحميدية والحصاحيصا للنازحين في مدينة زالنجي والمناطق والقرى المحيطة بها وسط دارفور.

الخطوط الأمامية

في محور كردفان تفقد عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد الأعلى للجيش الفريق أول شمس الدين كباشي الموقف العسكري الميداني في هذا المحور النشط، واستمع خلال لقاء موسع بقادة القوات المتقدمة إلى تنوير عن سير العمليات بالخطوط الأمامية، وجاهزية القوات التي تخوض مواجهات ومعارك ضد ميليشيات "الدعم السريع".

ووصل الكباشي إلى مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان في زيارة هي الأولى له لهذا المحور منذ بدء الحرب، خلال وقت بدأ فيه الجيش تقدماً برياً بإسناد جوي، تزامناً مع وصول تعزيزات بشرية ولوجيستية كبيرة للجيش توطئة لتوسيع عملياته على هذا المحور، وبخاصة شريط طريق الصادرات الغربي الحيوي الرابط بين شمال غربي أم درمان ومناطق بارا ومحيط الأبيض.

تنسيق ميداني

وأوضحت مصادر عسكرية أن زيارة مساعد القائد العام لقوات محور كردفان، هدفت أيضاً إلى تعزيز التنسيق الميداني وتأمين الإمداد والتسليح لمتحركات الجيش وحلفائه.

أشارت المصادر نفسها إلى أن قوات الفرقة 22 بمدينة بابنوسه غرب كردفان تمكنت أمس بعد اشتباكات عنيفة مع الميليشيات من استعادة مبنى جامعة بابنـوسه، التي كانت تستغلها الميليشيات كمنصة للقصف المدفعي الذي يستهدف مقر الفرقة.

 

وقبل أسابيع تفقد رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان متحركات الجيش بمنطقة رهيد النوبة شمال كردفان، مؤكداً مواصلة القتال حتى القضاء على التمرد نهائياً.

وعقد كباشي اجتماعاً مع حكومة الولاية شمال كردفان ولجنة الأمن فيها، وبخاصة بعد انتقال مركز القيادة والسيطرة للعمليات العسكرية إلى عاصمتها (الأبيض) عقب اكتمال تحرير ولايات الجزيرة والخرطوم وسنار والنيل الأبيض.

إنزال الطحين

في خطوة هدفت لتخفيف حدة الأزمة الغذائية في مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان المحاصرة، نفذ الطيران الحربي للجيش عملية إسقاط جوي ناجحة لكميات من الطحين، وذكرت الصفحة الرسمية لأبناء جبال النوبة على موقع "فيسبوك" أن الشحنات وصلت بأمان وجمعت في مواقع محددة لتسهيل وصولها إلى الأهالي وتقليل معاناتهم الناتجة من صعوبة حركة النقل البري بسبب التحديات الأمنية التي تشهدها جبال النوبة.

ومنذ أشهر تفرض قوات "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية (شمال) بقيادة عبدالعزيز الحلو حصاراً على مدينتي كادوقلي والدلنج بإغلاق الطريق القومي (الأبيض – الدلنج - كادوقلي) الرابط بينها وشمال كردفان، ووقف تدفق المؤن الغذائية والسلع والأدوية.

دعوة أميركية

دعت الولايات المتحدة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قرية ترسين بجبل مرة غرب السودان ومختلف المناطق المنكوبة، خلال وقت تواجه فيه البلاد أزمات متشابكة من حرب وكوارث طبيعية وأمراض وبائية.

وطلب بيان للخارجية الأميركية أمس من الحكومة السودانية وميليشيات "الدعم السريع" وحركة جيش تحرير السودان بزعامة عبدالواحد محمد نور، السماح فوراً بمرور المساعدات الإنسانية من دون قيود إلى جميع مناطق السودان.

تجاوز الطوارئ

من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) أمس إن سوء التغذية الحاد تجاوز عتبة الطوارئ داخل 80 في المئة من المناطق التي أجريت فيها مسوحات عن التغذية.

ووفق تقرير للمنظمة فإن مسوحات التغذية والوفيات خلال شهري يناير (كانون الثاني) ويوليو (حزيران) الماضيين، أظهرت أن أكثر من 60 في المئة من المناطق التي شملها مسح معدلات سوء التغذية الحاد تفوق العتبة الطارئة.

وأشار التقرير إلى أن 80 في المئة من مناطق دارفور التي شملتها المسوحات تجاوزت فيها معدلات سوء التغذية الحاد عتبة الطوارئ، وبخاصة في شمال دارفور.

وأفاد التقرير بأن المسوحات تشير إلى أن الأوضاع الغذائية والصحية تزداد سوءاً، إذ ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد إلى 315454 طفلاً، بزيادة تصل إلى 48.4 في المئة خلال النصف الأول من هذا العام، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

برنامج الغذاء

ورحب برنامج الأغذية العالمي بقرار السلطات السودانية استمرار فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد حتى نهاية العام الحالي، كونه يمثل شرياناً إنسانياً مهماً إلى إقليمي دارفور وكردفان اللذين يشهدان مستويات حادة من الجوع، مما مكنه من إيصال مساعدات غذائية إلى ملايين المتضررين خلال الأشهر الماضية.

وأكد بيان للبرنامج أن التقارير تشير إلى وضع سيئ وشح في المواد الغذائية بأسواق مدينة الفاشر ولجوء الناس إلى تناول علف الحيوانات، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر للبرنامج هو إمكانية الوصول إلى المناطق المتأثرة، وما زال البرنامج ينتظر موافقة "الدعم السريع" للوصول إلى الفاشر.

وأوضح البيان أن البرنامج يقترب من الوصول إلى 4 ملايين شخص خلال الشهر، وساعد بالفعل نحو 250 ألف شخص في الفاشر عبر تقديم تحويلات مالية نقدية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات