Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكثر من ألف قتيل في انزلاق أرضي دمر قرية كاملة غرب السودان

حركة "جيش تحرير السودان" قالت إن الكارثة أودت بحياة جميع سكان ترسين في دارفور ولم ينجُ من بينهم سوى شخص واحد

ملخص

ناشدت الحركة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية التدخل لتقديم المساعدة وانتشال جثامين الضحايا.

أسفر انزلاق أرضي عن مقتل أكثر من ألف شخص بعدما أتى على قرية بأكملها في إقليم دارفور غرب السودان، بحسب ما أعلنت ليل الإثنين- الثلاثاء حركة مسلّحة تسيطر على المنطقة في البلد الذي يشهد أزمة إنسانية حادّة.

وقالت حركة "جيش تحرير السودان" إن "انزلاقات أرضية كبيرة ومدمّرة" أدت إلى "دمار كامل لقرية ترسين - شرق جبل مرة، بالقرب من منطقة سوني". وأوضحت أن الكارثة وقعت الأحد "بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسبوع الأخير من أغسطس (آب) المنصرم".

وبحسب البيان، فإن "المعلومات الأولية تفيد بموت جميع سكان القرية ويقدر عددهم بأكثر من ألف شخص ولم ينج من بينهم إلا شخص واحد فقط".

ولفتت الحركة إلى أن القرية "سوّيت بالأرض تماماً" نتيجة لهذا الانزلاق، مناشدةً "الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية والضمير الإنساني الحي مساعدتنا لانتشال جثامين الموتى من تحت التراب ويقدر عددهم بأكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال".

 

من جهتها أعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أنها تعمل على الاستجابة للانزلاق الأرضي المدمر وقع في إقليم دارفور.

وأفاد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان لوكا ريندا في بيان بأن "الأمم المتحدة وشركاءنا الإنسانيين يتحركون لتقديم الدعم للسكان المتضررين".

وناشدت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المساعدة في انتشال القتلى الذين ما زالوا مدفونين تحت الوحل والركام.

وقال زعيم حركة "جيش تحرير السودان" عبدالواحد محمد نور لوكالة الصحافة الفرنسية عبر رسالة نصية إن "ما حدث أكبر من طاقتنا. كتل من الطين سقطت على القرية الواقعة وسط جبل مرة. وتعمل الشؤون الإنسانية ضمن مناطقنا والأهالي لمحاولة انتشال الجثث، لكن الأمر أكبر من الإمكانات الموجودة".

ونشرت حركة "جيش تحرير السودان" صوراً على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر جزء الجبل المنهار ووحلاً كثيفاً يغطي البلدة وسط أشجار مقتلعة.

من جانبه حث الاتحاد الأفريقي الأطراف السودانية على "إسكات الأسلحة" والسماح بإيصال المساعدات إلى ضحايا الانزلاق الأرضي.

وقال الاتحاد خلال بيان "في هذه الظروف المؤلمة، يؤكد رئيس المفوضية التضامن الثابت للاتحاد الأفريقي مع السكان المتضررين ويدعو جميع أصحاب المصلحة السودانيين إلى إسكات الأسلحة والتوحد في تسهيل التسليم السريع والفاعل للمساعدات الإنسانية الطارئة للمحتاجين إليها".

وفي رسالة على "تيليغرام" نشرها الفاتيكان، أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن "حزنه العميق لدى علمه بالدمار الذي تسبب به الانزلاق الأرضي"، مشيداً بـ"جهود الإنقاذ المتواصلة للسلطات المدنية وعناصر الطوارئ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ردود فعل من الطرفين المتحاربين

وصدرت ردود فعل عن طرفي النزاع على كارثة أول من أمس الأحد. ونعى الضحايا "مجلس السيادة الانتقالي" برئاسة عبدالفتاح البرهان الذي يترأس حكومة معترفاً بها دولياً مقرها بورتسودان المطلة على البحر الأحمر.

وتعهد المجلس "تسخير كل الإمكانات المتاحة لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين جراء هذه الكارثة الأليمة".

كما صدر بيان عن الحكومة الموازية في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وقال رئيس وزراء الحكومة المدعومة من قوات "الدعم السريع" محمد حسن التعايشي إن "حياة السودانيين وأمنهم فوق كل اعتبار سياسي أو عسكري" و"هذه اللحظة هي لحظة إنسانية بامتياز، تتطلب أن نقف جميعاً في خندق واحد من أجل شعبنا".

كما لفت إلى أنه تحدث مباشرة مع عبدالواحد محمد نور لتقييم الحاجات على الأرض.

وما زالت منظمات الإغاثة الدولية غير قادرة على الوصول إلى مناطق واسعة من دارفور، بما في ذلك منطقة الانزلاق الأرضي، بسبب تواصل القتال، مما يحد من إمكان دعم جهود الإنقاذ.

كما تأتي الكارثة خلال الموسم الماطر في السودان، حيث تصبح الطرقات الجبلية عادة غير قابلة للاستخدام.

وتعاني المناطق التي تشهد كبرى المعارك، على غرار دارفور، هشاشة البنى التحتية.

يذكر أن حركة "جيش تحرير السودان" التي تسيطر على مناطق عدة من جبال مرة، حيث تقع البلدة التي أتت عليها انزلاقات التربة، بقيت عموماً بمنأى عن المعارك.

وجبل مرة هو سلسلة قمم بركانية تمتد على نحو 160 كيلومتراً جنوب غربي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي مدينة تحاصرها قوات "الدعم السريع" منذ أكثر من عام.

وتعد المنطقة عرضة لانزلاقات التربة، ولا سيما خلال موسم الأمطار الذي يبلغ ذروته في أغسطس (آب)، فعام 2018 أودى انزلاق للتربة في بلدة مجاورة بحياة 20 شخصاً في الأقل.


ووصف حاكم دارفور الموالي للجيش مني مناوي الحادثة بـ"مأساة إنسانية تفوق حدود الإقليم" الذي تناهز مساحته نحو خمس مساحة السودان.

وناشد مناوي "المنظمات الإنسانية الدولية بالتدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة في هذه اللحظة الحرجة". وقال في بيان إن "المأساة أكبر من طاقة أهلنا وحدهم".

نفاذ صعب

ويبقى النفاذ إلى جزء كبير من دارفور بما في ذلك المنطقة حيث وقع انزلاق التربة، غير متاح تقريباً للقيمين على المساعدات الإنسانية بسبب المعارك.

وأعلنت المجاعة في مناطق عدة من الإقليم المؤلف من خمس ولايات، وتسيطر قوات "الدعم السريع" على معظم مساحته.

وأودت الحرب المستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو، بحياة عشرات الآلاف وتسبّبت في تهجير أكثر من 14 مليون شخص وفي "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" على حد تعبير الأمم المتحدة.

وقسمت الحرب السودان عملياً إلى مناطق نفوذ بين طرفي النزاع. في حين يسيطر الجيش على معظم مناطق الشمال والشرق والغرب، وتمكن هذا العام من استعادة السيطرة على الخرطوم، تسيطر قوات "الدعم السريع" على إقليم دارفور بشكل شبه كامل وأجزاء من الجنوب.

ومنذ مايو (أيار) 2024، تحاصر قوات "الدعم السريع" الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وهي آخر المدن الكبيرة في الإقليم التي ما زالت تحت سيطرة الجيش وتضم نحو 300 ألف نسمة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار