ملخص
يمكن اعتبار جلسة اليوم محطة استراحة ضمن مسار هابط ممتد منذ مطلع العام، إذ يحاول مؤشر السوق امتصاص الخسائر الأخيرة وإعادة بناء الثقة.
أنهى مؤشر السوق السعودية "تاسي" جلسته مرتفعاً 0.3 في المئة، ليضيف 37 نقطة ويغلق عند 10656 نقطة، في تحسن جزئي بعد سلسلة من التراجعات التي شهدتها السوق في الجلسات الماضية. وبلغت قيمة التداولات 3.2 مليار ريال (853 مليون دولار)، وهو مستوى يعكس استمرار السيولة عند حدودها المنخفضة مقارنة بما شهدته السوق خلال الأسابيع الأخيرة.
المؤشر افتتح الجلسة عند 10620 نقطة، وسجل أعلى مستوى له عند 10664 نقطة وأدنى مستوى عند 10617 نقطة، مما يظهر أن الارتفاع جاء في نطاق محدود لكنه يعكس حالة من التماسك بعد الانخفاضات الأخيرة.
وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) منخفضاً 113.44 نقطة ليصل عند 25559.59 نقطة، وبتداولات 40.6 مليون ريال (10.82 مليون دولار).
الضغوط العالمية
وأوضح أستاذ المالية الدكتور محمد القحطاني، أن الأسواق العالمية تشهد حالة من التذبذب الحاد في ظل بيانات اقتصادية أميركية متباينة عززت المخاوف من تأجيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأي خفض قريب في أسعار الفائدة، وقد انعكس ذلك على أسواق الأسهم والسندات، إذ ارتفعت عوائد الخزانة الأميركية إلى مستويات جديدة، فيما بقيت المؤشرات الأوروبية تحت ضغط تباطؤ النمو وضعف الطلب الصناعي.
تذبذب أسعار النفط
وأضاف أن أسعار النفط تواصل حركتها الهابطة مع تداول خام "برنت" حول 66.8 – 67.4 دولار للبرميل وغرب تكساس الوسيط قرب 63.1 – 63.8 دولار للبرميل، متراجعة بأكثر من واحد في المئة خلال الأيام الماضية بفعل توقعات بزيادة المعروض من جانب تحالف "أوبك+" إلى جانب تراجع شهية الأخطار عالمياً.
وقد انعكست هذه التطورات مباشرة على البورصات الخليجية، إذ حدت المستويات الحالية للنفط من الدعم الذي تتلقاه أسهم الطاقة والبتروكيماويات، مما جعل المؤشرات تتحرك في نطاقات جانبية متقلبة.
وأوضح أن أي ارتداد مستدام في السوق السعودية وبقية أسواق المنطقة سيظل مشروطاً بمسار أسعار النفط وتوجهات السياسة النقدية الأميركية خلال المرحلة المقبلة، لا سيما أن العملات الخليجية مرتبطة بالدولار، مما يزيد من حساسية الأسواق لأي تحركات في الفائدة الأميركية.
محطة استراحة
وحول أداء الأسهم، أشار الباحث في الشأن المالي ناصر المحمد، أنه يمكن اعتبار جلسة اليوم محطة استراحة ضمن مسار هابط ممتد منذ مطلع العام، إذ يحاول مؤشر السوق امتصاص الخسائر الأخيرة وإعادة بناء الثقة، مع بروز انتقائية واضحة لدى المستثمرين بين أسهم قيادية داعمة وأخرى تواجه ضغوطاً متزايدة.
وأضاف بالنظر إلى مسار السوق خلال الأيام الماضية، يمكن القول إن جلسة اليوم تعكس محاولة للتماسك بعد أن فقد المؤشر أكثر من 1400 نقطة منذ بداية العام بنسبة 12 في المئة، ليصل في جلسة الأمس إلى أدنى مستوى له منذ يونيو(حزيران) عند 10619 نقطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعودة المؤشر اليوم فوق مستوى 10650 نقطة تمثل إشارة على أن الأسهم القيادية ما زالت قادرة على دعم السوق في المدى القصير، خصوصاً مع الأداء الإيجابي للمصارف وأسهم النمو مثل "المراعي" و"سليمان الحبيب"، لكن بقاء السيولة ضمن نطاق محدود، واستمرار الضغط من أسهم كبرى مثل "سابك" يعكس أن السوق لا تزال في حاجة إلى محفزات جوهرية سواء من نتائج الشركات أو من تحسن البيئة الاقتصادية العالمية لتجاوز مرحلة التذبذب الحالية.
"الراجحي" يقود الصعود
وأكد المحمد أن سهم "مصرف الراجحي" قاد صعود السوق، بعدما ارتفع 2 في المئة ليغلق عند 94.85 ريال (25.3 دولار) وسط تداولات نشطة قاربت 3.1 مليون سهم، مما أعطى دعماً قوياً للمؤشر باعتباره أحد الأسهم القيادية الأكثر تأثيراً، وارتفعت أسهم "معادن" و"أكوا باور" و"سليمان الحبيب" و"الأبحاث والإعلام" و"المراعي" و"بنك البلاد" بنسب تراوحت ما بين واحد و2 في المئة، وهو ما أسهم في تعزيز المكاسب وتخفيف الضغط الذي عانت منه السوق في الجلسات السابقة، وسجل سهم "عطاء" ارتفاعاً طفيفاً بأكثر من واحد في المئة ليغلق عند 62.45 ريال (16.6 دولار)، مدعوماً بإعلان الشركة عن نتائجها المالية للربع الرابع المنتهي في يوليو (تموز) الماضي، فيما تصدر سهم "ثمار" قائمة الرابحين بصعود لافت بلغت نسبته 6 في المئة.
ضغوط سهم "سابك"
في المقابل، واصلت بعض الأسهم الضغط على السوق، حيث تراجع سهم "سابك" واحداً في المئة ليغلق عند 59.75 ريال (15.9 دولار)، وتصدر سهم "محطة البناء" الخسائر بانخفاض 6 في المئة ليصل إلى 73.30 ريال (19.5 دولار)، ليرفع بذلك خسائره منذ الإدراج إلى 14 في المئة مقارنة بسعر الطرح البالغ 85 ريالاً (22.7 دولار). أما في الصناديق العقارية المتداولة، فقد شهد صندوق الأهلي ريت 1 ضغوطاً واضحة بعد أن أغلق عند 6.74 ريال (1.8 دولار) منخفضاً 3 في المئة ومسجلاً أدنى إغلاق له منذ الإدراج، متأثراً بانتهاء أحقية توزيعات الأرباح.
مؤشر الدوحة ينخفض 43 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر منخفضاً بواقع 43.16 نقطة، بنحو 0.39 في المئة، ليصل إلى 11099.21 نقطة، وتم خلال الجلسة تداول 140.802 مليون سهم، بقيمة 426.982 مليون ريال (117.3 مليون دولار)، عبر تنفيذ 20093 صفقة في جميع القطاعات.
انخفاض في سوق أبو ظبي
إلى ذلك، أغلق مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية على انخفاض 0.2 في المئة عند 10034 نقطة، وبتداولات نحو 792 مليون درهم (215.7 مليون دولار).
وبهذا يكون مؤشر سوق أبو ظبي قد أغلق على انخفاض بمقدار 61 نقطة لهذا الأسبوع ككل، وبنسبة 0.6 في المئة مقارنة بآخر جلسات الأسبوع الماضي.
وأقفل سهم "أبو ظبي الإسلامي" على ارتفاع 2.2 في المئة وبتداولات 3 ملايين سهم، بينما انخفض سهم "بروج بي أل سي" 2.6 في المئة وبتداولات 18 مليون سهم، وانخفض سهم "أدنوك للغاز" 0.3 في المئة وبتداولات 18 مليون سهم، فيما انخفض سهم "أدنوك للإمداد والخدمات" 0.2 في المئة وبتداولات قاربت 14 مليون سهم، وكان أكثر الأسهم تداولاً، سهم "بريسايت إي أي هولدينغ بي أل سي"، حيث انخفض 2.6 في المئة مع تداولات تجاوزت 23 مليون سهم.
صعود في أسهم دبي
وأقفل مؤشر سوق دبي المالي مرتفعاً 0.3 في المئة عند 5989 نقطة، مع تداولات 449 مليون درهم (122.2 مليون دولار).
وبالإقفال عند هذا المستوى، تكون سوق دبي المالية قد انخفضت بمقدار 75 نقطة لهذا الأسبوع ككل، وبنسبة 1.2 في المئة مقارنة بآخر جلسات الأسبوع الماضي.
وأقفل سهم "إعمار العقارية" على ارتفاع 1.8 في المئة وبتداولات 10 ملايين سهم، فيما انخفض سهم "بنك دبي الإسلامي" 0.1 في المئة وبتداولات 5 ملايين سهم، وارتفع سهم "الاتحاد العقارية" 0.7 في المئة وبتداولات 10 ملايين سهم، فيما ارتفع سهم "دريك أند سكل إنترناشيونال" أيضاً 0.3 في المئة وبتداولات 7 ملايين سهم.