ملخص
رجح بنك "جي بي مورغان" وصول الذهب إلى مستويات قياسية حال قيام دونالد ترمب بإقالة ليزا كوك
مع ارتفاع التوقعات الخاصة باتجاه البنك المركزي الأميركي إلى دورة التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع سبتمبر (أيلول) الجاري، رجح محللون في بنك "جيه بي مورغان" استمرار صعود أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، على رغم وصولها إلى مستويات قياسية هذا الأسبوع، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة، إضافة إلى تنامي المخاوف في شأن استقلاليته.
وقال البنك في مذكرة بحثية حديثة إن أي خفض بأسعار الفائدة يتماشى مع التوقعات أو يتجاوزها سيدعم تدفقات الصناديق المتداولة للذهب، مما قد يدفع أسعار المعدن النفيس إلى مستوى 3675 دولاراً للأوقية بنهاية عام 2025.
ورجح أن يصل الذهب إلى 4 آلاف دولار في الربع الثاني من 2026، ثم إلى 4250 دولاراً بنهاية العام نفسه، خصوصاً إذا مضت الإدارة الأميركية في إقالة عضوة "الفيدرالي" ليزا كوك، وهو ما قد تكون له انعكاسات واسعة على هيكل إدارة البنك المركزي.
وأشار التقرير إلى أن أي مساس باستقلالية "الفيدرالي"، سيترتب عليه تداعيات مهمة وطويلة الأمد على أسواق الذهب.
أعلى مستوى للذهب على الإطلاق
في التعاملات الأخيرة، استقرت أسعار المعدن النفيس في تعاملات جلسة أمس الخميس، ليحوم بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق، الذي سجله في الجلسة الماضية، مدعوماً بحالة ضبابية عالمية وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، في وقت يتطلع فيه المتعاملون إلى بيانات رئيسة للوظائف الأميركية تصدر هذا الأسبوع.
وفي وقت مبكر من التعاملات، استقر سعر الذهب في المعاملات الفورية عند مستوى 3561.97 دولار للأوقية (الأونصة).
وبلغ المعدن النفيس مستوى قياسياً بـ3578.50 دولار في تعاملات جلسة الأربعاء، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.4 في المئة إلى مستوى 3619.40 دولار.
وفي بيان حديث، قالت وزارة العمل الأميركية إن الوظائف الشاغرة، وهي مقياس للطلب في سوق العمل، انخفضت أكثر من المتوقع إلى 7.181 مليون وظيفة في يوليو (تموز) الماضي.
وقال عدد من مسؤولي "الفيدرالي"، إن المخاوف المتعلقة بسوق العمل لا تزال تعزز اعتقادهم أن خفض أسعار الفائدة قريب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال عضو مجلس المحافظين كريستوفر والر، إنه يعتقد أن البنك المركزي يتعين عليه خفض الفائدة في اجتماعه المقبل.
وبحسب أداة "فيد ووتش"، يرى المتعاملون حالياً فرصة بنسبة 97 في المئة لخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس هذا الشهر ارتفاعاً من 92 في المئة قبل صدور البيانات.
ويتحول التركيز الآن إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها غداً الجمعة، وسط توقعات بنموها في أغسطس الماضي بنحو 78 ألف وظيفة، وفقاً لاستطلاع حديث أجرته وكالة "رويترز"، في مقابل 73 ألف وظيفة في يوليو الماضي.
بالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، لم يطرأ تغير يذكر على الفضة لتستقر في المعاملات الفورية عند مستوى 41.19 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين بنسبة 0.2 في المئة إلى مستوى 1423.63 دولار، فيما انخفض البلاديوم بنسبة 0.6 في المئة إلى مستوى 1140.50 دولار.
ضغوط قاسية تحاصر الدولار الأميركي
في سوق العملات، تراجع الدولار الأميركي في التعاملات الأخيرة، في أسبوع متقلب وسط توتر سوق السندات وبيانات أظهرت ضعف سوق العمل في الولايات المتحدة، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر.
ومع تركيز "الفيدرالي" على بيانات سوق العمل، سيحدد تقرير الوظائف الرئيس المقرر صدوره غداً الجمعة مسار توقعات أسعار الفائدة على الأمد القريب، بعد أن أظهرت بيانات رسمية حديثة انخفاض فرص العمل الشاغرة إلى أدنى مستوى لها في 10 أشهر في يوليو 2025، لكن تسريح العاملين ظل منخفضاً نسبياً.
وأثرت بيانات فرص العمل التي جاءت أقل من المتوقع في تحركات الدولار الأميركي، وتمسك اليورو بمكاسبه التي حققها خلال الساعات الماضية وبلغ في أحدث التداولات مستوى 1.165775 دولار.
وبعد أسبوع صعب، استقر الجنيه الاسترليني عند مستوى 1.3442 دولار في ساعات التداول الآسيوية المبكرة. وسجل الين الياباني في أحدث التداولات مستوى 148.12 في مقابل الدولار، بعد أن حقق مكاسب صغيرة في الجلسة الماضية.
أما الدولار الأسترالي فاستقر عند مستوى 0.6545 دولار أميركي، وسجل الدولار النيوزيلندي في أحدث التداولات نحو 0.5881 دولار أميركي. واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية في مقابل ست عملات رئيسة، عند مستوى 98.178 نقطة بعد تراجعه بنسبة 0.17 في المئة في تعاملات الأربعاء.
وقال عدد من مسؤولي "الفيدرالي"، إن مخاوف سوق العمل لا تزال تدعم وجهة نظرهم بأن خفض أسعار الفائدة قريب.
ورجح كبير الاقتصاديين الدوليين لدى "آي إن جي" جيمس نايتلي، خفض أسعار الفائدة بصورة كبيرة في الأشهر المقبلة مع وجود ضغوط تضخم ضئيلة قادمة من سوق العمل، قائلاً "نتوقع أن يخفضوا أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعات اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة في سبتمبر الجاري وأكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر 2025".
وانصب كثير من التركيز هذا الأسبوع على سوق السندات، إذ ارتفعت عوائد السندات طويلة الأجل على مستوى العالم مع تزايد قلق المستثمرين في شأن متانة الاقتصادات الكبرى من اليابان إلى بريطانيا والولايات المتحدة، لكن تعليقات صناع السياسات المائلة إلى التيسير النقدي، إلى جانب بيانات العمل الضعيفة عززت سندات الخزانة، مما دفع العوائد للانخفاض.
وبلغت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً نحو 4.891 في المئة، بعد أن وصلت إلى خمسة في المئة في تعاملات جلسة الأربعاء، وهو أعلى مستوى لها في نحو شهر ونصف شهر.