Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يمكن لنابولي الاستفادة من الهوية الجديدة للدوري الإيطالي؟

أظهر البطل طريقاً جديداً إذ تألق سكوت مكتوميناي تحت قيادة أنطونيو كونتي لكن "سيريا أ" لا يزال يفاجئ المتابعين في ظل حال من عدم اليقين المحيطة بصيف إنتر

سجل سكوت مكتوميناي هدف تتويج نابولي بلقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي وكان لاعب العام في البطولة (أ ف ب)

ملخص

الدوري الإيطالي يعيد اختراع نفسه كهوية مفعمة بالمفاجآت والفرص الثانية، إذ تتصدره أسماء غير متوقعة مثل سكوت مكتوميناي، ويشهد عودة نجوم مخضرمين كدي بروين ومودريتش، وسط تغيرات فنية ومالية تعكس واقعاً متجدداً للدوري.

الدوري الذي كان يحسم سابقاً بفضل أسماء مثل ماركو فان باستن أو ميشيل بلاتيني أو دييغو مارادونا أو جون تشارلز، شهد قائداً جديداً في الموسم الماضي. فقد منحت جائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي للاعب الذي سجل في المباراة التي حسم فيها فريقه اللقب، وهو سكوت مكتوميناي.

الأسماء الجديدة تعكس تحول هوية الدوري الإيطالي

وإن بدا كل ذلك غير منسجم مع الصورة التقليدية، فإنه يعكس كيف أن الدوري الذي كان يوماً الأكثر بريقاً في العالم قد وجد هوية جديدة، تقوم على عنصر المفاجأة وسيناريوهات لا تصدق، ومكتوميناي دليل على ذلك، وكذلك فريقه.

شهد مسار نابولي خلال المواسم الثلاثة الأخيرة مضاعفة عدد ألقابه في الدوري الإيطالي ليصل إلى أربعة، إذ أنهى تلك المواسم في المركز الأول ثم الـ10 ثم الأول مجدداً.

هذا الاندفاع الأخير تحت قيادة أنطونيو كونتي يؤكد من جديد أن الدوري الإيطالي لا يزال موطناً لثقافة "العودة"، أي المكان الذي يعود فيه من ظن أنهم في تراجع. وهو ما يراه البعض توصيفاً للدوري نفسه، فقد مرت 15 عاماً منذ أن قدمت إيطاليا بطلاً لدوري أبطال أوروبا، بل إن ثلاثة من أنديتها خرجت الموسم الماضي أمام فرق هولندية وبلجيكية، وقد تخطتها دوريات أخرى في الثراء، إذ شهد الصيف الجاري رحيل هداف الدوري ماتيو ريتيغي، وأفضل مدربيه (في الأقل في ما يخص دوري الأبطال)، سيموني إنزاغي، إلى السعودية.

إنتر ميلان يدخل الموسم بلا إنزاغي وبمشكلات متراكمة

إنزاغي وإنتر ميلان هددا بالفوز بكل شيء في الموسم الماضي، لكنهما أنهياه بلا شيء، وقد شكلت نهاية مشوارهما معاً خلفية انطلاقة موسم (2025 - 2026) من الدوري الإيطالي. ربما أغرى الهلال السعودي إنزاغي بمبلغ ضخم، لكن الهزيمة بنتيجة (0 - 5) أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في ميونيخ كانت نهاية قاسية وغير لائقة، وغير عادلة أيضاً، بالنظر إلى ما حققه في ملعب "سان سيرو".

تغييرات المدربين عرض مستمر في الدوري الإيطالي

لكن إن كانت تغييرات المدربين موضوعاً أساساً في الصيف، فإن رحيل إنزاغي يعيد رسم المشهد. فعلى رغم أن نابولي فاز باللقب بفارق نقطة، فإن إنتر امتلك التشكيلة الأقوى، وقد توزعت جهوده بين بطولات عدة، فإن تقدم أعمار لاعبيه قد جعله يتبنى رؤية قصيرة المدى. والآن، ومع اضطرار إنتر إلى التعاقد سريعاً مع بديل لإنزاغي بسبب مشاركة النادي في كأس العالم للأندية، وبالنظر إلى مشاركة سيسك فابريغاس في ملكية نادي كومو فقد كان التعاقد معه شبه مستحيل، لذلك تولى كريستيان كيفو المهمة، وهو اسم جديد يفتقر إلى البريق، وربما يقال الشيء ذاته عن صفقات إنتر، التي تركز على العناصر الشابة.

وفي المقابل يضم الدوري مجموعة من المدربين يحملون في ما بينهم 12 لقباً للدوري الإيطالي، وبينما بدا أن أنطونيو كونتي ورئيس نابولي أوريليو دي لاورينتيس قد لا يتمكنان من العمل معاً لموسم ثان بسبب طباعهما النارية، بقي المدرب الفائز بخمسة ألقاب. وهناك مدرب فاز بستة ألقاب موجود الآن في "سان سيرو"، وهو ماسيميليانو أليغري، العائد إلى أي سي ميلان. أما آخر مدرب منح "الروسونيري" لقب الدوري، ستيفانو بيولي، فقد عاد من مغامرته المربحة في السعودية ليتولى تدريب فيورنتينا.

قد يكون ذلك عنصراً مساوياً للفرص، لكن يبدو أن أكبر ناديين في الدوري قد قاما باختيارات مخيبة، على رغم أن كريستيان كيفو أنقذ بارما من الهبوط الموسم الماضي، فيما قاد إيغور تيودور يوفنتوس إلى دوري أبطال أوروبا، مما منحه عقداً ممتداً. وهناك خيارات مثيرة للاهتمام في أماكن أخرى، مثل جيان بييرو غاسبيريني، الذي دفع أتالانتا إلى آفاق غير متوقعة بخطته الجريئة (3 - 4 - 3)، لكنه عاش تجربة قصيرة ومحبطة في ناد كبير سابقاً مع إنتر، وتولى الآن تدريب روما خلفاً لكلاوديو رانييري.

أما أتالانتا فقد اختار خليفة غير متوقع له، وهو إيفان يوريتش، العائد من عام كارثي درب خلاله روما وساوثهامبتون. كما عاد ماوريتسيو ساري إلى لاتسيو بعد 15 شهراً من استقالته. وبذلك يغيب اسم إنزاغي عن المدربين في "سيريا أ" هذا الموسم، سواء فيليبو إنزاغي الذي قاد بيزا إلى الصعود ثم غادر لتدريب باليرمو في الدرجة الثانية، أما شريكه السابق في هجوم ميلان، ألبرتو غيلاردينو، فقد تولى المهمة خلفه.

ضعف القدرة الشرائية في الدوري الإيطالي

أما دوران اللاعبين فقد يوحي بأن الدوري الإيطالي أصبح دورياً يبيع أكثر مما يشتري، حتى وإن كانت الصفقة الكبرى — انتقال فيكتور أوسيمين إلى غلطة سراي — قد تمت بعد موسم قضاه معاراً، كذلك يعكس ذلك ضعفاً في بعض الأندية، فأليغري يملك ماضياً حافلاً في الدوري، لكن ميلان أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن، وقد باع تيجاني رايندرز وثيو هيرنانديز وماليك تياو، وأعار ألفارو موراتا إلى كومو.

وإذا كانت معظم أموال النادي قد ذهبت لضم لاعبي وسط شباب مثل صامويلي ريتشي وأردون ياشاري، فإن الصفقة الأبرز هي للاعب أكبر سناً بكثير هو لوكا مودريتش، الذي يقترب من عامه الـ40. أما في الهجوم فكان داروين نونيز هدفاً لميلان، لكنه أصبح دليلاً آخر على أن الدوري الإيطالي لا يستطيع مجاراة القوة المالية للأندية السعودية، أما الآن فقد تحول التركيز إلى راسموس هويلوند.

محاولة جديدة من أتالانتا للفوز باللقب تبدو غير واقعية في الوقت الحالي، بعد رحيل ريتيغي، وسعي أديمولا لوكمان إلى اللحاق به، لكن تعثر انتقال النيجيري إلى إنتر يترك كلا الناديين في حال من عدم اليقين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من المفترض أن يلعب روما وفق خطة غاسبيريني (3 - 4 - 3) وسيقوم بذلك مع إيفان فيرغسون المعار، بينما أعير تامي أبراهام إلى خارج النادي، فالاعتماد على الإعارات بات جزءاً من استراتيجية التعاقدات في "سيريا أ"، مع تزايد واضح في عدد القادمين من الدوري الإنجليزي الممتاز، ويبدو أن ليون بايلي في طريقه ليكون التالي.

أما يوفنتوس فقد تكون تشكيلته أقوى هذا الموسم بعد ضم جوناثان ديفيد في صفقة انتقال حر، إلى جانب التعاقد مع الجناحين فرانشيسكو كونسيساو ونيكو غونزاليس.

وربما يكون نابولي كذلك، فقد كانوا من بين أكثر الأندية إنفاقاً في أوروبا خلال الصيف الماضي، لكن بيع خفيتشا كفاراتسخيليا وأوسيمين في صيف 2025 أعاد بعض التوازن المالي.

كونتي كعادته لا يتوقف عن المطالبة بمزيد من اللاعبين، وقد ركز جزءاً من صفقاته على منطقة البلدان المنخفضة، مع التعاقد مع الثنائي الهولندي الجناح نوا لانغ والمدافع سام بويكيما.

الدوري الإيطالي ملجأ اللاعبين المخضرمين

لكن الصفقة الأبرز من دون شك هي التعاقد مع كيفين دي بروين، الذي يسعى لإثبات نفسه بعدما قرر مانشستر سيتي عدم تجديد عقده، وسينضم إلى لاعب كثيراً ما استفاد من تمريراته بقميص منتخب بلجيكا هو روميلو لوكاكو.

ومع ذلك فإن ابتعاد المهاجم عن الملاعب أشهراً عدة يجعل العبء الأكبر ربما يقع على عاتق الوافد الجديد، لورينزو لوكا.

من الآمن القول إن دي بروين كان بإمكانه جني أموال أكثر في مكان آخر، ومودريتش كذلك بلا شك، لكن إن كان الإيقاع الأهدأ للدوري الإيطالي يناسب اللاعبين المخضرمين، فإن التحدي فيه قد يستهويهم أيضاً، والحصول عليهم بصفقات مجانية يتماشى تماماً مع قدرات الأندية الإيطالية، وهناك آخرون من الجيل نفسه، مثل شيرو إيموبيلي، الهداف التاريخي للدوري الذي فاز بلقب الهداف "كابوكانونيري" أربع مرات، والذي انضم إلى بولونيا في سن الـ35، ودين دجيكو العائد إلى "سيريا أ" في عمر الـ39، بعد تجربة في تركيا.

وقد يكون المهاجم البوسني شريكاً لمويس كين أو بديله في فيورنتينا. وبالتأكيد فإن وجود إيموبيلي ودجيكو ودي بروين ومودريتش يمنح الدوري الإيطالي جاذبية خاصة لعشاق الحنين إلى الماضي.

ومع ذلك فإن التنافسية فيه تضيف عنصر جذب آخر، ففريق فابريغاس الصاعد حديثاً كومو، أنفق أكثر من معظم منافسيه، لكن كل فريق أنهى الموسم الماضي في النصف العلوي من الجدول يمكنه أن يبدأ الموسم الجديد بأمل التأهل لدوري أبطال أوروبا، وربما فقط إنتر ونابولي من يدخلان الموسم بتوقع تحقيق ذلك، لكن الدوري الإيطالي يجيد إعادة اختراع نفسه، فالمسابقة التي كانت يوماً الأفضل في العالم أصبحت اليوم دوري الفرص الثانية والفرص الأخيرة، إذ يمكن للعيوب في صفوف العمالقة الساقطين أن تضيف مزيداً من التقلبات وعدم الاستقرار، وقد لا يكون ظهور سكوت مكتوميناي في القائمة المختصرة للكرة الذهبية آخر مفاجآت هذا الدوري.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة