أعلنت وسائل إعلام أرجنتينية أن أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا توفي قبل قليل بعد معاناة من أزمة صحية خطيرة.
وغادر مارادونا (60 عاما)، الذي قاد الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 1986، المستشفى يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وانتقل إلى مركز تأهيل لعلاجه من إدمان الكحوليات.
وخضع لاعب برشلونة ونابولي وبوكا جونيورز السابق لجراحة طارئة هذا الشهر لعلاج تجمع دموي على المخ.
وبقي مدرب خيمناسيا ئي إسجريما في المستشفى لفترة أطول من المتوقع بسبب أعراض الانسحاب نتيجة انقطاعه المفاجئ عن تناول الكحوليات.
وتخللت حياة النجم الأرجنتيني مشكلات صحية عدة، كاد بعضها يودي بحياته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعرّض مارادونا عام 2000 لنوبة قلبية بعد جرعة زائدة من المخدرات في مدينة بونتا ديل إستي الساحلية. خضع بعدها لعلاج طويل في كوبا.
وعام 2004، عندما كان وزنه أكثر من 100 كيلوغرام، تعرّض لنوبة قلبية أخرى في بوينس آيرس، لكنه نجا. ثم خضع لعملية جراحية في المعدة سمحت له بإنقاص وزنه 50 كيلوغراماً.
وفي 2007، أسفر تعاطيه المفرط للكحول إلى نقله للمستشفى.
سجل حافل
ونشر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم تحية لمارادونا بعد تأكيد نبأ وفاته، جاء فيها: "وداعا دييغو. ستكون إلى الأبد في كل قلب في عالم كرة القدم ".
ويعتبر مارادونا أحد أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق، إذ قاد الأرجنتين إلى للفوز بكأس العالم 1986 في واحدة من أربع مباريات في البطولة العالمية بين عامي 1982 و1994.
كما اشتهر بهدفه ضد إنجلترا في ربع نهائي 1986، فسدّد الكرة فوق رأس حارس مرمى إنجلترا بيتر شيلتون بعد لكمها بيده في حادث لم يلاحظه أحد.
بدأ مارادونا اللعب لصالح أرجنتينوس جونيورز قبل أن ينتقل إلى بوكا جونيورز. وبعد موسم كامل واحد فقط مع النادي، انتقل إلى برشلونة مقابل مبلغ قياسي عالمي آنذاك قدره 5 ملايين جنيه إسترليني، فساعد الفريق في الحصول على لقب كوبا ديل ري وكأس السوبر الإسباني.
وبعد موسمين في إسبانيا، انضم النجم الأرجنتيني إلى نابولي حيث ساعد الفريق الإيطالي في تأمين لقبين في الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، إضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لموسم 1988/89.
لكن سجله الدولي هو الذي منحه النجومية، إذ سجل 34 هدفاً في 91 مباراة مع منتخب بلاده، بما في ذلك الفوز الشهير بكأس العالم 1986. وقاد الأرجنتين مرة أخرى في إيطاليا 1990، حيث فشل بصعوبة في الحفاظ على مكانته كبطل للعالم في هزيمة نهائية 1-0 أمام ألمانيا الغربية، على الرغم من قيادة الفريق لكأس العالم للمرة الثالثة على التوالي في عام 1994 في الولايات المتحدة.
رسائل تعزية
وإثر وفاة مارادونا، نشرت رسائل تعزية عدة في عالم كرة القدم، وكان قائد منتخب إنجلترا السابق غاري لينيكر من بين أولئك الذين علّقوا على الوفاة، "إنه أفضل لاعب في جيلي ويمكن القول إنه الأفضل في كل العصور. بعد حياة مباركة ولكن مضطربة، أتمنى أن يجد أخيراً بعض الراحة".
فور إعلان وسائل الإعلام المحلية الأرجنتينية وفاته، بدا أن كرة القدم العالمية قد فقدت أحد أبرز الملهمين عبر تاريخها، واكتست شوارع وطنه الأرجنتين، ومدينة نابولي الإيطالية، التي طالما اعتبرها وطنه الثاني، باللون الأسود حداداً عليه.
لا يُعد مارادونا فقط أحد أفضل لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، لما حققه من نجاحات غير عادية سواءً مع المنتخب الأرجنتيني أو الأندية المحلية والأوروبية، بل ظلت صورته في أذهان الجماهير تمثل النقيضين على الدوام، فهو البطل الشعبي ومعشوق الجماهير، وهو رمز إثارة الجدل الدائم.
أحد أعظم اللاعبين
ولطالما اعتبر مارادونا أحد أعظم اللاعبين إلى جانب لاعب كرة القدم البرازيلي بيليه، الذي كتب على تويتر: "يا لها من أخبار محزنة. لقد فقدت صديقاً عظيماً وفقد العالم أسطورة. لا يزال هناك الكثير ليقال، لكن في الوقت الحالي، ربما الله يعطي القوة لأفراد أسرته. في يوم من الأيام، أتمنى أن نلعب الكرة سوياً في السماء".
وقال أوزفالدو أرديليس، الذي انضم إلى مارادونا في تشكيلة كأس العالم 1982: "شكراً عزيزي ديجيتو على صداقتك، على كرة القدم الخاصة بك، الرائعة، من دون مقارنة. ببساطة، أنت أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ كرة القدم. الكثير من اللحظات الممتعة معاً.
بعد تقاعده، تحوّل مارادونا إلى الإدارة وحصل على وظيفة مع المنتخب الوطني بعد 13 عاماً من أدوار قصيرة الأمد مع أندية في الأرجنتين، وقاد البلاد إلى كأس العالم 2010 لكنها خرجت من ربع النهائي من قبل ألمانيا. ومنذ ذلك الحين، تولّى مارادونا وظائف عدة حول العالم، حيث أدار فريق الوصل في دبي والفجيرة في الإمارات ودورادوس في المكسيك، قبل أن يعود مرة أخرى إلى نادي جيمناسيا في وطنه حيث ظل يديره حتى وفاته.