Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تسعى روسيا جاهدة إلى السيطرة على قلب شرق أوكرانيا الصناعي؟

التخلي عن منطقة دونباس ستكون له عواقب كارثية بحسب الخبراء

تشتهر منطقة دونباس بصناعة الفحم (رويترز)

ملخص

تعد دونباس مركزاً صناعياً وإستراتيجياً حيوياً لأوكرانيا، إذ تحوي أكبر احتياطات الفحم وتشكل خط الدفاع الرئيس ضد التوسع الروسي، مما يجعل خسارتها تهديداً وجودياً لأمن البلاد ومفتاحاً لتقدم موسكو نحو قلب أوكرانيا.

يلف الغموض مستقبل قلب أوكرانيا الصناعي شرق البلاد بعد ورود تقارير تفيد بأن فلاديمير بوتين طالب بتسليمها لروسيا خلال لقائه دونالد ترمب في ألاسكا الجمعة الماضي.

وستشكل هذه المطالب نقطة توتر لأي اجتماع محتمل بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقد أعلن زيلينسكي أنه مستعد لاجتماع ثلاثي مع ترمب وبوتين، بعد أن عقد لقاءً ودياً مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي.

وقال ترمب بعد لقاء الاثنين: "سنعمل مع أوكرانيا، وسنعمل مع الجميع، وسنتأكد من أن أي سلام يتحقق سيدوم طويلاً. ليكون طويل الأمد".

لكن النزاعات الإقليمية، مثل مطالب بوتين بشأن دونباس، ستشكل تحدياً كبيراً للوسطاء.

وطالب الزعيم الروسي بانسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وقال إنه سيكون مستعداً لوقف القتال على طول الجبهة الأخرى إذا قبلت كييف هذا الطلب وعالجت "الأسباب الجذرية للصراع".

وقد صرّح الرئيس الأوكراني بأن بوتين يسعى إلى السيطرة على ما بقي من 30 في المئة من المنطقة الشرقية التي شهدت أعنف المعارك خلال الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، لكن خسارة دونيتسك ستمنح روسيا السيطرة على معظم إقليم دونباس، الاسم الجامع لقلب أوكرانيا الصناعي في الشرق، والذي طالما طمح بوتين إلى ضمه.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع تعهد زيلينسكي بأن أوكرانيا "لن تتخلى أبداً" عن إقليم دونباس، محذراً من أن بوتين قد يستخدمه كنقطة انطلاق لغزو جديد في المستقبل، ومع ذلك كشفت مصادر مطلعة على الاجتماع لـ "اندبندنت" أن هذه الخطوة الدراماتيكية حظيت في ما يبدو بمباركة ترمب، باعتبارها وسيلة لإنهاء الحرب.

وبينما تقاتل كييف للحفاظ على دونباس في مواجهة ما يعرف إعلامياً بـ "صفقة تبادل الأراضي" التي يطرحها ترمب، إليكم ما تحتاجون إلى معرفته عن هذه المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ما هي منطقة دونباس؟

تقع المنطقة على الحدود الشرقية لأوكرانيا ويأتي اسمها من جمع "حوض [نهر] دونيتس [دونيتس باسين Donets Basin]"، وهو اختصار أيضاً لـ "حوض الفحم في دونيتس"، نسبة إلى احتياطات الفحم على طول مرتفعات ونهر دونيتس.

وتمتد منطقة دونباس عبر مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك، وهما منطقتان كبيرتان في أوكرانيا شكلتا خط المواجهة الأمامي للحرب منذ الغزو الروسي.

منذ متى تحتلها روسيا؟

تخضع دونباس لاحتلال جزئي من روسيا منذ عام 2014، وهو الوقت ذاته الذي ضم فيه بوتين شبه جزيرة القرم، فقد أعلن انفصاليون مدعومون من موسكو انشقاقهم عن الحكومة الأوكرانية وقيام "جمهوريتي" دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، لتسيطر روسيا على أكثر من ثلث أراضي أوكرانيا الشرقية.

وتعتبر روسيا سكان القرم، وسيفاستوبول، وجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين، ومناطق زابوريجيا وخيرسون، مواطنين روس، بينما تصر أوكرانيا على أن هذه الأراضي جزء لا يتجزأ من سيادتها، ويعتقد أن نحو 88 في المئة من منطقة دونباس باتت تحت السيطرة الروسية، بما في ذلك معظم منطقة لوهانسك تقريباً و75 في المئة من دونيتسك، وفقاً لوكالة "رويترز"، ولا تزال أوكرانيا تسيطر على نحو 6600 كيلومتر مربع، لكن روسيا تركز جهودها على جبهة دونيتسك، متقدمة نحو المدن الكبرى الباقية مثل بوكروفسك.

منطقة إستراتيجية محورية في الحرب

تعد دونباس منطقة صناعية كبرى تهيمن عليها صناعات الفحم والمعادن، وتضم واحدة من أكبر احتياطات الفحم في أوكرانيا، وبحسب موقع "كييف بوست" فخلال اندلاع النزاع عام 2014 شهدت صناعة الفحم الأوكرانية انخفاضاً بـ 22.4 في المئة في الإنتاج مقارنة بعام 2013، مما يبرز اعتماد البلاد على دونباس كمصدر للطاقة.

لكن إضافة إلى الأهمية الاقتصادية يصف مركز أبحاث "معهد دراسة الحرب" Institute for the Study of War المنطقة بأنها "حزام حصين" إستراتيجي، فمدينة دونيتسك تشكل خط الدفاع الرئيس الممتد عبر الجبهة مروراً بسلوفيانسك وكراماتورسك ودروجكيفكا وكوستيانتينيفكا.

وتقول الباحثة في "مركز تحليل السياسات الأوروبية" Centre for European Policy Analysis، إلينا بيكيتوفا، إن "أوكرانيا تمسك بخط دفاعي رئيس في دونيتسك"، مشيرة إلى أنه "بُني وحُصّن على مدى أعوام لأن الحرب بدأت قبل 11 عاماً"، مضيفة أن روسيا لم تتمكن من اختراق هذا الخط منذ عام 2014 وخسرت كثيراً من جنودها هناك، فالمنطقة مليئة بالألغام والقوات الأوكرانية أعدتها جيداً.

وتقول إن "الأمر لا يقتصر على الخنادق بل يشمل دفاعاً عميقاً متعدد الطبقات، يضم ملاجئ وخنادق مضادة للدبابات وحقول ألغام ومناطق صناعية مدمجة في التضاريس، والمنطقة تتشكل من مرتفعات وأنهار ومناطق حضرية تجعل السيطرة عليها بالغة الصعوبة".

وتحذر بيكيتوفا من أن خسارة هذا الخط الدفاعي ستكون "كارثية" لأوكرانيا، لأنه يردع تقدم روسيا نحو وسط وغرب البلاد، موضحة "سيتحرك خط الجبهة نحو الغرب بمقدار 80 كيلومتراً، وستكسب روسيا أرضاً مفتوحة، سهوب مسطحة بلا حواجز طبيعية، مما يمنحها طريقاً مباشراً نحو خاركيف وبولتافا ودنيبرو".

ما قاله زيلينسكي عن دونباس

رفض زيلينسكي مراراً دعوات روسيا إلى التخلي عن دونباس، ورداً على طلب بوتين بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك، تعهد زيلينسكي بأن شعبه "لن يتخلى أبداً" عن دونباس، محذراً من أن قوات بوتين قد تستخدمها كنقطة انطلاق لهجوم مستقبلي، وقال "لن نتخلى عن دونباس ولا يمكننا فعل ذلك، فالجميع ينسى الجزء الأول، أراضينا محتلة بصورة غير قانونية، ودونباس بالنسبة إلى الروس منصة انطلاق لهجوم جديد في المستقبل".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير