Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجوم روسي مباغت في شرق أوكرانيا يسبق قمة آلاسكا

روبيو يهاتف لافروف وزيلينسكي يحذر من استعداد موسكو لشن هجمات جديدة وقادة أوروبا يؤكدون حق كييف في تقرير المصير

ملخص

شنت القوات الروسية هجوماً مباغتاً شرق بلدة دوبروبيليا الأوكرانية، متقدمة نحو الشمال لمسافة 10 كيلومترات، في محاولة للسيطرة على دونيتسك. التحرك يهدد بلدات أوكرانية رئيسة ويثير قلق كييف، ويأتي قبيل قمة مرتقبة بين ترمب وبوتين، وسط تحذيرات أوروبية بضرورة احترام حق الأوكرانيين في تقرير مصيرهم.

أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الثلاثاء مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تحضيراً لقمة ألاسكا المرتقبة بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، بحسب ما أعلنت الخارجية الأميركية.

وقالت المتحدثة تامي بروس لصحافيين إن "الجانبين أكدا تعهدهما ضمان إنجاح الحدث"، مؤكدة أن بوتين هو من طلب الاجتماع الذي سيعقد الجمعة المقبل في ولاية ألاسكا الأميركية.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاجتماع بأنه "انتصار شخصي" لبوتين المعزول غربياً منذ بدأت قواته هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) عام 2022.

ورفض روبيو خلال مقابلة إذاعية اليوم الانتقادات الموجهة للقمة، قائلاً إن ترمب "يشعر بأنه بحاجة إلى رؤية محاوره وجهاً لوجه وسماعه ضمن لقاء ثنائي، ويحتاج إلى إجراء تقييم عبر النظر إليه"، وتابع "على الناس أن يفهموا أن عقد لقاء بالنسبة إلى ترمب ليس تنازلاً".

ميدانيا نفذت القوات الروسية هجوماً مباغتاً في شرق أوكرانيا شرق بلدة دوبروبيليا، في خطوة يقول مدونون عسكريون أوكرانيون وروس إنها قد تصبح مشكلة خطرة لكييف، ما لم يجر الرد عليها.

وأظهرت خرائط عمليات على مدونة "ديب ستيت" العسكرية اليوم الثلاثاء أن القوات الروسية تقدمت بسرعة نحو الشمال في محورين يمتدان لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات، في إطار مساعيها إلى السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك في أوكرانيا.

وقالت "ديب ستيت" إن القوات تقدمت بالقرب من ثلاث قرى، في قطاع من الجبهة يرتبط بمدينتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا الأوكرانيتين.

وأفاد الجيش الأوكراني في بيان اليوم عن معارك في محيط قرية كوشيريف يار في منطقة دونيتسك، مؤكداً المكاسب الروسية.

وبات الممر الواقع تحت السيطرة الروسية يهدد بلدة دوبروبيليا للتعدين التي يفر منها المدنيون، وتتعرض لهجمات متكررة من المسيرات الروسية. كما يهدد بلدة كوستيانتينيفكا، إحدى آخر المناطق الحضرية الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك.

وكتب المدون العسكري الشهير ستيرنينكو على "تيليغرام" أن القوات الروسية سيطرت أثناء تقدمها على أجزاء من طريق سريع يربط مراكز سكانية مهمة في دونيتسك، وكتب في وقت سابق بأن "الوضع خطر".

في الأثناء، أفاد "معهد دراسة الحرب"، ومقره الولايات المتحدة، بأن "تقارير تشير إلى أن مجموعات التخريب والاستطلاع الروسية تتسلل إلى مناطق قرب دوبروبيليا". وأضاف"ما زال من المبكر وصف التقدم الروسي في منطقة دوبروبيليا بأنه اختراق على مستوى عملياتي"، محذراً من أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في التصدي للهجوم.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن روسيا تستعد لشن هجمات جديدة على بلاده. وأضاف على منصة "إكس" من دون تحديد الموقع، "نرى أن الجيش الروسي لا يستعد لإنهاء الحرب، بل على العكس يجري تحركات تشير إلى استعدادات لعمليات هجومية جديدة".

وتأتي الضغوط الروسية قبل أيام من القمة التي ستعقد في ألاسكا يوم الجمعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذ من المتوقع أن يناقش الزعيمان اتفاقاً محتملاً لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

 

حق الأوكرانيين في تقرير مصيرهم

أكد قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء وجوب أن يتمكن الأوكرانيون من "تقرير مصيرهم"، قبل ثلاثة أيام من القمة المرتقبة بين ترمب وبوتين.

وكتب القادة الأوروبيون في إعلان لم تنضم إليه المجر، "نرحب بجهود الرئيس ترمب من أجل وضع حد لحرب العدوان التي تشنها روسيا في أوكرانيا والتوصل إلى سلام عادل ودائم لأوكرانيا"، مشددين على أنه "يجب أن تكون للأوكرانيين حرية تقرير مصيرهم".

وتابع النص أن "الطريق إلى السلام في أوكرانيا لا يمكن أن يُقرر من دون أوكرانيا"، معتبرين أنه لا يمكن إجراء مفاوضات جوهرية إلا "في إطار وقف إطلاق نار أو خفض الأعمال الحربية".

وجاء في البيان "لدينا جميعاً القناعة ذاتها بأن الحل الدبلوماسي يجب أن يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا".

الآمال الروسية

ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء اليوم الثلاثاء أن موسكو تأمل في أن يعطي الاجتماع المرتقب بين بوتين وترمب زخماً لتطبيع العلاقات بين البلدين.

ونقلت "تاس" عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله "نأمل أن يعطي الاجتماع المرتقب رفيع المستوى دفعة لتطبيع العلاقات الثنائية".

وقال الرئيس الأميركي أمس الإثنين إنه يتطلع إلى محادثات "بناءة" خلال قمة مرتقبة الجمعة مع نظيره الروسي يخشى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيون أن تفضي إلى تسوية على حساب كييف.

وأشار ترمب إلى أنه يتوقع عقد اجتماع "بناء" مع نظيره الروسي في ألاسكا الجمعة، لافتاً إلى أنه يكن "احتراماً كبيراً" لقرار بوتين الحضور إلى الولايات المتحدة لعقد القمة.

وفي إشارة من شأنها أن تثير قلق الرئيس الأوكراني قال ترمب إنه "منزعج بعض الشيء" من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية لأي تنازل عن أراضٍ.

وأوضح في إشارة إلى زيلينسكي "لقد نال موافقة على خوض حرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل لأراضٍ؟ لأنه سيكون هناك تبادل لأراضٍ".

ضغط أوروبي

يسعى الأوروبيون الذين تعهد ترمب إطلاعهم على نتائج محادثاته مع بوتين فور انتهائها إلى الضغط على الرئيس الأميركي.

ودعي ترمب ونائبه جي دي فانس إلى محادثات عبر الفيديو الأربعاء مع رؤساء دول وحكومات ألمانيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وأوكرانيا، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.

وقال المتحدث باسم المستشارية الألمانية شتيفان كورنيليوس في بيان إن هذه "المباحثات" ستتناول "التحضير لمفاوضات سلام محتملة" والقضايا "المتصلة بأراضٍ تتم المطالبة بها وبالضمانات الأمنية"، فضلاً عن "خطوات إضافية" يمكن اتخاذها "لممارسة ضغط على روسيا".

وعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً أمس الإثنين سعياً لتجنب اتفاق بين واشنطن وموسكو يخالف مصالح كييف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قمة ثلاثية

يفترض أن يفضي اللقاء بين ترمب وبوتين اللذين جرى آخر لقاء ثنائي بينهما في 2019 إلى قمة ثلاثية أميركية - روسية - أوكرانية.

وجرت آخر قمة بين رئيس أميركي ورئيس روسي في جنيف خلال يونيو (حزيران) 2021. وكان اللقاء بين الديمقراطي جو بايدن وبوتين فاتراً.

وقال ترمب "في نهاية المطاف، سأضع الاثنين (زيلينسكي وبوتين) في غرفة واحدة، سأكون حاضراً أو لن أكون، وأعتقد أن الأمر سيتم حله".

ولمح ترمب إلى أنه قد يتخلى عن جهود حل النزاع في حال لم يُفضِ اللقاء إلى نتائج إيجابية، وقال "ربما أقول: حظاً سعيداً، واصلوا القتال. أو قد أقول: يمكننا التوصل إلى اتفاق".

وتضمنت تصريحات ترمب زلتي لسان بقوله إنه سيزور "روسيا" الجمعة، وليس ألاسكا، الولاية الأميركية الشاسعة الواقعة شمال غربي البلاد والتي باعتها روسيا للولايات المتحدة في القرن الـ19.

وحذر زيلينسكي أمس الإثنين من أن تقديم "تنازلات" لروسيا لن يدفعها لإنهاء الحرب. وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن "روسيا ترفض وقف عمليات القتل، بالتالي يتعين عليها ألا تحصل على أي مكافآت أو ميزات. هذا ليس مجرد موقف أخلاقي، بل هو موقف منطقي. القاتل لا يقتنع بالتنازلات".

وتعهد ترمب خلال حملته الانتخابية التوصل إلى حل سريع للنزاع في أوكرانيا. وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بدأ بالتقارب مع بوتين وتواصل معه هاتفياً أكثر من مرة، لكنه أعرب في الآونة الأخيرة عن استيائه منه مع تكثيف موسكو ضرباتها على أوكرانيا، وعدم موافقتها على مقترحات أميركية في شأن هدنة غير مشروطة.

وتزامن إعلان قمة ألاسكا الجمعة مع انقضاء مهلة حددها ترمب للكرملين لوضع حد للنزاع، وهو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

"ينبغي عدم فرض السلام"

من جانبه قال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن رئيس الوزراء اتفق مع نظيره الكندي مارك كارني على أن السلام في أوكرانيا يجب أن يُبنى بالتعاون مع كييف، لا أن يُفرض عليها فرضاً.

ورحب الزعيمان بمواصلة الجهود الدبلوماسية الدولية التي يقودها الرئيس الأميركي "لإحلال السلام واتفقا على أن هذا السلام يجب أن يُبنى (بالتعاون) مع أوكرانيا، لا أن يُفرض عليها".

وأضاف المتحدث في بيان "أكد الزعيمان أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يكون قائماً على الحرية والسيادة وتقرير المصير".

استمرار القصف

في الأثناء تتواصل الضربات. وقُتل أول من أمس الأحد ستة أشخاص في ضربات روسية على أوكرانيا. وأصابت قنبلة روسية محطة الحافلات المركزية المكتظة في زابوريجيا، مما أدى إلى إصابة 20 شخصاً.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الإثنين سيطرتها على بلدة فيدوريفكا في منطقة دونيتسك في الشرق الأوكراني. وتقع فيدوريفكا إلى شمال شرقي بوكروفسك وميرنوغراد، وهما مدينتان مهددتان بالحصار مع التقدم المستمر للجيش الروسي في هذا القطاع منذ أكثر من شهر.

ويسيطر الجيش الروسي حالياً على زهاء 20 في المئة من مساحة أوكرانيا.

وتطالب موسكو بأن تتخلى كييف رسمياً عن أربع مناطق يسيطر عليها الجيش الروسي جزئياً هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلاً عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014.

وإضافة إلى ذلك تشترط موسكو أن تتوقف أوكرانيا عن تلقي أسلحة غربية وتتخلى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وتعد كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار