Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خريطة الأصدقاء في "إنستغرام"… هل تخرق خصوصيتك؟

الفكرة تبدو جذابة للوهلة الأولى لكنها قد تتحول إلى نافذة مفتوحة على حياتك لمن لا ترغب بوجودهم فيها

أطلق تطبيق "إنستغرام" في أغسطس الجاري، ميزة جديدة تحمل اسم "خريطة الأصدقاء" (ا ف ب)

ملخص

عبر خاصية الخريطة عبر تطبيق "إنستغرام"، ستجد أن صديقك المقرب موجود على بعد شارعين فحسب، فتقرر مقابلته لتناول القهوة. أو أنك تسافر لمدينة جديدة، فتكتشف أن أحد معارفك يزور المكان نفسه. إنها محاولة من "إنستغرام" لجعل التواصل أكثر دفئاً وحيوية، لكن مخاوف الخصوصية موجودة.

في عالم تتسارع فيه خطوات التكنولوجيا وجديد منصات التواصل الاجتماعي، وتزداد فيه رغبتنا في مشاركة تفاصيل حياتنا مع الآخرين، أطلق تطبيق "إنستغرام" في أغسطس (آب) الجاري، ميزة جديدة تحمل اسم "خريطة الأصدقاء Instagram Map".

 هذه الميزة، التي بدأت في الولايات المتحدة الأميركية ومن المتوقع أن تصل إلى بقية العالم تباعاً، تتيح للمستخدمين مشاركة موقعهم الأخير على الخريطة مع دائرة محددة.

وفي تفاصيلها يمكن للمستخدم تحديد من يرى مكان وجوده، إما الأصدقاء المتبادلون فقط (followers you follow back)، أو قائمة الأصدقاء المقربين (Close Friends)، أو أشخاص محددون، أو لا أحد، شرط تفعيلها بشكل يدوي.

كذلك يتم تحديث آخر موقع نشط عند فتح التطبيق أو تشغيله في الخلفية، وتظهر الخريطة محتوى جغرافياً، مثل القصص (Stories) أو الريلز أو الملاحظات (Notes) التي يتم وسمها بموقع جغرافي وتدوم 24 ساعة.

أما بالنسبة إلى القاصرين الخاضعين لإشراف أولياء الأمور، فإن "إنستغرام" يرسل تنبيهاً عند تفعيل مشاركة الموقع، ويتيح للأهل التحكم فيه.

مساحة تجمع بين العالم الرقمي والواقع

الفكرة تبدو جذابة للوهلة الأولى: تخيل أنك تفتح الخريطة، فتجد أن صديقك المقرب موجود على بعد شارعين فحسب، فتقرر مقابلته لتناول القهوة. أو أنك تسافر لمدينة جديدة، فتكتشف أن أحد معارفك يزور المكان نفسه. إنها محاولة من "إنستغرام" لجعل التواصل أكثر دفئاً وحيوية، وتحويل المنصة من مجرد فضاء لمشاركة الصور والفيديوهات، إلى مساحة تجمع بين العالم الرقمي والواقع.

لكن ما يبدو مثيراً في عالم التواصل الاجتماعي قد يخفي بين طياته أسئلة جدية حول الأمان والخصوصية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين دفء القرب وخطر الكشف

على رغم أن "خريطة الأصدقاء" لا تعمل تلقائياً، بل تحتاج إلى موافقة المستخدم وخطوتين للتفعيل (Opt‑in)، فإنها أثارت موجة قلق واسعة على مواقع التواصل. بعض المتابعين عبر عن انزعاجه من فكرة أن يعرف الآخرون مكانه حتى وإن كان قد حدد دائرة صغيرة من الأصدقاء.

في مقالات وتحقيقات نشرتها وسائل إعلام كـ"واشنطن بوست" و"غلامور"، حذر متخصصو الخصوصية من أن هذه الميزة قد تستخدم بطرق ضارة، مثل الملاحقة أو المراقبة القسرية، بخاصة ضد النساء والمراهقين.

وحتى مع وجود أدوات للتحكم، كإمكان تحديد من يرى موقعك أو إيقاف الميزة بالكامل، تبقى هناك أخطار إذا لم يكن المستخدم واعياً بإعداداته. فواجهة التطبيق قد لا تكون واضحة للجميع، مما قد يؤدي إلى مشاركة الموقع من دون قصد.

وفي بعض الحالات، ظهرت شكاوى من مستخدمين قالوا إن مواقعهم ظهرت للآخرين على رغم عدم تفعيلهم الميزة، وهو ما نفته الشركة مؤكدة أن المشاركة تتم فقط بعد موافقة صريحة منهم.

"خريطة الأصدقاء" قد تكون جسراً نحو لقاءات أجمل وذكريات جديدة، لكنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى نافذة مفتوحة على حياتك لمن لا ترغب بوجودهم فيها. وكما هي الحال مع أية أداة رقمية، يبقى الوعي والاستخدام المسؤول هما خط الدفاع الأول عن خصوصيتك.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات