Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صور "كارثية" لدمار غزة تذكر بخراب قنبلة هيروشيما

للمرة الأولى، شارك الفلسطينيون في مراسم إحياء ذكرى القنبلة التي ألقيت على اليابان، وسط تحذيرات من أن العالم لم يتعلم دروس الماضي

هجمات إسرائيل على غزة خلفت دماراً واسع النطاق (اندبندنت)

ملخص

صور الدمار الشامل في غزة تثير مقارنات مباشرة مع هيروشيما في الذكرى الـ80 للقصف النووي، وسط تحذيرات منظمات وناشطين من تجاهل دروس التاريخ، ودعوات في هيروشيما لوقف الحروب ونزع الأسلحة النووية. الفعالية التي شهدت لأول مرة حضور ممثل فلسطيني، تزامنت مع تصاعد الجدل حول حرب غزة، وعمليات إسرائيل ضد إيران، وتصريحات مثيرة للجدل من ترمب، فيما حذّر قادة محليون ودينيون من اتساع تقبّل استخدام السلاح النووي.

مع ظهور صور صادمة جديدة لمدينة غزة وقد سويت أحياؤها بالأرض وغطاها الرماد والغبار، يتوقف العالم لاستذكار صراع آخر خلف دماراً واسعاً: القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما.

خلال السادس من أغسطس (آب) 1945، أطلقت الولايات المتحدة القنبلة النووية "ليتل بوي" على المدينة اليابانية، فتبخر عشرات الآلاف في ثوانٍ، وقتل أكثر من 140 ألف شخص خلال الأشهر التالية. وبعد ذلك بوقت قصير، أعلنت اليابان استسلامها، منهية الحرب العالمية الثانية.

في الذكرى الـ80 للتفجير، عبرت منظمات حقوقية وناشطون يابانيون من هيروشيما عن مخاوفهم حيال ما يجري في غزة، محذرين من أن العالم لم يتعلم بعد من دروس الماضي.

 

 

مدير الاستجابة للأزمات في فرع منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة كريستيان بينديكت ، قال لـ"اندبندنت"، "عندما توضع صور غزة جنباً إلى جنب مع صور هيروشيما قبل 80 عاماً، فإن أوجه الشبه لافتة. مثل هيروشيما، الدمار في غزة كارثي، عائلات كاملة أُبيدت، أطفال دُفنوا تحت الأنقاض، ومستشفيات ومدارس لم يبق منها أثر".

وأوضحت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، أن إحدى زميلاتها كانت أخيراً في رفح، المنطقة الواقعة جنوب غزة والتي دُمرت إلى حد كبير جراء القصف الإسرائيلي.

وأضافت "كانت تقود سيارتها للخروج من غزة عبر رفح جنوباً، وقالت إن رفح بدت وكأنها هيروشيما. سألتها إن كانت لديها صور، فقالت إن التصوير غير مسموح. لكننا بحثنا معاً عن صور لهيروشيما على ’غوغل‘، فقالت ’هذا بالضبط ما تبدو عليه [رفح] اليوم‘".

 

تصر إسرائيل على أن حركة "حماس" تتحمل المسؤولية عن الحرب -التي اندلعت بعد مقتل نحو 1200 شخص وخطف أكثر من 250 آخرين على يد الجماعة المصنفة إرهابية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023- وعن حجم الدمار في غزة.

عند سؤاله في مقابلة حديثة مع قناة "سكاي نيوز" عن "تسوية" غزة بالأرض، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية "نحن نعتبر أية إصابة للمدنيين مأساة، إلا أن هذه المنظمة الإرهابية "حماس"، تتبع ذلك كجزء من استراتيجيتها. إنهم يعرضون الأبرياء للخطر ويستخدمونهم دروعاً بشرية. أما إسرائيل، فعلى العكس، تبذل كل جهد ممكن لمنع وتقليل الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين إلى أدنى حد، بما في ذلك إجلاء المدنيين من مناطق القتال".

وعلى بعد آلاف الأميال داخل هيروشيما، ترددت المخاوف في شأن مستقبل غزة خلال فعالية أقيمت الأربعاء الماضي لإحياء الذكرى.

"لا للسلاح النووي، أوقفوا الحرب" و"حرروا غزة! لا مزيد من الإبادة الجماعية" كانت بعض الشعارات التي رفعها مئات المتظاهرين خارج متنزه النصب التذكاري للسلام، حيث حضر رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا مراسم رسمية.

 

وللمرة الأولى، حضر الفعالية ممثل عن فلسطين، إلى جانب نحو 55 ألف مشارك، بينهم وفود من عدد قياسي من الدول بلغ 120 دولة، من بينها روسيا وبيلاروس. ووقف الحضور دقيقة صمت عند الساعة 8:15 صباحاً، تزامناً مع قرع "أجراس السلام" خلال التوقيت نفسه الذي ألقيت فيه القنبلة على هيروشيما من قاذفة أميركية من طراز "بي 29".

رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي حذر من الميل المتزايد إلى تقبل فكرة استخدام الأسلحة النووية كخيار لتحقيق الأمن القومي، في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا والنزاعات الدائرة داخل الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بمعظم الترسانة النووية في العالم.

 

وقال ماتسوي "إن هذه التطورات تتجاهل بصورة فاضحة الدروس التي كان ينبغي على المجتمع الدولي أن يستخلصها من مآسي التاريخ، وهي تهدد بنسف أطر بناء السلام التي بذل كثر جهوداً شاقة لإرسائها".

وخلال يونيو (حزيران) الماضي، شنت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" مستهدفة منشآت إيران النووية ومواقع صواريخها الباليستية، في محاولة لإحباط أي مسعى من طهران لتطوير سلاح دمار شامل.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر مراراً التحذير من العواقب التي قد تترتب على حصول إيران على أسلحة نووية، وما قد تسببه من دمار.

 

وقال بعض الناجين من هيروشيما، الأربعاء الماضي، إنهم شعروا بخيبة أمل من تصريح أدلى به دونالد ترمب خلال الآونة الأخيرة، إذ برر فيه الهجوم الذي شنته واشنطن على إيران خلال يونيو الماضي بمقارنته بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المدرس السابق كوسي ميتو البالغ من العمر 79 سنة، والذي تعرض للإشعاع وهو لا يزال جنيناً في بطن أمه "هذا أمر سخيف. لا أعتقد أن بوسعنا التخلص من الأسلحة النووية طالما ظل المعتدي يبرر استخدامها".

وفي الفاتيكان، قال البابا لاوون الـ14 الأربعاء الماضي إنه يصلي من أجل من عانوا آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية جراء القنبلة الذرية على هيروشيما، مضيفاً أن هذه المأساة تظل "تحذيراً عالمياً من الخراب الذي تسببه الحروب، وبخاصة الأسلحة النووية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط