ملخص
يصل ويتكوف، الذي من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل في شأن غزة ومجاعتها.
أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس أن الموفد الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه الجمعة إلى قطاع غزة بهدف "إنقاذ أرواح ووضع حد لهذه الأزمة" الإنسانية في القطاع المحاصر والمدمر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ويتكوف والسفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي سينتقلان الى غزة لمعاينة المواقع الحالية لتوزيع المساعدات، وبهدف وضع خطة لتسليم مزيد من الغذاء لسكان القطاع الذين يواجهون مجاعة شاملة، بحسب الأمم المتحدة.
والتقى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة، والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، حيث حذّر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من حدوث مجاعة.
وبعد وصول ويتكوف إلى إسرائيل بقليل قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر منصته "تروث سوشيال"، إن "أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام 'حماس' والإفراج عن الرهائن".
وكانت المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في الدوحة قد وصلت إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات بالتسبب في الجمود واستمرار الفجوات حول قضايا ومنها الحد الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية، في وقت تتزايد الضغوط الدولية على تل أبيب في شأن غزة، إذ أصبحت كندا أحدث قوة غربية تقول إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية.
وقال مصدر مطلع إن إسرائيل أرسلت أمس الأربعاء رداً على أحدث التعديلات التي أدخلتها "حماس" على مقترح أميركي ينص على تطبيق هدنة 60 يوماً، وإطلاق سراح رهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
ولم يصدر تعليق من "حماس" بعد.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الخميس إن منظومة توزيع المساعدات التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل في قطاع غزة تسببت في "إراقة الدماء" ويجب أن تتوقف، مضيفاً للصحافيين بعد الاجتماع مع نظيره القبرصي في نيقوسيا، "أود أن أطالب بوقف أنشطة 'مؤسسة غزة الإنسانية' فالتوزيع المسلح للمساعدات الإنسانية الذي تسبب في إراقة الدماء في مراكز التوزيع في غزة فضيحة وأمر مخز، ويجب أن يتوقف".
مقتل 91 شخصا
أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة أن 90 فلسطينيًا على الأقل قُتلوا الليلة الماضية بنيران إسرائيلية، بينهم نحو 58 شخصًا أُطلق عليهم الرصاص خلال محاولة وكالات الإغاثة إيصال قافلة مساعدات غذائية حيوية للسكان.
وبحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية وشهود عيان، دخلت الشاحنات عبر حاجز زيكيم العسكري الإسرائيلي في طريقها إلى مستودعات تابعة لمنظمتي "المطبخ المركزي العالمي" وبرنامج الأغذية العالمي في مدينة غزة.
وقد اندفع آلاف السكان لاعتراض الشاحنات قبل أن تتابع طريقها نحو المستودعات، وحصل إطلاق نار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن لا علم له بسقوط قتلى في الحادث، لكنه أقرّ بأنه أطلق "طلقات تحذيرية" بينما كان الغزيون يتجمعون حول الشاحنات.
وبسبب القيود الإعلامية في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق بشكل مستقل من الأرقام أو التفاصيل التي أوردها الدفاع المدني أو أطراف أخرى.
ومنذ اندلاع الحرب، سجلت وزارة الصحة في غزة 154 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، معظمها خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينهم 89 طفلاً في الأقل.
وفي مواجهة تنامي الغضب الدولي بسبب صور الأطفال الذين يتضورون جوعاً، قالت إسرائيل الأحد الماضي إنها ستعلق العمليات العسكرية 10 ساعات يومياً في أجزاء من غزة، وستحدد طرقاً آمنة للقوافل التي تنقل الغذاء والدواء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس إن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من إدخال مزيد من المواد الغذائية إلى غزة خلال أول يومين من تعليق العمليات العسكرية، لكن حجم المساعدات "لا يزال بعيداً كل البعد من أن يكون كافياً".
وعلى رغم إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، يواجه السكان خطراً من القوات الإسرائيلية واللصوص الفلسطينيين عند محاولة الوصول إلى الإمدادات.
وقال رجل من دير البلح لـ"رويترز"، طالباً عدم كشف هويته، "حاولت أكثر من مرة أروح وأجيب طحين، لكن المرة الوحيدة التي تمكنت فيها أني آخد كيس إجا (جاء) واحد بسكين ثبتني (استوقفني) في الشارع وأخده مني بعد ما هددني بالسكين".
ومع تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ ما يقارب عامين 60 ألفاً هذا الأسبوع، يتزايد الضغط في غزة على "حماس" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال رامي من مدينة غزة لـ"رويترز" عبر أحد تطبيقات التواصل "راح ننقذ آلاف الأرواح ويمكن الحرب ما ترجع بعدها".
ومن المتوقع خروج تظاهرات في تل أبيب والقدس لمطالبة الحكومة بإنهاء الحرب.
وقال نتنياهو، الذي يضم ائتلافه الحاكم حزبين يريدان احتلال غزة وإعادة إنشاء مستوطنات يهودية هناك، إنه لن ينهي الحرب حتى ينتهي حكم "حماس" للقطاع وتلقي سلاحها. وترفض "حماس" الدعوات لإلقاء سلاحها.
وأيدت قطر ومصر، اللتان تتوسطان في جهود وقف إطلاق النار، إعلاناً أول من أمس الثلاثاء من فرنسا والسعودية حدد خطوات لحل الدولتين ضمن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ويذكر الإعلان أن "حماس"، "يتعين عليها إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية". وترفض إسرائيل سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة.
وتندد إسرائيل بتصريحات فرنسا وبريطانيا وكندا منذ الأسبوع الماضي بأنها قد تعترف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تقول إسرائيل إنه مكافأة لـ"حماس" جراء هجومها على إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أشعل فتيل الحرب، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة في غزة.
مسيرة إسرائيلية لإعادة الاستيطان في غزة
وسار مئات المستوطنين الإسرائيليين على طول الحدود مع قطاع غزة المدمر بعد 22 شهراً من الحرب، من سديروت وحتى نقطة في مستوطنة نير عام، لتأكيد مطالبهم بعودة الاستيطان في القطاع الفلسطيني، ولوح المتظاهرون أمس الأربعاء بأعلام إسرائيلية ورايات حركة "غوش قطيف" البرتقالية التي تمثل تكتلاً من 21 مستوطنة إسرائيلية جرى تفكيكها في قطاع غزة عام 2005.
وكانت إسرائيل انسحبت قبل 20 عاماً من غزة بعد 38 عاماً من الوجود العسكري فيها، وجرى إجلاء 8 آلاف مستوطن وتفكيك 21 مستوطنة، وبقيت فئة متشددة من المستوطنين تطالب بالعودة في ظل الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة "حماس"، إذ يعتقد بعضهم أن الوقت مناسب لتحقيق حلمهم.
وانضم إلى سكان الكتل الاستيطانية القدامى جيل جديد من الإسرائيليين الراغبين في الانتقال إلى غزة، وتقول دانييلا فايس (79 سنة) "كحركة نحن 1000 عائلة ترونهم اليوم في هذه المسيرة، نحن مستعدون للانتقال الآن والعيش في الخيم".
وتضيف فايس التي شغلت منصب رئيسة بلدية مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية المحتلة، "نحن مستعدون للانتقال مع أولادنا فوراً إلى غزة لأننا نؤمن أن هذا هو الطريق لتحقيق الهدوء والسلام ووضع حد لـ 'حماس'.
وردد المشاركون المنتمون إلى مجموعات يمينية متطرفة شعارات عدة مثل "غزة لنا إلى الأبد"، كما صدحت مكبرات الصوت بهتافات مثل "الطريق لهزيمة 'حماس' هو استعادت أرضنا".
وتؤكد إسرائيل أن هدف عملياتها العسكرية تدمير "حماس" وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين من دون ذكر عودة الاستيطان، لكن المستوطنين الراغبين في العودة إلى غزة يقولون إنهم أجروا محادثات مع أعضاء متشددين في الحكومة الإسرائيلية ويعتقدون أن هناك فرصة سياسية سانحة، على رغم أن إعادة احتلال القطاع تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وتعززت آمال المستوطنين بالعودة بعد خطاب هذا الأسبوع لوزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش ألقاه في متحف "غوش قطيف"، وقال فيه "نحن أقرب من أي وقت مضى، إنها خطة عمل قابلة للتحقيق"، مضيفاً "لم نضح بكل هذا لننقل غزة من عربي إلى عربي آخر، غزة جزأ لا يتجزأ من أرض إسرائيل"، متابعاً "لا أريد العودة لغوش قطيف فهي صغيرة جداً، يجب أن تكون أكبر بكثير، وغزة اليوم تتيح لنا التفكير بشكل أوسع".
وكان من بين المشاركين شارون إيمونا (58 سنة) التي تقول "أنا هنا فقط لأعبر عن دعمي ولأقول إن أرض إسرائيل للشعب اليهودي ومن حقنا الاستيطان فيها"، وترى إيمونا أن الفلسطينيين الذي يرغبون في البقاء داخل غزة "سيستفيدون من العيش إلى جانب المستوطنين".
ومنع الجنود الإسرائيليون المشاركين في المسيرة من الاقتراب من قطاع غزة وعبور مسافة قصيرة أخيرة هي عبارة عن أرض جافة وشجيرات قصيرة حرقتها أشعة الصيف الملتهبة، وتقول إيمونا التي قدمت من مستوطنة في الضفة الغربية "لدي إيمان بالله والحكومة".