Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

15 قتيلا بقصف روسي على كييف وزيلينسكي يدعو الغرب لإسقاط نظام موسكو

المعارك تحتدم في تشاسيف يار مع إعلان روسيا السيطرة عليها والبيت الأبيض يمهل الكرملين 10 لإنهاء الحرب

ملخص

قُتل ثمانية أشخاص وجُرح 88 آخرون، بينهم تسعة أطفال، في هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيرة على كييف، استهدفت الضربات مواقع مدنية وعسكرية. وأكدت أوكرانيا أن الدفاعات الجوية أسقطت معظم الطائرات المسيرة. ودعا الرئيس زيلينسكي لمصادرة الأصول الروسية لدعم الدفاع، ورفض مسؤولون أوكرانيون مزاعم روسيا بالسيطرة على مدينة تشاسيف يار.

أسفر هجوم روسي صاروخي وبالطيران المسيّر على كييف عن مقتل 15 شخصاً بينهم طفل عمره ست سنوات، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس حلفاءه للضغط من أجل "تغيير النظام" في روسيا.

ودمرت الضربات التي وقعت ليلاً أجزاء من مبنى سكني من تسعة طوابق في الأحياء الغربية لكييف، وأدت ايضاً إلى جرح 145 شخصاً بينهم 14 طفلاً، بحسب آخر حصيلة لأجهزة الإسعاف، فيما أعلنت بلدية العاصمة غداً الجمعة يوم حداد.

في الأثناء، أعلن الجيش الروسي اليوم سيطرته على مدينة تشاسيف يار وهي مركز مهم للجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، حيث يخوض الجانبان معارك عنيفة منذ أشهر.

وكثفت موسكو حملتها الجوية الدامية على أوكرانيا خلال  الأشهر الأخيرة، متجاهلة ضغوطاً أميركية لإنهاء هجومها المستمر منذ ما يقارب ثلاثة أعوام ونصف العام، في حين تواصل قواتها التقدم ميدانياً.

وفي اتصال مرئي أثناء مؤتمر صحافي لمناسبة مرور 50 عاماً على توقيع "اتفاق هلسنكي" حول احترام الحدود وسلامة الأراضي، قال زيلينسكي "أرى أنه من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب".

وأضاف "لكن ما لم يسعَ العالم إلى تغيير النظام في روسيا، فإن ذلك يعني أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب".

وأطلقت روسيا أكثر من 300 مسيّرة وثمانية صواريخ "كروز" على أوكرانيا، بين ليل  أمس الأربعاء والساعات الأولى من اليوم، وكان هدفها الرئيس كييف بحسب ما أعلن سلاح الجو الأوكراني.

واخترق أحد تلك الصواريخ مبنى سكنياً يضم تسعة طوابق بغرب كييف، مما أدى إلى تدمير واجهته وفق السلطات.

وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في موقع إحدى الضربات عناصر الإنقاذ وهم يبحثون بين أكوام من الخرسانة المدمرة عن مقتنيات للأهالي مبعثرة بين الأنقاض.

وقالت فالنتينا شيستوبال (28 سنة) التي تقيم في كييف إنها "صدمة. ما زلت في حال ضياع. الأمر مخيف جداً".

أما تيموفيي، أحد سكان حي سولوميانسكي الذي دمرت شقته، فروى أنه استيقظ على دوي صاروخ، وأوضح أن "كل شيء بدأ ينهار فوقي. كان الوضع مروّعاً"، مشيراً إلى أن اللحظة كانت أشبه بـ"كابوس".

وبين القتلى طفل عمره ست سنوات، قضى في سيارة إسعاف، على ما قال رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاشنكو عبر منشور على "تيليغرام".

وأكد الجيش الروسي أنه استهدف قاعدة عسكرية جوية أوكرانية ومستودعاً ومنشآت لإنتاج المسيّرات في ضربة ليلية استخدمت خلالها أسلحة عالية الدقة ومسيّرات.

ويأتي الهجوم الروسي الأخير في أوكرانيا بينما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب أول من أمس الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين 10 أيام لوقف اجتياحه لأوكرانيا تحت طائلة فرض عقوبات جديدة صارمة.

وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي اليوم بأن الرئيس الأميركي عبّر عن رغبته بوضوح في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية بحلول الثامن من أغسطس (آب) المقبل.

وقال الدبلوماسي الأميركي الكبير جون كيلي أمام المجلس المكون من 15 عضواً "يتعين على كل من روسيا وأوكرانيا التفاوض على وقف إطلاق النار والسلام الدائم. حان الوقت للتوصل إلى اتفاق. أوضح الرئيس ترمب أنه يجب القيام بذلك بحلول الثامن من أغسطس. والولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ تدابير إضافية لتأمين السلام".

ودعا الرئيس الأوكراني إلى مصادرة أصول روسيا المالية وعدم الاكتفاء بتجميدها كما هي الحال راهناً. وقال زيلينسكي في خطاب عبر الإنترنت ألقاه أثناء مؤتمر في هلسنكي "علينا إيقاف آلة الحرب الروسية بالكامل... ووضع كل الأصول الروسية المجمدة بما في ذلك الثروات المسروقة نتيجة الفساد للعمل على الدفاع في مواجهة العدوان الروسي. حان وقت مصادرة الأصول الروسية، وليس تجميدها فحسب، بل مصادرتها واستخدامها لخدمة السلام، لا الحرب".

 

جرح تسعة أطفال

قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن تسعة أطفال جرحوا، وهو أكبر عدد يتعرض لإصابات في ليلة واحدة داخل المدينة منذ بدء روسيا هجومها الشامل قبل نحو ثلاثة أعوام ونصف العام.

ووقف رجل يدعى يوري كرافتشوك (62 سنة) وهو يلتحف بغطاء ورأسه ملفوف بضمادة بجوار مبنى تعرض لأضرار. وقال إنه سمع صوت الإنذار بوقوع هجوم صاروخي لكنه لم يصل إلى ملجأ خلال الوقت المناسب. وأضاف "بدأت إيقاظ زوجتي ثم دوى انفجار... وانتهى الأمر بابنتي في المستشفى".

ونشر زيلينسكي مقطعاً مصوراً لأنقاض مشتعلة قائلاً إن الناس ما زالوا عالقين تحت أنقاض مبنى سكني دمر جزئياً.

وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو "هذا رد بوتين على مُهل ترمب النهائية... على العالم أن يرد بعقد محكمة وممارسة أقصى قدر من الضغط".

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 288 طائرة هجومية مسيرة وثلاثة صواريخ "كروز".

تنازع إعلان السيطرة

إلى ذلك أكد الجيش الروسي الخميس سيطرته على مدينة تشاسيف يار وهي مركز مهم للجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن القوات الروسية "حررت" مدينة تشاسيف يار التي تشهد معارك واسعة منذ أشهر، إلا أن الجيش الأوكراني نفى في وقت لاحق ذلك، على ما أعلن متحدث باسم وحدة تقاتل في تلك المنطقة.

وقال المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف، "أنصح دائماً بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدرا للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج".

وسيمثل هذا التقدم، إذا تأكد، مكسباً كبيراً للقوات الروسية، وقد يمكنها من التقدم نحو المدن الرئيسة داخل منطقة دونيتسك، بما في ذلك كوستيانتينيفكا وسلوفيانسك وكراماتورسك. وأظهر موقع "ديب ستيت" الأوكراني سيطرة قوات كييف على الجزء الغربي من البلدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التهديد الأميركي

وقال الكرملين أمس الأربعاء إن روسيا تواصل الأخذ في الاعتبار جميع التعليقات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنها اكتسبت مناعة من العقوبات لأنها خضعت لعدد كبير منها على مدى فترات طويلة، وقال ترمب أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستبدأ في فرض رسوم جمركية واتخاذ إجراءات أخرى ضد روسيا خلال 10 أيام ما لم تظهر موسكو أي تقدم نحو إنهاء حربها الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "نعيش تحت وطأة عدد هائل من العقوبات منذ فترة طويلة، ويخضع اقتصادنا لقيود شديدة"، مضيفاً "اكتسبنا بالفعل حصانة خاصة بهذا الصدد، ونحن نواصل متابعة جميع التعليقات التي تصدر عن الرئيس ترمب، والممثلين الدوليين الآخرين في هذا الشأن".

ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التهديد بفرض عقوبات جديدة بأنه أمر روتيني، وقالت إن "من الغريب أن الولايات المتحدة والغرب لم يدركا حتى الآن أن فرض مثل هذه الإجراءات لا يجدي نفعاً، بل إنه لم يؤد سوى إلى الإضرار بالاقتصادات الغربية".

وأضافت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي من موسكو، "نرى أن الغرب ببساطة لا يمكنه التخلي عن مسألة العقوبات ويبدوا وكأنهم يدورون في حلقة مفرغة"، وزادت "يبدو أنه لم يتبق أي خيار آخر، فقد استنفدوا كل الخيارات ونحن نستجيب ونتخذ إجراءات لمواجهة كل هذا أو حتى تحويله إلى مصلحتنا".

تكثيف الهجمات الروسية

تواصل روسيا التي باشرت حربها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، تقدمها على الأرض بينما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب أول من أمس الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين عشرة أيام لإنهاء النزاع تحت طائلة فرض عقوبات جديدة صارمة.

وكثفت روسيا منذ أسابيع عدة أيضاً ضرباتها على أوكرانيا مستخدمة أحياناً مئات المسيرات والصواريخ بحسب كييف.

ويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر (أيلول) 2022 فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

وتطالب موسكو أيضاً بتخلي أوكرانيا عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلا أن المسؤولين الأوكرانيين يرفضون ذلك بشكل قاطع.

في المقابل تطالب أوكرانيا بانسحاب كامل للجيش الروسي الذي يحتل 20 في المئة تقريباً من أراضيها.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات