ملخص
أدى قرار الحرس الثوري بنصب آلاف نقاط التفتيش في المدن الإيرانية، من دون وجود عناصر مدربة، إلى مقتل ستة مدنيين خلال أسبوعين فقط، من دون أن يكونوا ارتكبوا أية مخالفة قانونية.
أطلق عناصر تابعين لقوات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني مساء أول من أمس الخميس النار على سيارتين من نوع "برايد" في مدينة خمين، فقُتل أربعة من أفراد عائلة واحدة، بينهم الأم وطفلاها البالغان ثلاث و25 سنة وأحد أقاربهم.
ونقلت صحيفة "اندبندنت فارسية" اليوم السبت عن شهود عيان أن الطفلة رها شيخي ذات الثلاث سنوات ووالدتها محبوبة شيخي والشاب محمد حسين شيخي (25 سنة) كانوا من بين القتلى بإطلاق النار على يد عناصر الحرس في مدينة خمين. أما القتيلة الرابعة فهي فرزانة حيدري، وهي من أقارب هذه العائلة.
وفي الأول من يوليو (تموز) الجاري أيضاً، قتل عناصر نقطة تفتيش وضعها "الباسيج" في مدينة همدان غرب إيران، شابين من محبي الطبيعة، بعدما اتضح لاحقاً أن ذلك كان بسبب "اشتباه خاطئ".
وبحسب روايات شهود نقلوها إلى "اندبندنت فارسية"، حاول عناصر "الباسيج" عند نقطة تفتيش في المدينة مساء أول من أمس تفتيش السيارتين بادعاء الاشتباه في حملهما "أدوات تجسس وعسكرية"، مستخدمين أساليب مهينة وعنيفة، مما أثار اعتراض العائلة.
وفي النهاية، قرر سائقا السيارتين الاستمرار في طريقهما احتجاجاً على هذا السلوك المهين، فأطلق عنصران من "الباسيج" في الأقل النار عليهم. وبعد الحادثة، أظهر تفتيش السيارتين وممتلكات الضحايا أنهم لم يرتكبوا أي عمل غير قانوني، وأن الاشتباه في حملهم معدات تجسس أو أسلحة كان خاطئاً تماماً. وبحسب المدعي العام في مدينة خمين، فإن العناصر المتورطين في الحادثة محتجزون حالياً.
ومنذ انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، أقام "الحرس الثوري" آلاف نقاط التفتيش في شوارع مدن إيران بهدف "كشف واعتقال المجموعات المسلحة وعملاء ’الموساد‘".
لكن التقارير الرسمية المحلية والدولية تؤكد أن جميع القادة العسكريين الكبار قتلوا بصواريخ وهجمات طائرات مسيّرة إسرائيلية خلال الحرب، كما أن السلطات القضائية والأمنية لم تقدم حتى الآن أي دليل موثوق لإثبات تهمة التجسس على مئات المعتقلين. وبعد الحرب، أعدم ستة مواطنين إيرانيين بتهمة التعاون مع "الموساد" وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واليوم أكد محافظ مدينة خمين نبأ ارتفاع عدد "قتلى حادثة إطلاق النار" في المدينة، قائلاً إن "عناصر الحماية لأحد المراكز العسكرية بالمحافظة اشتبهت في سيارتين مارّتين، وأطلقوا النار عليهما مما أسفر عن مقتل ثلاثة من المواطنين".
وأكد المدعي العام في خمين بدوره أن "ملفاً قضائياً فُتح بهذا الخصوص وما زالت أبعاد القضية قيد التحقيق. والعناصر المتورطون محتجزون حالياً."
وقبل 16 يوماً من هذه الحادثة، قتل أيضاً شابان من همدان هما مهدي عبائي وعلي رضا كرباسي برصاص عناصر نقطة تفتيش لعناصر الحرس الثوري في منطقة "تاريك دره" قرب منتجع التزلج في همدان، على بعد خمسة كيلومترات من المدينة.
وقال بعض الصحافيين من همدان لـ"اندبندنت فارسية" إن عناصر نقطة التفتيش منعوا سيارة الشابين من المرور، ومع تصاعد الجدال بسبب منعهم من السفر والتنزه، أطلق أحد عناصر "الباسيج" البالغ من العمر 20 سنة النار على الركاب فجأة.
إن قرار الحرس الثوري بنصب آلاف نقاط التفتيش في المدن الإيرانية من دون وجود عناصر مدربة وذات خبرة كافية، أدى إلى مقتل ستة مواطنين مدنيين خلال أسبوعين فقط، من دون أن يكونوا ارتكبوا أية مخالفة قانونية.
وأثارت هذه الحوادث غضب وقلق الرأي العام في إيران، ويقول ناشطون مدنيون وعائلات الضحايا على شبكات التواصل الاجتماعي إن نشر نقاط التفتيش بهذه الكثافة من دون إشراف قضائي وتدريب مهني للعناصر، عرض أمن المواطنين للخطر وأصبح أداة للقمع وإثارة الرعب بدلاً من منع التهديدات الأمنية.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"