سباق محتدم بين الأندية الأوروبية لحسم الصفقات الصيفية الكبرى

تشهد سوق الانتقالات الصيفية خلال الوقت الحالي تحركات سريعة لحسم بعض الصفقات من أجل الاستعدادات للموسم الجديد، إذ تتحرك الأندية الكبرى لتعزيز صفوفها سواء لتعويض رحيل بعض اللاعبين أو لتقوية مراكز بعينها كانت سبباً في تراجع الأداء خلال الموسم الماضي.

وتتنوع أهداف الأندية بحسب وضعها الفني والمالي، فبعضها يسعى إلى بناء مشروع طويل الأمد بينما يتحرك بعض آخر لحسم صفقات جاهزة تصنع الفارق سريعاً، ويكون لها جزء يثير ضجة من الناحية الإعلامية خلال الوقت نفسه تظهر تأثيرات اللعب المالي النظيف، مما يدفع عدداً من الأندية إلى بيع بعض النجوم قبل إبرام أية تعاقدات كبيرة.

وفي ظل اهتمام متزايد من الدوريات غير الأوروبية، خصوصاً الدوريين السعودي والأميركي، بات الحفاظ على اللاعبين هدفاً أساساً لعدد من الأندية، إلى جانب البحث عن المواهب الصاعدة أو الأسماء التي لم تحصل على فرصتها الكاملة في أنديتها السابقة.

وأصبح الدوري السعودي من المنافسين الكبار خلال فترات الانتقالات المختلفة، بعدما أصبح جاذباً لأبرز اللاعبين في الأندية الأوروبية، بعد تطور الناحية التعاقدية خلال الموسمين الماضيين، مما يضعه في قائمة الدوريات الأقوى في التفاوض مع الصفقات الكبيرة، وهو ما ينطبق عليه "ميركاتو" الصيف الجاري الذي من المتوقع أن يشهد بعض الصفقات الكبرى خلال الأيام المقبلة، والمتبقية من فترة الانتقالات.

أبرز الصفقات الصيفية

وأبرمت خلال الفترة الماضية منذ انطلاق فترة الانتقالات الصيفية بعض الصفقات الكبرى، التي يتصدرها انتقال الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن إلى ليفربول الإنجليزي، وذلك لتدعيم خط الوسط الهجومي للفريق، وبخاصة أن اللاعب يتميز بإمكانية مشاركته في أكثر من مركز هجومي سواء خط وسط مهاجم أو على الأجنحة أو كمهاجم صريح في بعض الأحيان.

وانتقل فيرتز (22 سنة) إلى ليفربول بمقابل مادي وصل إلى 125 مليون يورو (145.22 مليون دولار)، بعقد ممتد حتى نهاية موسم 2029–2030، إذ يعد من المكاسب الكبيرة للنادي الإنجليزي من أجل الحفاظ على لقب الدوري خلال الموسم الجديد والمنافسة على دوري أبطال أوروبا.

ويأتي في المركز الثاني انتقال ماتيوس كونيا من وولفرهامبتون إلى مانشستر يونايتد بمقابل مادي تقريباً 75 مليون يورو (87.13 مليون دولار)، في صفقة هجومية قوية للفريق الذي يرغب في العودة بقوة إلى منصات التتويج بعد الغياب خلال الأعوام الماضية، وبخاصة عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز كونه الأكثر تتويجاً رفقة ليفربول خلال الوقت الحالي برصيد 20 لقباً.

ويستمر عقد كونيا مع مانشستر يونايتد حتى نهاية موسم 2029–2030 وسط توقعات بتألق اللاعب، بعدما قدم موسماً مميزاً رفقة "الولفز" إذ شارك في 36 لقاء بجميع البطولات سجل خلالها 17 هدفاً وصنع ستة أخرى، وذلك خلال 2832 دقيقة جعلته تحت أنظار "الشياطين الحمر".

وفي المركز الثالث من بين الصفقات الأبرز كان انتقال مارتن زوباميندي من ريال سوسيداد الإسباني إلى أرسنال بمقابل مادي وصل إلى 70 مليون يورو (81.32 مليون دولار)، بعد صراع كبير مع ريال مدريد، إذ كان يرغب المدير الفني الجديد لـ"الميرنغي" في ضمه لتدعيم خط وسطه، ولكن اللاعب فضل الانتقال إلى الدوري الإنجليزي.

زوباميندي لاعب أرسنال الجديد في تحضيرات قبل انطلاق الموسم (الموقع الرسمي لنادي أرسنال)

ووقع زوباميندي حتى نهاية موسم 2029–2030، إذ أراد المدير الفني لأرسنال ميكيل أرتيتا تأمين وسط ملعبه بلاعب ذي جودة عالية، وبخاصة بعد أدائه مع ريال سوسيداد خلال الموسم الأخير، إضافة إلى أنه من العناصر الأساس المختارة في قائمة المنتخب الإسباني بقيادة المدير الفني لويس دي فوينتي.

وفي المركز الرابع، تأتي صفقة انتقال جايمي غيتنس من بوروسيا دورتموند الألماني بمقابل مادي وصل إلى 64.30 مليون يورو (74.70 مليون دولار)، وذلك بعد الموسم المميز الذي قدمه رفقة فريقه السابق.

ويمتد عقد غينتس مع تشيلسي حتى موسم 2031–2032، وهي السياسة التي يتبعها أرسنال خلال الأعوام الأخيرة بالتعاقدات طويلة الأمد، وشارك اللاعب مع بوروسيا الموسم الماضي في جميع البطولات، وخلال 49 مباراة نجح في تسجيل 12 هدفاً وصنع خمسة أخرى.

ويأتي في المركز الخامس في ترتيب الصفقات الأغلى، انتقال محمد قدوس من وست هام يونايتد إلى توتنهام هوتسبير، بمقابل مادي وصل إلى 63.80 مليون يورو (74.12 مليون دولار)، إذ يعد من أقوى الصفقات الداخلية في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الأعوام الماضية.

ويمتد تعاقد قدوس مع توتنهام هوتسبير حتى نهاية موسم 2030–2031، وكان خلال الموسم الماضي مع وست هام يونايتد قد شارك في 35 لقاء بجميع المسابقات، سجل خلالها خمسة أهداف وصنع أربعة وذلك خلال 2721 دقيقة.

الدوريات الأقوى

ويتصدر الدوري الإنجليزي ترتيب الدوريات الأكثر إنفاقاً حتى الآن في "ميركاتو" الصيف بقيمة 1.53 مليار يورو (1.77 مليار دولار)، ومن بعده يأتي الدوري الإيطالي برصيد 506.33 مليون يورو (587.90 مليون دولار)، ثم الدوري الألماني منفقاً 420.40 مليون يورو (488.10 مليون دولار)، وفي المركز الرابع الدوري الإسباني برصيد 323.20 مليون يورو (375.26 مليون دولار)، وفي المركز الخامس يوجد الدوري الفرنسي برصيد 169.70 مليون يورو (197.03 مليون دولار).

ومن ناحية التوازن بين النفقات والإيرادات خلال فترة الانتقالات الحالية، لم ينجح كل من الدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي في تحقيق التوازن حتى الآن، ولكن الثلاثي الألماني والإسباني والفرنسي لديها هذا التوازن، وهناك أرباح زائدة على النفقات التي صُرفت على الصفقات، وذلك بسبب خروج لاعبين من أنديتهم.

الأندية الأكثر إنفاقاً

ويتصدر نادي تشيلسي حتى الآن ترتيب الأندية الأكثر إنفاقاً في سوق الانتقالات الصيفية، إذ أنفق 243.77 مليون يورو (282.98 مليون دولار)، ومن بعده يأتي فريق ليفربول بإنفاق وصل إلى 213.68 مليون يورو (248.06 مليون دولار) وفي المركز الثالث يأتي ريال مدريد الإسباني برصيد 167.50 مليون يورو (194.45 مليون دولار) إذ يعد من أبرز صفقاته هو دين هويسون من بورنموث الإنجليزي وألكسندر أرنولد من ليفربول.

وفي المركز الرابع يأتي توتنهام هوتسبير إذ أنفق 140.60 مليون يورو (163.21 مليون دولار)، ثم في المركز الخامس يأتي مانشستر سيتي الذي أنفق 130.70 مليون يورو (151.69 مليون دولار).

وما زالت هناك فترة ليست بقليلة بلغة سوق الانتقالات حتى نهايته من أجل إتمام تعاقدات كبيرة، إذ من الصفقات المتوقعة خلال الميركاتو الحالي انضمام إيزاك إلى ليفربول، إضافة إلى تقارير حول رغبة النادي أيضاً في التعاقد مع البرازيلي رودريغو جوس من ريال مدريد الإسباني.

وإلى جانب ذلك ما زالت هناك تحركات للدوري السعودي لم تأت بنهايتها حتى الآن، إذ هناك توقعات لصفقات كبيرة للانضمام لدوري "روشن" على رأسهم داروين نونيز مهاجم ليفربول الذي يرغب الهلال في ضمه تدعيماً للفريق بعد اقتراب ألكسندر ميتروفيتش من الرحيل خلال الصيف الجاري.

وكانت من الصفقات التي يحاول الدوري السعودي للمحترفين تحقيقها، سعي الأهلي السعودي لضم ليونيل ميسي من إنتر ميامي الأميركي، إذ ستكون من أكبر الصفقات المدوية في التاريخ.