Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي ويُظهر تطوره أمام فلومينينسي

عاد النجم البرازيلي لمطاردة نادي طفولته مبرراً استثمار "البلوز" فيه

رفض المهاجم البرازيلي جواو بيدرو المنضم حديثاً إلى تشيلسي الإنجليزي الاحتفال بهدفيه في مرمى فلومينينسي (أ ف ب)

ملخص

قاد النجم البرازيلي الشاب جواو بيدرو ناديه الجديد تشيلسي الإنجليزي للفوز على نادي طفولته فلومينينسي وإطاحته من كأس العالم للأندية بعد مسيرة مميزة.

في مواجهة أسطورة من الماضي، يمتلك تشيلسي الآن برازيلياً جديداً ليؤلهه إلى المرحلة التالية، فهم على بعد 90 دقيقة فقط من أن يصبحوا أبطال العالم، ويعود الفضل في ذلك إلى صفقة تمت خلال البطولة.

كانت رحلة فلومينينسي في كأس العالم للأندية مذهلة بكل المقاييس. فعلى رغم معاناتهم المالية، تمكنوا من إطاحة عمالقة أوروبا والهلال السعودي الثري. ونال النجم السابق المحبوب في تشيلسي تياغو سيلفا، الذي يقضي أيامه الأخيرة في الملاعب قائداً لنادي طفولته، الثناء بوصفه القلب والروح وراء هذا النجاح غير المتوقع. لكن بأقدام ابن الحي ذاته، جواو بيدرو، انهار حلم فلومينينسي في غزو العالم.

جواو بيدرو الذي خاض أولى مبارياته أساساً مبرراً سعره البالغ 60 مليون جنيه استرليني (81.54 مليون دولار)، قد يكون بالفعل القطعة المفقودة في أحجية المدرب إنزو ماريسكا. وقد دفع بهدفيه المذهلين تشيلسي إلى الدور النهائي، مثبتين أن أسلوب "المهاجم المتعدد الأدوار"، الذي عانى أمثال جواو فيليكس وكريستوفر نكونكو في محاولة إتقانه، قد يضمن له مكاناً فعلياً في منظومة المدرب الإيطالي.

وقال ماريسكا لشبكة "دازون"، "نحن نعلم أن لدينا لاعبين قادرين على القيام بذلك، ونعلم أنه يجب علينا مساعدتهم للوصول إلى المواقف التي تمكنهم من ذلك، ونعلم أن جواو يستطيع القيام بهذا".

قد تكون هذه مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية، لكن حتى عظم المناسبة لم يجنب اللقاء من مشكلة البطولة المتكررة وهي المقاعد الفارغة. 

وعلى رغم من الإعلان عن حضور بلغ 70,556 مشجعاً، وهو من أعلى الأرقام في البطولة، إلا أن جزءاً لا بأس به من المدرجات ظل خالياً، بينما دخل اللاعبون إلى أرضية الملعب بأسلوب فردي على الطريقة الأميركية. ووحدها تلك الزاوية المزدحمة خلف مرمى الحارس المخضرم فابيو، والمكسوة بالأحمر والأخضر والأبيض، أظهرت حماسة حقيقية للمنافسة، من دون أدنى شك في اندفاع جماهير فلومينينسي نحو البطولة.

استغرق تشيلسي بضع دقائق للدخول في أجواء اللقاء، حيث ركز فلومينينسي على الجهة اليمنى التي وجود فيها نكونكو، الذي لم يوفر التغطية الدفاعية المطلوبة لزميله مالو غوستو. ولا يزال المشجعون والنقاد يواجهون صعوبة في تحديد الدور المناسب لنكونكو في تشكيلة تشيلسي، لكن من المؤكد أن الدور الأعمق على الجناح ليس هو الحل. ولم يمض وقت طويل حتى انتقل إلى موقع أكثر مركزية، حيث بدأ هو وتشيلسي في تقديم أداء أكثر فاعلية.

ومع بدء ملامح خطة ماريسكا في التبلور، وتعرض فلومينينسي لضغط متزايد، جاءت الضربة الأولى من أحد أبناء "التريكولور" نفسه. فقد قدم الوافد الجديد إلى تشيلسي، جواو بيدرو، الذي نشأ في صفوف فلومينينسي، نفسه لجماهيره الجديدة بلقطة فردية رائعة. حيث بدأت اللقطة من تشتيت غير محكم من سيلفا لكرة لم تتجاوز حدود منطقة الجزاء، ليتسلمها جواو بيدرو ويرسل تسديدة مقوسة رائعة إلى الزاوية اليمنى العليا، كاسراً التعادل.

وبينما ترك المدافع الأسطوري في موقف محرج، جاءت احتفالات جواو بيدرو باهتة، رافعاً يديه باعتذار لجماهير الفريق البرازيلي المذهولة. وقال "أعلم أن هذه البطولة مهمة جداً لفلومينينسي. لا أملك إلا أن أقول آسف، لكن علي أن أكون محترفاً. أنا ألعب لتشيلسي، وهم يدفعون لي لتسجيل الأهداف".

وكان هدف جواو بيدرو هو أول هدف يسجله لاعب برازيلي لتشيلسي منذ هدف سيلفا في أبريل (نيسان) 2024، وربما يحمل ذلك دلالة رمزية على انتقال الشعلة، وتمهيد الطريق أمام بطل جديد للسيليساو في ملعب "ستامفورد بريدج".

كان من المفترض أن تصبح النتيجة (2 - 0) بعد لحظات، حين انقض مالو غوستو على عرضية مثالية مرفوعة من بيدرو نيتو، موجهاً الكرة برأسه نحو المرمى، لكن الحارس فابيو، البالغ من العمر 44 سنة، تصدى لها برد فعل يشبه ردود فعل القطط، مثبتاً من جديد أن المثل القديم "العمر مجرد رقم" ليس مجرد كليشيه بلا معنى، وكانت تلك اللقطة حاسمة في منع فريقه من الانهيار، وأبقت على آمال فلومينينسي ومنحتهم فرصة للعودة إلى أجواء اللقاء.

وقد أثبت هيركوليس أنه رجل اللحظات الكبرى في فريق ريناتو غاوتشو خلال كأس العالم للأندية، بعدما كان البطل أمام كل من إنتر ميلان الإيطالي والهلال السعودي في طريقهم إلى نصف النهائي. وكان بإمكانه أن يسجل هدفه الثالث على التوالي في البطولة لولا التدخل الحاسم من مارك كوكوريا، الذي أخرج الكرة من على خط المرمى بعدما تمكن روبرت سانشيز من التصدي جزئياً للكرة وتجاوزته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع مواصلة نجم فلومينينسي، المهاجم جون أرياس، المعروف بين الجماهير بلقب "بيليه الكولومبي"، محاولاته المتكررة لإدراك التعادل، ظن البرازيليون الصامدون أنهم حصلوا على ركلة جزاء بعدما ارتطمت الكرة برأس أحد لاعبيهم ثم بيد تريفوه تشالوباه. لكن تدخل نظام حكم الفيديو المساعد ألغى القرار، حيث أعلن الحكم الفرنسي فرنسوا لوتكسييه، الذي كان متساهلاً للغاية في توزيع الإنذارات حتى تلك اللحظة، أمام الجماهير أن ذراع اللاعب الإنجليزي كانت في وضع طبيعي.

وكانت تلك لحظة إنقاذ كبيرة لتشيلسي، وتنبيهاً واضحاً لماريسكا قبيل نهاية الشوط الأول، يذكره بسمعة "التريكولور" المستحقة كالحصان الأسود الذي لا يستسلم في هذه البطولة.

وواصل فلومينينسي تهديده مع بداية الشوط الثاني، حيث اخترق البديل إيفرالدو منطقة الجزاء وسدد كرة منخفضة اختبر بها الحارس سانشيز. لكن تشيلسي رد بسرعة بهجمة مرتدة، وكانت النتيجة من جديد على يد الوجه المألوف نفسه. بعد انطلاقه من الجهة اليسرى توغل جواو بيدرو إلى داخل المنطقة ثم أطلق صاروخاً آخر بقدمه اليمنى لم يمهل حارس المرمى فابيو أي فرصة، إذ ارتدت الكرة من أسفل العارضة إلى الشباك، بينما كتم احتفاله مجدداً احتراماً لناديه السابق.

وبعد دقائق، غادر بيدرو الملعب وسط تصفيق حار من الجماهير وقوفاً. ومع سيطرة تشيلسي على المباراة واقترابه من جني 23.2 مليون جنيه استرليني (31.53 مليون دولار) إضافية بوصوله إلى النهائي، كان جواو بيدرو قد سدد بالفعل أكثر من ثلث قيمة صفقته.

وقال جواو بيدرو متحدثاً عن مباراته الأولى "أعتقد أنه كان حلماً. لا أظن أنه كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك. الآن علينا أن نفكر في النهائي. سيكون هذا أول لقب لي أيضاً (إذا فاز تشيلسي). أعتقد أنها ستكون مباراة مهمة جداً، ومباراة خاصة جداً. جئت قبل أسبوع فحسب، والآن سأشارك في نهائي. أنا سعيد جداً".

غادر جواو بيدرو الملعب بعدما منح فريقه الجديد تقدماً مريحاً بهدفين، ليقضي تشيلسي النصف ساعة الأخيرة من المباراة بحرية وثقة. وواصل نيتو الذي كان نشيطاً ومزعجاً على الجهة اليسرى طوال اللقاء، إرهاب دفاع فلومينينسي قبل أن يستبدل لاحقاً.

وكان بإمكان الفريق اللندني أن يضيف هدفاً آخر، حين انطلق نيكولاس جاكسون، بديل جواو بيدرو، داخل منطقة الجزاء، لكنه سدد على عجل في الشباك الجانبية. وكان كول بالمر خالياً تماماً على بعد ست ياردات أمام مرمى مفتوح، لكن المهاجم السنغالي بدا مصمماً على التسجيل بنفسه. وربما بدأ يشعر بتهديد من "الوافد الجديد".

وقد تكدرت الأمسية المثالية لتشيلسي في الوقت بدل الضائع، عندما التوى كاحل مويسيس كايسيدو تحت الضغط. وبعد محاولة قصيرة للاستمرار، اتضح سريعاً أنه غير قادر على إكمال المباراة، لينهي تشيلسي اللقاء بـ10 لاعبين. ما صدر قلقاً لماريسكا، الذي قد يحرم من أفضل لاعبيه هذا الموسم في النهائي. وقال مدرب تشيلسي "أخبرته بأنه عليه أن يفعل كل ما في وسعه ليكون على أرض الملعب الأحد المقبل، وسنرى ما سيحدث".

كان من المناسب أن تكون آخر لمسة لفلومينينسي في البطولة محاولة أكروباتية مجنونة من إيفرالدو عبر ركلة مقصاة طارت فوق العارضة. وكانت تلك النهاية بمثابة توقيع أنيق أمام العالم، يعكس طموحهم اللامحدود في تجاوز التوقعات، حتى في ظل الصعوبات التي يواجهها النادي خارج الملعب. وكما قال غاوتشو قبل المباراة، لقد جعل فلومينينسي جماهيره فخورة، وقاتل حتى اللحظة الأخيرة.

لكن اليوم كان يوم تشيلسي. باستثناء تعثر أمام نظير فلومينينسي البرازيلي، فلامنغو، فقد سيطر الفريق على النسخة الافتتاحية من هذه البطولة. 

وعلى رغم أنهم دخلوا لقاء اليوم كمرشحين بقوة، فإنهم سيؤدون دور الطرف الأقل حظاً بلا شك عندما يعودون إلى نيوجيرسي لمواجهة ريال مدريد الإسباني أو باريس سان جيرمان الفرنسي الأحد المقبل. ومع ذلك وفي ظل الحالة التي يعيشها الفريق حالياً، سيكون من الحمق التقليل من شأنه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة