Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صفقة تشيلسي ومانشستر يونايتد تفسر أحدث اتجاهات سوق الانتقالات

يبحث "البلوز" والشياطين الحمر إمكانية تبادل كريستوفر نكونكو وأليخاندرو غارناتشو

أليخاندرو غارناتشو لاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي (أ ف ب)

ملخص

تحولت صفقات تبادل اللاعبين في الدوري الإنجليزي إلى أدوات مالية تتجاوز المنطق الكروي، حيث تستخدمها الأندية للتحايل على قواعد الربح والاستدامة. وأبرز مثال على ذلك صفقة محتملة بين نكونكو وغارناتشو، تبدو خاسرة فنياً لكنها مربحة محاسبياً.

أصبحت الصفقات التبادلية التي لا تحمل الكثير من المنطق الكروي جزءاً لا يتجزأ من الدوري الإنجليزي الممتاز مع قدوم فصل الصيف.

لقد شهدنا عدداً من الحالات الغريبة خلال العام الماضي أو نحو ذلك. فقد أثارت صفقتا تبادل لاعبي الأكاديميات تيم إرويغبونام ولويس دوبين بين إيفرتون وأستون فيلا، واللتان تمت كل منهما في صفقة منفصلة مقابل تسعة ملايين جنيه استرليني (12.25 مليون دولار) تقريباً، الكثير من علامات الاستفهام في يونيو (حزيران) الماضي، إذ إن بيع لاعبين من قطاع الناشئين يضخ أرباحاً صافية في حسابات الأندية.

وبعدها بشهرين تقريباً، شهدنا صفقة أخرى بين نوتينغهام فورست ونيوكاسل، انتقل بموجبها نجم خط الوسط الصاعد إليوت أندرسون إلى ملعب "سيتي غراوند" مقابل 35 مليون جنيه استرليني (47.62 مليون دولار)، بينما انضم الحارس البديل أوديسياس فلاشوديموس، البالغ من العمر 30 سنة، إلى نيوكاسل مقابل 20 مليون جنيه استرليني (27.21 مليون دولار) كجزء من الحزمة– وهو سعر محير يعني فعلياً أن أندرسون انتقل مقابل 15 مليوناً (20.41 مليون دولار) فقط، ما يشير إلى وجود عوامل أخرى وراء الصفقة.

ليست هذه محاولة لكشف الأنشطة المشبوهة لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز، لأن الجميع أصبح يدرك ما يجري في هذه المرحلة، فقد كان من الطبيعي أن يحدث هذا بمجرد تشديد اللوائح المالية، وتحديداً قواعد الربح والاستدامة التابعة للدوري.

وأصبح تحقيق التوازن المالي دافعاً أساسياً متزايداً في صفقات الانتقالات، وإذا وجدت طريقة لاستغلال ثغرة ما مع الالتزام بنص القانون، فلن تتردد الفرق في الاستفادة منها.

أحدث صفقة تبادلية محتملة تثير الحيرة تدور حول كريستوفر نكونكو وأليخاندرو غارناتشو. الأول، صفقة فاشلة لتشيلسي بلغت قيمتها 52 مليون جنيه استرليني (70.75 مليون دولار)، ولا يزال مركزه الطبيعي على أرض الملعب مجهولاً تقريباً بالنسبة لمشجعي "البلوز"، أما الثاني، فهو نجم المستقبل في مانشستر يونايتد الذي تحول إلى "نجم مدلل"، ولا يستطيع حتى أن يضمن مكاناً أساسياً في التشكيلة البائسة للمدرب روبن أموريم.

وإن وجدت صفقة تبادلية يمكن وصفها بالخاسرة للطرفين، فهذه بالتأكيد.

نكونكو لم يتألق إلا عندما واجه فرقاً متواضعة في دوري المؤتمر الأوروبي، ولم يقترب حتى من المستوى الرفيع الذي قدمه مع لايبزيغ الألماني، حيث سجل 70 هدفاً وصنع 55 تمريرة حاسمة في 172 مباراة، ما جعله محل اهتمام أندية النخبة الأوروبية، أما غارناتشو، فعلى رغم قدرته على إحداث الفارق بسرعته ومهاراته الفنية، إلا أنه يبدو عبئاً في غرفة الملابس، إذ أثار غضب جماهير يونايتد هذا الأسبوع بعدما نشر صورة له مرتدياً قميص أستون فيلا الخاص بزميله المبعد ماركوس راشفورد، في تصرف فسر على أنه انتقاد علني للمدرب البرتغالي.

ومع ذلك، وبحسب عدة مصادر موثوقة، فإن الإدارات العليا في كل من "ستامفورد بريدج" و"أولد ترافورد" تدرس صفقة ينتقل بموجبها كل من "اللاعبين المزعجين" إلى الطرف الآخر. فهل هي مثال آخر على صفقة تبادلية مدفوعة باعتبارات قواعد الربح والاستدامة؟ ربما.

بموجب قواعد الربح والاستدامة (بي أس آر)، يمنح كل لاعب قيمة مستهلكة في حسابات النادي. فعندما يوقع مع لاعب، تقسم رسوم انتقاله– أو تستهلك محاسبياً– على كامل مدة عقده. وعلى سبيل المثال، إذا انضم لاعب مقابل 100 مليون جنيه استرليني (136.06 مليون دولار) بعقد يمتد لخمس سنوات، فإن هذه القيمة تسجل في دفاتر النادي بمقدار 20 مليوناً (27.21 مليون دولار) سنوياً على مدى خمس سنوات.

ولهذا السبب، نرى أندية مثل تشيلسي تمنح لاعبيها عقوداً طويلة بشكل غير مألوف تمتد لتسع سنوات، حتى تنخفض القيمة السنوية المسجلة في الحسابات إلى الحد الأدنى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع مرور الوقت، تنخفض القيمة المستهلكة للاعب في سجلات النادي عاماً بعد عام. لنعد إلى مثال صفقة الـ100 مليون– بعد مرور عامين من أصل خمسة، ستكون القيمة المستهلكة المتبقية للاعب 60 مليون جنيه (81.64 مليون دولار).

الآن، لنفترض أن اللاعب بيع مقابل 75 مليون جنيه (102.05 مليون دولار).

وعلى عكس النفقات التي تقسط على عدة سنوات، فإن إيرادات بيع اللاعبين تسجل عادةً بالكامل في حسابات سنة واحدة. وحتى لو بدا أن النادي قد خسر 25 مليوناً (34.02 مليون دولار) مقارنةً بالمبلغ الأصلي المدفوع، فإن الحسابات ستظهر ربحاً قدره 15 مليون جنيه، لأن سعر البيع (75 مليوناً) يتجاوز القيمة المستهلكة المتبقية (60 مليوناً).

وهذا يعني، باختصار، أن بيع اللاعبين يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الحسابات المالية أكبر من الضرر الناتج من شراء اللاعبين، حتى لو كانت رسوم الانتقال متساوية. وبالتالي، إذا تم تبادل غارناتشو ونكونكو بنفس السعر من خلال صفقتين منفصلتين، فسيسجل ذلك كأرباح في التقارير المالية لكل من الناديين.

ومع ذلك، لا يبدو أن قواعد الربح والاستدامة هي السبب الوحيد الذي يدفع تشيلسي ومانشستر يونايتد للتفكير في هذه الصفقة الغريبة لتبادل لاعبين غير مرغوب فيهم في الدوري الإنجليزي.

نكونكو، على سبيل المثال، يتقاضى راتباً أسبوعياً يقدر بـ195 ألف جنيه استرليني (265.32 ألف دولار)، ولا يزال أمامه أربع سنوات في عقده. ولا يوجد نادٍ في أوروبا قد يفكر حتى في الاقتراب من هذا الراتب الخيالي، ما يعني أن اللاعب الفرنسي أصبح خارج نطاق القدرة المالية لأي نادٍ في القارة، ما لم يوافق على تخفيض كبير في أجره.

أما غارناتشو، فيتلقى راتباً أكثر اعتدالاً يبلغ 50 ألف جنيه استرليني (68.03 ألف دولار) أسبوعياً، لكن عقده ممتد حتى 2028، ما يجعل مانشستر يونايتد غير مستعد للتخلي عنه بثمن بخس، سواء كان خارج التشكيلة المفضلة أم لا. وهذا بدوره يعني أنه سيكون باهظ الثمن لأي نادٍ أوروبي مهتم بالتعاقد معه.

وهذا الوضع يترك كلا الناديين أمام خيارات محدودة. إما أن يحتفظا بأصولهما المزعجة، الخارجة فعلياً عن انسجام الفريق، على أمل حدوث معجزة في الأداء. أو أن يعلقا الآمال على ثروات أندية الدوري السعودي، لكن هذا الخيار يتوقف بشكل حاسم على استعداد نكونكو (27 سنة) وغارناتشو (20 سنة) للتخلي عن كرة القدم الأوروبية النخبوية مقابل المال في دوري أقل في المستوى.

أو- وهو ما يبدو الخيار الأرجح في هذه الحالة- أن ينظر الناديان إلى بعضهما البعض بوصفهما في المأزق ذاته، ويقررا تبادل المشكلات على أمل أن تنجح المغامرة.

إذا صح الخيار الثالث، فإن أفضل سيناريو ممكن يتمثل في أن الأجواء الجديدة في الدوري الإنجليزي قد تطلق أخيراً العنان لإمكانات نكونكو وغارناتشو، مما يحيي مسيرتين توقفتا في الآونة الأخيرة. ولكن حتى إذا لم يتحقق هذا الحلم الجميل، وانتهى الأمر بتشيلسي ويونايتد إلى مجرد تبادل لاعبين غير مؤثرين، فإن كلا الناديين سيكونان قد استفادا مالياً من دفعة على صعيد قواعد الربح والاستدامة.

وقد تمثل هذه الحالة أحدث صيحة في سوق الانتقالات، تلجأ إليها الأندية الكبرى، التي عزلتها قوتها المالية عن بقية أندية أوروبا، لتجاوز التحديات التي تفرضها اللوائح المالية الصارمة في كرة القدم الحديثة. على أرض الملعب، قد لا يكون لهذه الصفقات أي منطق يذكر. لكن على الورق، قد تكون الفارق الحاسم، حيث يتحول اللاعبون الهامشيون إلى بيادق مالية في لعبة شطرنج قواعد الربح والاستدامة المعقدة والمتشابكة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة