Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكراد يتزعمون عصابات تهريب البشر إلى بريطانيا

وكالة مكافحة الجريمة نفذت أكثر من 190 عملية اعتقال لمهربين منذ 2024 داخل وخارج البلاد

شرطي يقترب من قارب يحمل مهاجرين يبحرون من الشواطئ الفرنسية باتجاه بريطانيا (غيتي) 

ملخص

وقف "هجرة القوارب" يشغل حزب العمال في المملكة المتحدة منذ وصوله إلى السلطة في يوليو 2024، وعبر قوانين مختلفة أصدرتها حكومة لندن باتت السلطات المتخصصة تلاحق عصابات تهريب البشر في دول المصدر والعبور كما في الداخل، وبحسب تقارير صحافية بريطانية يتزعم أكراد من العراق غالبية تلك العصابات الناشطة على السواحل الفرنسية.

أمانج حسن زادة، كردي عراقي يبلغ من العمر 34 سنة، اعتقلته وكالة مكافحة الجريمة في بريطانيا خلال مايو (أيار) الماضي بتهمة تهريب البشر وأودع السجن لمدة 17 عاماً، كان متخفياً في منطقة "لانكشاير" ويتعاون مع 3 شركاء في وطنه الأم لنقل المهاجرين إلى المملكة المتحدة عبر أوروبا براً وبحراً، حتى باتت المجموعة من أبرز عصابات تهريب البشر التي تلاحقها السلطات المتخصصة في القارة العجوز عموماً.

تقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن عناصر "مكافحة الجريمة" سافروا إلى العراق للقبض على شركاء زادة، ومن بينهم مصرفي يدير شؤون تسلم الأموال من المهاجرين عبر نظام الحوالات، وكلفة الرحلة إلى بريطانيا باتت تراوح اليوم ما بين 3 و6 آلاف دولار تبعاً لظروف السفر وضمان الوصول إلى بر الأمان.

رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر أعلن الخميس الماضي عن اتفاق جديد مع فرنسا لضبط هجرة القوارب، وفي اليوم ذاته عبر القنال الإنجليزي 573 مهاجراً، ثم 353 في اليوم الذي تلاه، وبحساب الحد الأدنى لتذكرة المهاجر الواحد يتبين أن مهربي البشر جمعوا في اليومين المذكورين فقط أكثر من 2.7 مليون دولار.

تهريب المهاجرين اليوم يشبه تجارة المخدرات، فهو يدر أرباحاً خيالية أغرت كثيرين حول العالم، وبحلول نهاية عام 2023 قدرت باريس وجود نحو 30 شبكة تهريب على طول السواحل الفرنسية، وبحسب معهد مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في جنيف تتقاسم العصابات الكردية الأراضي بين كاليه ودونكيرك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

زعماء العصابات في غالبيتهم وفق "التايمز" يتحدرون من منطقة رانيه في إقليم كردستان العراق على الحدود مع إيران، أحد أشهر هؤلاء هو برزان مجيد الملقب بـ"العقرب" اعتقل العام الماضي من قبل السلطات الكردية عبر عملية أمنية دولية واسعة النطاق استمرت عامين للقضاء على عصابته التي كانت حينها الأقوى.

يشير تقرير لمعهد "تشاتام هاوس" عام 2024 إلى أن هيمنة الأكراد على المنطقة تعود على إلى مزيج من الجغرافيا والتاريخ وعدم الاستقرار المستمر، ويرجح أن يكون الفساد وارتفاع مستويات الفقر من العوامل المساهمة، إضافة إلى موقع رانيه التي تلتقي فيها بعض طرق الهجرة البرية من أفغانستان وباكستان والهند وإيران.

وفق تقرير الصحيفة البريطانية تتألف عصابات القوارب الصغيرة من 12 فرداً في المتوسط، ويشرف زعيمها على العملية من الخارج إما في بلده الأصلي أو دولة غربية، بعض أعضاء الشبكة يعملون مرشدين يدلون المهاجرين إلى الساحل، وآخرون يكلفون الخدمات اللوجيستية وتوصيل القوارب والوقود إلى نقطة الانطلاق، أما الباقون فيعملون حراساً يراقبون المكان ويستطلعون وجود المنافسين ودوريات الشرطة.

المهربون الألبانيون أيضاً قدموا إلى شمال فرنسا، لكنهم وفق تقرير "التايمز" يعملون في كثير من الأحيان وسطاء للزعماء الأكراد الذين يتخذون القرارات الحاسمة، ومع ازدياد الطلب وظفت العصابات مهاجرين لاستقطاب الزبائن، بعض هؤلاء بات يجني أكثر من 10 آلاف دولار أميركي شهرياً، فاستقر على سواحل فرنسا ورفض العبور للعمل في أشغال منخفضة الأجر توفرها له السوق السوداء في بريطانيا.

يقول الرئيس التنفيذي لـ"مجلس اللاجئين" إنفر سولومون إن الطلب هو محرك تجارة تهريب البشر، وعلى هذا الأساس يجب أن تبنى استراتيجيات الدول الأوروبية في مواجهة عصابات المهربين"، وهذا ما تحاول الحكومات الأوروبية فعله عبر توقيع اتفاقات مع دول في أفريقيا وآسيا لوقف الهجرة ومعالجة أسبابها المختلفة.

منذ عام 2024 شاركت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا بأكثر من 190 عملية اعتقال لمهربين في المملكة المتحدة وخارجها، وبحسب تصريحات نقلتها "التايمز" عن المدير العام للعمليات في الوكالة روب جونز "يقع جزء كبير من جرائم تهريب المهاجرين خارج المملكة المتحدة، لذلك تستهدف الوكالة العصبات في دول المصدر والعبور وسواحل فرنسا وبلجيكا، وصولاً إلى المتورطين داخل بريطانيا".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير