ملخص
يشكل تمويل أوكرانيا خلال السنتين المقبلتين في حربها مع روسيا أحد المواضيع الرئيسة على جدول أعمال اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي وحكوماته الخميس والجمعة في بروكسل.
قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليوم الأربعاء إن خطة الاتحاد الأوروبي لتمويل أوكرانيا باستخدام الأصول الروسية المجمدة "لا يمكن فرضها"، وذلك قبل قمة في بروكسل يتوقع أن تركز على هذه القضية.
وصرحت ميلوني أمام البرلمان الإيطالي ضمن خطاب ألقته قبل اجتماع المجلس الأوروبي يومي الخميس والجمعة الماضيين "هذه قرارات معقدة ولا يمكن فرضها".
وأضافت "من الواضح أن إيطاليا تعد مبدأ أن تكون روسيا أول من يدفع كلف إعادة إعمار الدولة التي هاجمتها مبدأ مقدساً، لكن يجب أن يتحقق هذا على أساس قانوني متين".
وتدفع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بخطة لاستخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لتقديم قرض لكييف بقيمة 90 مليار يورو للعامين المقبلين، إلا أن هذه الخطوة تواجه معارضة شديدة من بلجيكا التي تؤوي معظم هذه الأموال المجمدة.
محاولات طمأنة
وتخشى بلجيكا أن تعرضها هذه الخطة لردود فعل روسية، وتصر على الحصول على ضمانات قوية من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى بأنها ستتحمل أية التزامات قانونية ومالية.
ولم تفلح محاولات طمأنة الحكومة البلجيكية حتى الآن في كسر الجمود، مما ينذر بجولة مطولة من المفاوضات في القمة.
نظرياً، يمكن لقادة الاتحاد الأوروبي الآخرين تجاوز موقف بلجيكا وفرض المبادرة بغالبية ساحقة، لكن هذا الخيار لا يرجحه كثر خلال الوقت الراهن.
وقالت ميلوني إن إيطاليا أبدت دعمها للخطة "على رغم عدم موافقتنا على الأسلوب المستخدم".
ودعت إلى "توضيح الأخطار المحتملة المرتبطة بالاستخدام المقترح للسيولة الناتجة من تجميد الأصول، لا سيما تلك المتعلقة بالسمعة أو الردود الانتقامية أو الأعباء الجديدة الثقيلة على الموازنات الوطنية".
ووجهت روسيا إنذاراً شديد اللهجة الأسبوع الماضي، إذ أعلن بنكها المركزي أنه سيقاضي مجموعة "يوروكلير" المالية البلجيكية التي تحتفظ بالأصول المجمدة.
وقالت ميلوني إنه "من قصر النظر تركيز اهتمامنا على جهة واحدة تمتلك أصولاً سيادية روسية مجمدة وهي بلجيكا، في حين أن دولاً شريكة أخرى لديها أيضاً أصول مجمدة في أنظمتها المالية".
وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الأربعاء على ضرورة أن يتخذ الاتحاد قراراً في شأن تمويل أوكرانيا أثناء قمة حاسمة له هذا الأسبوع، في وقت يواجه قادته ضغوطاً للموافقة على خطة لاستخدام أصول روسية مجمدة.
وقالت فون دير لايين لنواب الاتحاد الأوروبي في ستراسبورغ بشرق فرنسا "لا يوجد تحرك للدفاع عن أوروبا أهم من دعم الدفاع الأوكراني. ستكون الأيام المقبلة حاسمة لضمان ذلك. يعود لنا أن نختار كيفية تمويل معركة أوكرانيا".
ويشكل تمويل أوكرانيا خلال السنتين المقبلتين في حربها مع روسيا أحد المواضيع الرئيسة على جدول أعمال اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي وحكوماته الخميس والجمعة في بروكسل.
قرض إعمار أوكرانيا
ومن الخيارات المطروحة لذلك استخدام أرصدة البنك المركزي الروسي المجمدة في أوروبا، والمودع معظمها في بلجيكا تحت إدارة شركة "يوروكلير"، لتمويل "قرض إعادة إعمار" لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو (105.52 مليار دولار).
وتؤيد غالبية واسعة من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد هذا الخيار، لكن بلجيكا تعارضه خشية تعرضها لإجراءات انتقامية روسية، ومخافة أن تكون الدولة الوحيدة التي تتحمل العواقب في حال حدوث مشكلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقترح الصيغة الأخيرة المطروحة توفير الدول الـ27 والاتحاد الأوروبي ضمانات لبلجيكا، لكن بروكسل لا تزال ترى أنها غير كافية.
واعتبرت فون دير لايين، أن هذه الخطوة "تهدف أيضاً إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على ضمان سلام حقيقي، سلام عادل ودائم، يحمي أوكرانيا وأوروبا"، في وقت تتكثف المفاوضات لوضع حد للحرب التي شنتها موسكو في فبراير (شباط) 2022.
وصادق أعضاء البرلمان الأوروبي الأربعاء، على قرار يحظر جميع واردات الغاز الروسي بحلول نهاية عام 2027، في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي لقطع مصادر تمويل الحرب الروسية على أوكرانيا.
وصوتت أغلبية ساحقة من النواب لصالح الحظر أثناء جلسة عامة في ستراسبورغ، لتذلل بذلك آخر عقبة رئيسة في طريق تبني الإجراء رسمياً.
إذا رفض بوتين
وذكرت وكالة "بلومبيرغ نيوز" اليوم الأربعاء، نقلاً عن أشخاص مطلعين أن الولايات المتحدة تستعد لفرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي لزيادة الضغط على موسكو في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين إبرام اتفاقية سلام مع أوكرانيا.
وقال التقرير إن الولايات المتحدة تدرس خيارات مثل استهداف سفن ما يسمى أسطول الظل الروسي المكون من ناقلات تستخدم لنقل نفط موسكو، والمتعاملين الذين يسهلون المعاملات.
ولم تتمكن "رويترز" بعد من تأكيد صحة التقرير. ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بعد على طلبات للتعليق.
وذكر التقرير أن الإجراءات الجديدة ربما يعلن عنها هذا الأسبوع.
وأضاف أن وزير الخزانة سكوت بيسنت ناقش هذه الخطوة عندما التقى مجموعة من السفراء الأوروبيين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
موقف روسيا
وقال الكرملين اليوم الأربعاء، إن موقف روسيا من نشر أية قوات أوروبية في أوكرانيا معروف على نطاق واسع، وذلك بعد أن ذكرت بعض وسائل الإعلام أن اقتراح السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ربما يشمل إرسال قوة بقيادة أوروبية إلى أوكرانيا.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موقف روسيا من نشر أية قوات أجنبية معروف وثابت ومفهوم. وعارضت روسيا مراراً فكرة نشر قوات.
وقال بيسكوف إن من غير المتوقع أن يزور المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف موسكو هذا الأسبوع. وأضاف أن روسيا تتوقع أن تبلغ الولايات المتحدة موسكو بنتائج المحادثات مع أوكرانيا بمجرد أن تكون جاهزة.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، إن القوات الروسية سيطرت على قرية هيراسيميفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك شرق أوكرانيا.
ولم يتسن لـ"رويترز" التأكد على نحو مستقل من التقرير الخاص بساحة المعركة.