Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ستارمر يعتذر من "جزيرة الغرباء" في وصف الهجرة

بريطانيا تعمل على اتفاق ثنائي مع فرنسا لإعادة اللاجئين ترفضه 5 دول في الاتحاد الأوروبي

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلقي خطابا أمام مقر الحكومة وسط العاصمة لندن (غيتي) 

ملخص

يشعر رئيس الوزراء البريطاني بـ"الندم الشديد" لاستخدامه تعبير "جزيرة من الغرباء" خلال خطاب ألقاه الشهر الماضي ووصف فيه خطر الهجرة على بلاده، وتشابه التعبير مع كلمة لوزير محافظ يميني ألقاها قبل نحو 60 عاما، والاعتذار من استعماله لم يمنع تحليله إعلاميا في اتجاهات مختلفة لم تكن في مصلحة كير ستارمر وحزبه. 

يشعر رئيس الوزراء كير ستارمر بـ"الأسف الشديد" بعد خطاب ألقاه في مايو (أيار) الماضي، وقال ضمنه إن المملكة المتحدة تواجه خطر التحول إلى "جزيرة من الغرباء" في حال فشل السيطرة على الحدود ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

وخلال مقابلة مع صحيفة "ذا أوبزرفر" قال ستارمر إنه كان يجب أن يقرأ الخطاب بعناية أكبر لعله تجنب استخدام مصطلح "جزيرة الغرباء" الذي وضع رئيس الوزراء محط انتقاد شديد شعبياً وحزبياً بسبب مقارنته بكلمة ألقاها إينوك باول عام 1968.

تعبير ستارمر شابه خطاب "أنهار الدم" الشهير الذي ألقاه الوزير المحافظ إينوك باول عام 1968، وقال خلاله إن السكان البيض في بريطانيا سيكونون "غرباء في بلدهم"،  ويعرف عن باول يمينيته الشديدة التي تمثل اتجاهاً مختلفاً عن حزب العمال.

اعترف رئيس الوزراء بأنه "نادم جداً" على استخدام التعبير الذي ورد ضمن خطاب باول، وقال إنه كان أمراً خاطئاً لكنه لم يكُن يعرف بماضي المصطلح وكذلك القائمون على كتابة خطاباته، فهو فقط أراد وصفاً يعبر عن ضرر الهجرة غير المنضبطة. 

وبعد الخطاب قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء إن "ستارمر يتحمل مسؤولية كلامه، بما في ذلك القول إن الهجرة ألحقت أضراراً كبيرة بالاقتصاد البريطاني"، لكن ذلك لم يمنع تحليل الخطاب من زوايا عدة ومختلفة إعلامياً في الأقل. 

وثمة من يرى أن ستارمر أراد التودد لليمين البريطاني، واحتواء هؤلاء الذين ينتقدون إخفاق سياسات الهجرة الحكومية خلال الأعوام الماضية، وحتى عجز حكومته عن إيقاف "مهاجري القوارب" بعد مرور عام على وصولها إلى السلطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأرقام المهاجرين عبر البحر شكلت للحكومة حرجاً كبيراً أخيراً بعدما تبين أنها وصلت إلى مستويات قياسية وبلغت خلال الأشهر الخمسة الأولى عام 2025 نحو 15 ألف لاجئ بزيادة 42 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.  

وفي يوم واحد نهاية مايو (أيار) الماضي وصل إلى البلاد نحو ألفي لاجئ على ظهر 20 مركباً أبحروا على مرأى ومسمع الشرطة الفرنسية، فانتقد النائب اليميني وزعيم حزب "ريفورم" نايجل فاراج، فشل سياسة الحكومة في ضبط الحدود.

وخطابات فاراج في البرلمان تتردد أصداؤها طويلاً وسط الشارع البريطاني، وباتت انتقاداته تؤثر في الحكومة لأنه يزداد شعبية، واتسعت قاعدة حزبه حتى بات ثاني أكبر الأحزاب في بريطانيا (230 ألفاً) بعدد الأعضاء بعد "العمال".

وتقول الاستطلاعات إن "ريفورم" قد يكسب الانتخابات العامة لو جرت اليوم، وخشية ستارمر وحزبه من هذه المعطيات تدفع الحكومة باتجاه التشدد في ملف الهجرة، لكن جميع محاولات ضبطها حتى اليوم لم تجدِ نفعاً والأرقام في ازدياد.

وآخر المحاولات البريطانية في وقف "هجرة القوارب" تتمثل في توقيع اتفاق مع باريس يتيح لهم إعادة لاجئ واحد ممن يصلوا إلى منطقة فرنسية بعيدة من الشواطئ، في مقابل قبول دخول واحد يمكن أن ينضم إلى عائلته في المملكة المتحدة.

لم يبرم الاتفاق بعد وهناك خمس دول في الاتحاد الأوروبي من بينها اليونان ومالطا وقبرص، أرسلت إلى بروكسل تعترض على تطبيقه لأنه يفتح الباب أمام فرنسا لإعادة المهاجرين الوافدين من أراضيها، لكن الأمل في إنجازه قائم ويتوقع إعلانه خلال زيارة الدولة التي يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لندن الشهر المقبل.

إضافة إلى هذا الاتفاق تأمل الحكومة البريطانية في أن تبدأ باريس قريباً بتنفيذ تشريع يسمح للشرطة الفرنسية بإجراء دوريات بعمق 300 متر داخل المياه كي تتمكن من منع القوارب الصغيرة من الإبحار إلى الشواطئ الإنجليزية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات