Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في غياب ترمب... مؤتمر أممي بإسبانيا يفتش عن 4 تريليونات دولار للتنمية

منذ عودته للبيت الأبيض ألغى الرئيس الأميركي 83 في المئة من تمويل البرامج الخارجية

بمساعدات بلغت 63 مليار دولار عام 2024 كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لعديد من الوكالات (أ ف ب)

ملخص

وفقاً للأمم المتحدة تضاعفت ديون أقل الدول نمواً ثلاث مرات خلال 15 عاماً، ويعيش نحو 3.3 مليار شخص في دول تنفق على سداد ديونها أكثر مما تنفق على الصحة أو التعليم.

يشارك خبراء وقادة دوليون بمبادرة من الأمم المتحدة في مؤتمر حول تمويل التنمية تستضيفه إسبانيا اليوم الإثنين في ظل تداعيات الأزمات العالمية والتخفيضات الكبرى في الموازنات، لا سيما من قبل الولايات المتحدة التي لن تشارك في الاجتماع.

ويتوقع أن يحضر نحو 50 رئيس دولة وحكومة في الأقل إلى مدينة إشبيلية جنوب إسبانيا للمشاركة في مؤتمر "التمويل من أجل التنمية" الذي يستمر أربعة أيام إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز و4 آلاف ممثل عن المجتمع المدني.

ويهدف المؤتمر في نسخته الرابعة منذ عام 2002 إلى إيجاد حلول لدول الجنوب التي تواجه، بحسب الأمم المتحدة، "فجوة تمويلية تقدر بنحو 4 تريليونات دولار سنوياً" لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ومن بين القادة المتوقع حضورهم إلى عاصمة إقليم الأندلس التي تشهد موجة حر شديدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسنغالي باسيرو ديوماي فاي والكولومبي غوستافو بيترو أما رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، فقد ألغى مشاركته لأسباب سياسية محلية.

ولن ترسل الولايات المتحدة أي ممثل عنها، إذ قررت في منتصف يونيو (حزيران) مغادرة طاولة المفاوضات بسبب خلاف في شأن النص المقدم للوفود، والذي اعتبرت أنه يمس بـ"سيادتها".

تحديات صعبة

ويعقد هذا اللقاء في وقت تواجه فيه المساعدات التنموية تحديات صعبة، بعد اقتطاعات كبرى أقرتها الولايات المتحدة إثر عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، إذ ألغى 83 في المئة من تمويل البرامج الخارجية التي تقدمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).

وبمساعدات بلغت 63 مليار دولار عام 2024 كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لعديد من الوكالات والمنظمات غير الحكومية التي تواجه حالياً صعوبات كبيرة، لا سيما أن دولاً أخرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة خفضت مساهماتها أيضاً.

وقالت منظمة "أوكسفام" الجمعة الماضي إن "حكومات الدول الغنية تجري أكبر تخفيضات في مساعدات التنمية منذ عام 1960"، معربة عن قلقها من أن دول الجنوب "تنحرف بصورة مأسوية عن مسارها التنموي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالنسبة إلى هذه الدول يعد الوضع أكثر حساسية نظراً إلى ارتفاع الدين العام منذ أزمة "كوفيد-19"، ووفقاً للأمم المتحدة، تضاعفت ديون أقل الدول نمواً ثلاث مرات خلال 15 عاماً. ويعيش نحو 3.3 مليار شخص في دول تنفق على سداد ديونها أكثر مما تنفق على الصحة أو التعليم.

"العالم يواجه صدمات زلزالية"

وقال غوتيريش "يجب علينا مواجهة الحقيقة: عديد من الالتزامات لم يجرِ الوفاء بها"، مضيفاً أن "العالم يواجه صدمات زلزالية تجعل حل التحديات المالية أكثر صعوبة"، في إشارة إلى النزاعات الدولية الكثيرة. وأضاف "في هذا السياق المضطرب، لا يمكننا أن نسمح لطموحاتنا بالتلاشي".

ويدعو "التزام إشبيلية" الذي سيعتمد رسمياً خلال المؤتمر، إلى مراجعة البنية المالية الدولية، لا سيما من خلال توسيع تمثيل دول الجنوب في المؤسسات الكبرى وتعزيز التعاون في مكافحة التهرب الضريبي.

وسيشكل هذا النص المؤلف من 38 صفحة، والذي سيستكمل بإعلانات أحادية الجانب ضمن "منهاج عمل إشبيلية"، نموذجاً لتمويل التنمية خلال الأعوام الـ10 المقبلة، وعلى رغم طابعه السياسي، فإنه غير ملزم قانونياً.

ويعد هذا الأمر مصدر استياء للمنظمات غير الحكومية، التي تشعر أصلاً بالانزعاج مما تعتبره غياباً للتضامن من قبل أغنى الدول. وأعربت ماريانا باولي رئيسة قسم المناصرة في منظمة "كريستيان إيد" (Christian Aid)، عن أسفها قائلة "يواصل الشمال العالمي عرقلة الإصلاحات، هذه ليست قيادة، بل إنكار".

اقرأ المزيد