Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تشيع علماء وعسكريين وترمب ينفي صفقة الـ30 مليار دولار

"الشيوخ" يرفض محاولة للحد من صلاحيات الرئيس الأميركي وعراقجي يطالبه بـ"باحترام خامنئي"

ملخص

انطلقت في طهران مراسم تشييع رسمية لـ60 من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين الذين قُتلوا في ضربات إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة. الموكب شهد حضور كبار المسؤولين، بينهم الرئيس بزشكيان وقائد فيلق القدس. تأتي المراسم وسط تهديدات أميركية جديدة، في ظل وقف هش لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

انطلقت صباح اليوم السبت في إيران مراسم تشييع رسمية لـ60 من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الـ12 يوماً بين البلدين، في اليوم الرابع لوقف هش لإطلاق النار بينما يهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمهاجمة طهران مجدداً.

ومع انطلاق التشييع في الساعة الثامنة (4.30 ت غ)، أعلن التلفزيون الرسمي "بدأت رسمياً مراسم تكريم الضحايا"، عارضاً مشاهد لحشود تجمعت في وسط طهران. وظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري.

وانطلق الموكب من ساحة انقلاب وسط طهران متوجهاً إلى ساحة آزادي التي تبعد 11 كيلومتراً ويتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة. وأغلق العديد من الإدارات والمتاجر اليوم.

ويشارك الرئيس مسعود بزشكيان في المراسم، بحسب مشاهد التلفزيون التي أظهرت كذلك قائد فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاآني. كما ظهر علي شمخاني، أحد مستشاري المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، وهو يمسك عصا بعدما أصيب في ضربة إسرائيلية.

واستهدفت إسرائيل خلال الحرب قادة عسكريين إيرانيين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيرات والقدرات الصاروخية، أمير علي حاجي زاده. وقتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته الصحافية في وسيلة إعلام إيرانية.

ويشمل التشييع اليوم ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته، وبين القتلى المشيعين أيضاً أربع نساء وأربعة أطفال.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران عن مقتل 627 شخصاً في الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة تقتصر على الضحايا المدنيين. وفي إسرائيل قتل 28 شخصاً جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية.

 

ترمب يحذر إيران

في الأثناء، توعد ترمب بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، متهماً المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالجحود.

وقال ترمب على منصة "تروث سوشيال" التابعة له "كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأميركية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته".

وأشار الرئيس الأميركي إلى إنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، مضيفا "بدلا من ذلك تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات".

ونفى ترمب أمس الجمعة تقارير إعلامية ذكرت أن إدارته بحثت إمكان مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة.

كانت شبكة "سي أن أن" وشبكة "أن بي سي نيوز" ذكرتا الخميس والجمعة على التوالي أن إدارة ترمب ناقشت في الأيام القليلة الماضية إمكان تقديم حوافز اقتصادية لإيران مقابل وقف حكومتها تخصيب اليورانيوم.

ونقلت "سي أن أن" عن مسؤولين قولهم إنه تم طرح مقترحات عدة، لكنها كانت أولية.

وكتب ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" مساء الجمعة "من هو الكاذب في إعلام الأخبار الزائفة الذي يقول إن (الرئيس ترمب يريد أن يعطي إيران 30 مليار دولار لبناء منشآت نووية غير عسكرية). لم أسمع يوماً عن هذه الفكرة السخيفة"، واصفاً التقارير بأنها "خدعة".

"الشيوخ" يؤيد ترمب

رفض مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يقوده الجمهوريون، محاولة من الديمقراطيين لمنع الرئيس دونالد ترمب من استخدام مزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس قصف إيران مجدداً. 

جاء التصويت بغالبية 53 صوتاً مقابل 47 ضد قرار صلاحيات الحرب الذي يتطلب موافقة الكونغرس على مزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران. وقد أدلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ بأصواتهم، لكن التصويت لا يزال مستمراً.

وجاء التصويت بصورة شبه كاملة على أساس حزبي باستثناء أن السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا صوت ضد القرار إلى جانب الجمهوريين، بينما صوت الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي لصالح القرار مع الديمقراطيين.

ويسعى السيناتور تيم كاين، الراعي الرئيس للقرار، منذ سنوات إلى استعادة سلطة الكونغرس الدستورية في إعلان الحرب من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وقال كاين إن أحدث مساعيه تسلط الضوء على أن الدستور الأميركي يمنح الكونغرس وحده سلطة إعلان الحرب، وإن أي عمل عسكري ضد إيران يجب أن يكون مفوضاً به صراحة من خلال إعلان حرب أو تفويض باستخدام القوة العسكرية.

ويطالب المشرعون بالحصول على مزيد من المعلومات حول الغارات الأميركية التي نُفذت على إيران الأسبوع الماضي ومصير مخزونات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب. ورفض معارضو القرار فكرة أنه كانت هناك ضرورة لتقييد سلطات الرئيس، معتبرين أن الضربة على إيران كانت عملية واحدة محدودة ضمن صلاحيات ترمب كقائد أعلى وليست بداية أعمال عسكرية مستمرة.

وقال السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي من ولاية تينيسي الذي شغل منصب سفير أميركا لدى اليابان خلال فترة ترمب الأولى إنه كان يتعين رفض هذا القرار، مشيراً إلى أن الموافقة عليه كانت ستمنع أي رئيس من التحرك سريعاً ضد دولة تناصبنا العداء منذ وقت طويل. وأضاف "يجب ألا نُكبل رئيسنا في خضم أزمة عندما تكون الأرواح على المحك".

وخلال فترة ترمب الأولى قدم كاين قراراً مماثلاً عام 2020 لتقييد قدرة الرئيس الجمهوري على شن حرب ضد إيران. وقد أقر هذا الإجراء في مجلسي الشيوخ والنواب بدعم من بعض الجمهوريين، لكنه لم يحصل على عدد كاف من الأصوات لتفادي حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس لاحقاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لهجة "غير لائقة"

من جانبه دان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت التصريحات "غير المقبولة" لترمب التي زعم فيها أنه أنقذ المرشد الأعلى علي خامنئي من "موت قبيح ومُخزٍ".

وقال عراقجي في منشور على منصة "إكس" إنه إذا كان الرئيس الأميركي لديه رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران فعليه أن يتوقف عن "اللهجة غير اللائقة وغير المقبولة" تجاه خامنئي.

وكان ترمب قال أمس الجمعة إنه منع اغتيال خامنئي، مهاجماً إياه لقوله إن طهران انتصرت في الحرب مع إسرائيل.

وحرص ترمب على الرد على خامنئي، الذي قلل الخميس من أثر الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وخاطبه قائلاً "هُزمت شر هزيمة".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض متوجهاً إلى خامنئي "أصغ إلي. أنت رجل يتحلى بإيمان عظيم، رجل يحظى باحترام كبير في هذا البلد. عليك أن تقول الحقيقة، هُزمت شر هزيمة. إسرائيل أيضاً تعرضت لضربات كبيرة. تعرضتا (إسرائيل وإيران) معاً لضربات كبيرة".

وقال خامنئي إن الرئيس الأميركي "بالغ" في تأثير الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة المستهدفة، وذلك في أول ظهور له منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

أميركا تبرر للأمم المتحدة الغارات على إيران

أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي في رسالة أمس الجمعة أن هدف الغارات الأميركية على إيران مطلع الأسبوع الماضي "كان تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع الخطر الذي يمثله حصول هذا النظام المارق على سلاح نووي واستخدامه له"، وفق وكالة "رويترز".

وكتبت القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالسعي إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية".

وبررت واشنطن الضربات بأنها دفاع جماعي عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تتطلب إطلاع مجلس الأمن المكون من 15 عضواً فورا بأي إجراء تتخذه الدول دفاعاً عن النفس ضد أي هجوم مسلح.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار