ملخص
عقب الضربات الأميركية لمنشآتها النووية، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، مما أنذر باضطراب واسع في تجارة النفط والغاز العالمية. يكتسب المضيق أهميته من كونه معبراً رئيساً يمر عبره نحو خُمس النفط العالمي.
هددت إيران بإغلاق طريق رئيس لشحن النفط رداً على ضربات أميركية "مدمرة" استهدفت ثلاثة من مواقعها النووية – وهي خطوة قد يكون لها أثر حاد في الاقتصاد العالمي.
نواب البرلمان الإيراني كانوا قد صوتوا لمصلحة إغلاق مضيق هرمز، الممر التجاري الذي تمر عبره نسبة كبيرة من النفط والغاز العالميين. هذه الخطوة أقلقت المستثمرين، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط بنحو 10 في المئة منذ الضربات الأميركية لإيران.
يأتي ذلك بعدما أسقطت سبع قاذفات شبح أميركية 14 قنبلة خارقة للتحصينات، زنة كل منها 30 ألف رطل (13,600 كيلوغرام)، على المنشآت النووية الإيرانية في وقت مبكر من صباح الأحد، ضمن عملية أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل".
ومع ذلك فإن قرار البرلمان الإيراني غير ملزم، إذ يتطلب أي قرار نهائي موافقة كبار المسؤولين الأمنيين في البلاد، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية.
فما هو مضيق هرمز؟ وكيف يمكن أن يؤثر إغلاقه على تجارة النفط والغاز العالمية؟ إليكم نظرة في ما يلي.
ما هو مضيق هرمز؟
يقع مضيق هرمز بين عمان وإيران، ويربط الخليج الواقع شماله بخليج عمان إلى الجنوب، ومن ثم ببحر العرب.
يبلغ عرضه 21 ميلاً (33 كيلومتراً) في أضيق نقطة، ويبلغ عرض ممر الشحن البحري ثلاثة كيلومترات فقط في كل اتجاه.
ويمر عبر هذا المضيق، الواقع ضمن المياه الإقليمية الإيرانية، نحو خمس إمدادات النفط العالمية وثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال.
لماذا يعد المضيق مهماً؟
بين بداية عام 2022 ومايو (أيار) 2025، تدفق عبر مضيق هرمز يومياً ما بين 17.8 مليون و20.8 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات [النفط الخفيف المتكثف] والوقود.
تصدر المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة "أوبك"، معظم نفطها الخام عبر المضيق، وتتجه غالبية هذه الصادرات نحو آسيا.
وتسعى الإمارات والسعودية، اللتان تعارضان النفوذ الإيراني في المنطقة، إلى تطوير مسارات بديلة لتجاوز المضيق.
كما ترسل قطر التي تعد من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، غالبية صادراتها من الغاز عبر مضيق هرمز.
كيف يمكن أن يؤثر إغلاقه في تجارة النفط والغاز العالمية؟
بحسب وكالة "بلومبيرغ"، يمكن لإيران أن تمنع عبور الناقلات العملاق التي تنقل النفط والغاز إلى الصين وأوروبا وغيرها من المناطق المستهلكة للطاقة.
وفي حال حدوث ذلك، من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بشدة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، بحسب الوكالة.
وقد حذرت كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الإثنين من أن إغلاق إيران للمضيق سيكون "خطوة خطرة" و"لن تكون في صالح أحد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كالاس ذكرت لصحافيين قبيل اجتماعها مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، "هناك مخاوف كبيرة من أعمال انتقامية وتدهور إضافي في هذا النزاع، لا سيما أن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز سيكون تطوراً بالغ الخطورة ولن يعود بالنفع على أي طرف".
ما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه الصين؟
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، كان قد دعا الصين إلى ممارسة الضغط على إيران لثنيها عن إغلاق المضيق.
وقال في مقابلة مع "فوكس نيوز" الأحد، "أدعو الحكومة الصينية على التواصل معهم بهذا الشأن، لأن اعتمادهم على مضيق هرمز للحصول على النفط كبير جداً".
وأضاف "إذا أقدمت إيران على هذا الفعل، فسيكون ذلك خطأ فادحاً آخر. سيكون بمثابة انتحار اقتصادي بالنسبة إليها. لدينا خيارات للتعامل مع هذا الوضع، لكن على الدول الأخرى أن تفكر أيضاً في تبعاته، لأن الضرر سيصيب اقتصاداتها بصورة أكبر بكثير من اقتصادنا".
روبيو ذكر أيضاً أن خطوة كهذه ستكون تصعيداً هائلاً قد يستدعي رداً من الولايات المتحدة.
© The Independent