Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وسيم الأسد... "عراب الكبتاغون" في مصيدة الأمن

عملية استخباراتية أمنية نجحت في استدراجه إلى حمص واعتقاله لمحاكمته داخل سوريا

بعد عملية أمنية نوعية سقط وسيم الأسد في قبضة الأمن (وزارة الداخلية السورية)

ملخص

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، إن وسيم الأسد يعد المسؤول الأول عن تأسيس وتوسيع تجارة "الكبتاغون" في سوريا، وأحيل إلى القضاء تمهيداً لمحاكمته محاكمة عادلة، مع مواصلة الدولة جهودها القانونية لاسترداد الأموال المنهوبة داخلياً وخارجياً.

ليس وحدها قرابة دم تربط وسيم الأسد أشهر قادة الميليشيات المسلحة في الصراع السوري بالرئيس المخلوع بشار الأسد، هي التي دفعته للاشتراك في سفك دماء السوريين والمعارضين لنظام حكم ديكتاتوري طوال نصف قرن، بل طمعه بجني ثورة طائلة من تجارة المخدرات والمواد الممنوعة وغسل الأموال وتزعمه لعصابة امتهنت القتل والخطف، ظلت تنشط حتى ليلة سقوط الأسد.

ففي عملية أمنية نوعية سقط وسيم الأسد لينتظر محاكمته بعد فيض من غيض جرائم وانتهاكات، وعمليات عنف تسبب بها في حق الشعب، وهي عملية لافتة للنظر من جهة نوعية الشخصية التي كثيراً ما استفزت الشارع السوري بكل أطيافه من جهة دقة التنفيذ، واستجرار أكبر تجار المخدرات وأحد زعماء الميليشيات المسلحة.

ومع أن السوريين بانتظار تفاصيل عن العمل الاستخباراتي، تشير المعلومات الأولية الواردة إلى اعتقال وسيم في قرى تلكلخ بريف حمص الغربي وسط سوريا، قالت وزارة الداخلية في بيان لها، "إنه في إطار عملية أمنية محكمة تمكن جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع الجهات المتخصصة في وزارة الداخلية من استدراج المجرم وسيم الأسد الذي يعد من أبرز تجار المخدرات، والمتورطين في عدة جرائم خلال فترة النظام البائد".

وأضاف البيان "نفذت العملية بواسطة إحدى فرق إدارة المهام الخاصة التابعة للوزارة، وذلك من خلال مكمن محكم أسفر عن اعتقاله بنجاح. وتعكس هذه الخطوة التزامنا القوي بمكافحة الجريمة، وتحقيق العدالة".

بينما تشير معلومات أخرى عن استدراجه عبر مكمن وإيهامه بسهولة الدخول إلى الأراضي السورية عبر بطاقة أمنية مزورة بهدف استخراج سبائك ذهبية وثورة في إحدى المزارع بقرية بريف حمص القريبة من الحدود اللبنانية.

عصابة داخل الدولة

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، إن وسيم الأسد يعد المسؤول الأول عن تأسيس وتوسيع تجارة "الكبتاغون" في سوريا، وأحيل إلى القضاء تمهيداً لمحاكمته محاكمة عادلة، مع مواصلة الدولة جهودها القانونية لاسترداد الأموال المنهوبة داخلياً وخارجياً.

وأوضح البابا خلال لقاء تلفزيوني أن عملية اعتقال وسيم استغرقت قرابة ستة أشهر، واتبعت مسارات متعددة شملت الهندسة الاجتماعية، ومساراً تقنياً، وآخر ذا طابع قانوني، إضافة إلى جوانب تتعلق بالعلاقات العامة، وتمكنت الجهات المتخصصة في النهاية من استدراجه وتنفيذ عملية توقيفه.

ولفت الانتباه إلى أن وزارة الداخلية، بصفتها جهة تنفيذية، تولت التحقيق وفق الأصول وبعدها أحيلت القضية إلى القضاء ووزارة العدل، واتخاذ الإجراءات القانونية لضمان عدم إفلات وسيم الأسد من العقاب.

وظل وسيم الأسد تربطه بالرئيس السابق صلة قرابة أولاد عمومية من جهة الرئيس الأب (حافظ) يتفاخر بالعنف المفرط في حق المعارضين للحكم.

ويقول ناشطون، إن ترك وسيم يمارس هذه الانتهاكات يعني رضا كبار صناع القرار من الأسرة الحاكمة حينها عن هذه التصرفات، الذي استشعر بالخطر كبقية أفراد العائلة، لا سيما الشخصيات العسكرية منهم من خروج التظاهرات بالحراك الثوري عام 2011 والتي بقية "سلمية" حتى عام 2013 مارس وممارسة أنواع التنكيل بالمتظاهرين.

يروي مصدر مطلع أنه عام 2013 مارس وسيم الخطف وأعمال الاعتقال، والتصفية الجسدية وعلى مرأى ومسمع من القيادة السورية آنذاك، بل كثير من الانتهاكات كانت بطريقة مصورة، منها بالصورة وأخرى مرئية من دون توقيفه أو ردعه.

ويسرد المصدر في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، عن وجود وسيم بصورة شبه دائمة في فندق في دمشق ليعقد صفقات مع عدد من الوسطاء للإفراج عن معتقلين من المعارضين يمكثون في سجون الأسد وأقبية الاستخبارات مقابل مبالغ مالية.

وعكست ظهور صورة ابن عم بشار الأسد المحاط بالمرافقة وبأسطول من المركبات الفارهة بصورة مستفزة في وقت تعيش البلاد حال حصار، وتردياً اقتصادياً غير مسبوق مع اتساع العقوبات الأميركية وتزايدها بشدة عام 2019 حين أقر الرئيس دونالد ترمب في ولايته الأولى قانون قيصر أو سيزر بل وتركت الإطلالات المسجلة عبر وسائل التواصل لوسيم الأسد مطالباً الشعب بالصبر والصمود والوقوف مع الدولة بينما يعيش حال الرخاء بسخط من قبل الموالين للنظام السوري، ولعامة الشعب الذي يقف موقفاً محايداً من الدولة السورية آنذاك.

المخدرات والثروة

في غضون ذلك يعود نشاط وسيم في تجارة المخدرات قبل اندلاع الثورة السوري لكنها بعد عام 2011 تطورت أكثر واتسعت وباتت أكثر تنظيماً بعد اعتماد النظام البائد على "الكبتاغون" كطريقة أساسية عقب فقدان القطع الأجنبي من الخزانة بسبب العقوبات الغربية، وبلغت عائداتها نحو 57 مليار دولار سنوياً بحسب تغريدة نشرتها عام 2023 المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روزي دياز.

وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية وكذلك الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة العقوبات لدوره بالشبكة الإقليمية لتهريب المخدرات، وهي بالتالي تدر ثروة طائلة للأسد الذي تسبب بجر البلاد نحو دمار واسع النطاق منه دمار اقتصادي جعل من الشعب السوري يصنف ضمن الشعوب الأفقر عالمياً بالدخل، وعلى حافة الجوع في وقت يبني وسيم الأسد وأمثاله إمبراطوريات مالية غير مشروعة يذهب جزء هائل منها إلى دعم الأسد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وارتبط اسم وسيم الأسد السوري باللبناني، نوح زعيتر المعروف بتجارة المخدرات وتأسيس شبكة فساد عبر تصنيع وتصدير المخدرات وحبوب "الكبتاغون" نحو دول عربية وخليجية وأوروبية كما تعاونا في إنشاء معامل "كبتاغون" في ريف اللاذقية بقرية الشير بحماية من قوات ما تسمى الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس وقائد الفرقة.

الرفاهية أمام أفواه جائعة

لقد فر وسيم الأسد برفقة قادة في الفرقة الرابعة إلى لبنان عبر معابر غير شرعية بين البلدين، وترجح أوساط أمنية أنه لاقى ترحيباً وحماية خاصة من شريكه اللبناني زعيتر وسط تكهنات عن عملية استدراج له إلى ريف حمص وترصده بعد وصوله لحضور اجتماع، خصوصاً أنه شكل بعد وصوله إلى لبنان قوة عسكرية عمادها من قادة وضباط وعناصر جيش النظام السابق أو ما يطلق عليهم "فلول النظام" وسمى هذه القوة "قوة الإسناد".

وباتت عيون أجهزة الاستخبارات بالسلطات الجديدة مفتوحة على الحدود السورية اللبنانية والمعابر غير الشرعية، خصوصاً بعدما ساعدت هذه الجغرافيا الواسعة والمتداخلة في هرب آلاف الشخصيات العسكرية والأمنية خارج البلاد.

وكشفت الأجهزة الأمنية في سوريا وصول أجهزة تجسس إسرائيلية إلى البلاد أواخر أبريل (نيسان) الماضي ضمن شحنات تضم مستلزمات الطاقة الشمسية دخلت عبر ميناء اللاذقية، ومعبر المصنع الحدودي مع لبنان، وتداولت تقارير إعلامية عن صلة وسيم الأسد بها وكانت قد وصلت إلى شخصيات كانت ذات صلة بقادة بالفرقة الرابعة، سيئة السمعة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير