ملخص
تشهد خريطة سينما موسم عيد الأضحى انقلاباً جذرياً وتخلو للمرة الأولى منذ أعوام طويلة من وجود أفلام جديدة، ويتنافس فيلمان فقط هما "ريستارت"، و "المشروع إكس"، وعرضا بعيدا من اليوم المقدس لعرض أفلام الأضحى وهو "ليلة الوقفة"
تعود الجمهور المصري منذ أعوام طويلة أن يكون موسم عيد الأضحى هو الموسم الأكبر والأضخم سينمائياً على الإطلاق، فيتنافس خلاله أكبر النجوم وأضخم الأفلام لأنه الموسم الأطول، إذ يشمل أيام العيد وفصل الصيف الذي يمتد لأكثر من ثلاثة أشهر.
انقلاب جذري
تشهد خريطة سينما موسم عيد الأضحى انقلاباً جذرياً وتخلو للمرة الأولى منذ أعوام طويلة من وجود أفلام جديدة، ويتنافس فيلمان فقط هما "ريستارت"، و "المشروع إكس"، وعرضا بعيدا من اليوم المقدس لعرض أفلام الأضحى وهو "ليلة الوقفة".
وبدأ موسم ما قبل عيد الأضحى تحديداً في الـ18 من مايو (أيار) الماضي بعرض فيلم "المشروع إكس" بطولة كريم عبد العزيز وياسمين صبري وإياد نصار وماجد الكدواني وأحمد غزي، وعدد من ضيوف الشرف مثل مصطفى غريب وأحمد العوضي وأمير كرارة وكريم محمود عبدالعزيز وهنا الزاهد، والفيلم من تأليف وإخراج بيتر ميمي، وصُور في عدد من الدول مثل تركيا والسلفادور وإيطاليا والمجر.
وتدور الأحداث حول يوسف الجمال عالم المصريات الذي تتعرض زوجته للقتل ويُتهم بالجريمة، ومقابل براءته تتفاوض معه إحدى الجهات للكشف عن لغز الهرم الأكبر، ويسعى يوسف إلى حل الغموض مستعيناً بصديقته المقربة وشقيقها، ويتنقلون من بلد إلى آخر للعثور على مخطوطات تكشف عن الحقيقة، وتتصاعد الأحداث لتشهد كثيراً من المفاجآت والمخاطرات.
وحقق الفيلم منذ أيام عرضه إيرادات جيدة على رغم ظروف الطرح غير الجيدة، نظراً إلى أن الموسم الدراسي لم ينتهِ بعد واقترب العمل من تحقيق نحو 50 مليون جنيه (مليون دولار).
وفي نهاية مايو الماضي، طرح تامر حسني فيلم "ريستارت" الذي أُجّل عرضه من قبل في عيد الفطر الماضي، خوفاً من المجازفة بموسم غير مربح مادياً، حسب ما تردد وقتها.
وفضل صناع الفيلم عرضه في موسم أكثر أماناً واتساعاً من ناحية فرص الإقبال الجماهيري وتحقيق الإيرادات المطلوبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم تفضيل تامر حسني وصناع فيلمه البعد من العيد السابق خوفاً من المجازفة، لكن حساباته خالفها الحظ فحققت الأفلام المعروضة حينها إيرادات فاقت التوقعات.
ويناقش فيلم "ريستارت" قضية الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي وما يترتب على ذلك من مشكلات نفسية وأسرية من شأنها تخريب العلاقات والخصوصية، بحثاً عن المشاهدات والإغراءات التي تحققها المنصات والتطبيقات الإلكترونية.
والفيلم بطولة باسم سمرة ومحمد ثروت وعصام السقا وهنا الزاهد وإخراج سارة وفيق في ثالث تعاون مع تامر حسني بعد فيلمي "مش أنا" و"تاج" الذي عرض العام قبل الماضي.
وحقق الفيلم إيرادات إجمالية منذ عرضه تقترب من 15 مليون جنيه مصري خلال أسبوع (300 ألف دولار).
الحصان الأسود
وما زال فيلم "سيكو سيكو" الحصان الأسود الذي كسر المقاييس وتعدى التوقعات، فظل محافظاً على استمرارية عرضه على رغم طرحه منذ عيد الفطر، ويقترب الفيلم حالياً من تحقيق إيرادات تصل إلى 190 مليون جنيه مصري (نحو 3.9 مليون دولار).
والفيلم من بطولة عصام عمر وطه الدسوقي وتارا عماد وباسم سمرة وعدد من الوجوه الشابة، وهو من إخراج عمر المهندس.
وتدور الأحداث حول شابين فقيرين تجمعهما قرابة، يرثان عن عمهما ثروة ضخمة، فيظنان أنهما خرجا من أزمة الفقر، لكنهما يكتشفان أن الثروة عبارة عن مادة مخدرة يجب بيعها كي يحصلا على سعرها الضخم، فينشئ الشابان منصة إلكترونية أو تطبيقاً لبيع الممنوعات، وتتصاعد الأحداث وتنقلب الأمور بصورة غير متوقعة.
وقبل أيام رُفعت أفلام عدة من دور العرض، نظراً إلى ضعف إيراداتها اليومية ولإتاحة الفرصة لأكبر عدد من دور العرض لطرح الفيلمين الرئيسين لعيد الأضحى، ورُفع رفع فيلم "نجوم الساحل" لأحمد داش وميان السيد وعلي صبحي وأحمد عبدالحميد، وفيلم "الصفا الثانوية بنات" لعلي ربيع وأوس أوس، إضافة إلى فيلم "استنساخ" لسامح حسين وهبة مجدي بسبب إيراداته الهزيلة.
العرض مستمر
وجود ثلاثة أفلام فقط بدور العرض المصرية وعدم الاحتفاء بطرح أفلام جديدة لمناسبة عيد الأضحى كما هو معتاد، يؤكدان حدوث تغير جذري ومتعمد في خريطة العرض السينمائي المصري يعود لتراكمات وأسباب مباشرة أهمها أن الأفلام أصبحت قادرة على تحقيق إيرادات ضخمة، بعيداً من هواجس وثوابت قديمة تروج لما يسمى "المواسم الأكثر نجاحاً و ربحاً".
ومن المؤكد أنه لم يعُد هناك ضمانة أو حسابات دقيقة ترجح كفة عرض أي فيلم في وقت معين، والدليل تحقيق أفلام خلال موسم الشتاء مثل فيلم "الحريفة 2" إيرادات فاقت كل التوقعات واقتربت من 150 مليون جنيه (3 ملايين دولار)، وهو رقم ضخم جداً لم يتحقق حتى في أي موسم صيف أو عيد أضحى إلا من خلال فيلم واحد فقط وهو "ولاد رزق: الضربة القاضية"، كما حقق فيلم "الهوى سلطان" لمنة شلبي وأحمد داوود نحو 85 مليون جنيه مصري (مليون و700 ألف دولار) وعرض أيضاً خلال موسم الشتاء الماضي.
وبلغة الأرقام كسرت هذه الإيرادات "تابوهات" ومسلمات سينمائية سيطرت من قبل على حسابات المنتجين وموزعي السينما، وفرضت مرونة جديدة تتيح عرض الأفلام طوال العام في أوقات مختلفة من دون وجود حال الرعب من الإيرادات الهزيلة بسبب موسم الشتاء الذي يُعرف بقلة الإقبال الجماهيري بسبب الطقس البارد وانشغال الأسر والشريحة العظمي من الجمهور بالموسم الدراسي.
وفي سياق متصل حطم فيلم "سيكو سيكو" المعتقدات السلبية بموسم عيد الفطر ومدى محدوديته في تحقيق إيرادات ضخمة، أو عدم قدرته على الصمود بعمل ضخم إنتاجياً، فحقق الفيلم الذي تقوم ببطولته مجموعة من الشباب إيرادات خيالية دفعت الجميع إلى تغيير أفكارهم بصورة جذرية.
أفلام يوليو
وفتح تغير الخريطة السينمائية وتوزيع الأفلام الباب لعرض أفلام خلال مواسم بعيدة من الأعياد، إذ سيصبح يوليو (تموز) المقبل موسماً سينمائياً يعقب عيد الأضحى، ومن المقرر أن تطرح خلاله في دور العرض مجموعة جديدة من الأفلام على رأسها الفيلم الكوميدي "أحمد وأحمد" الذي يجمع في بطولته أحمد السقا وأحمد فهمي للمرة الأولى معاً.
ومن المتوقع طرحه في الـ10 من يوليو بعد أن كان سيشارك في عيد الأضحى وفضل صناعه تأجيله لوقت آخر، خصوصاً أن أعمال المونتاج لم تنتهِ بعد.
والفيلم من تأليف أحمد درويش وإخراج أحمد نادر جلال، وتشارك في بطولته غادة عبدالرازق وجيهان الشماشرجي وعلي صبحي ومحمد لطفي ورشدي الشامي وإبراهيم الحجاج وأوس أوس وحاتم صلاح.
وبعد أسبوع من عرض "أحمد وأحمد"، سيُطرح فيلم "درويش" بطولة عمرو يوسف، إلى جانب مجموعة من النجوم من بينهم دينا الشربيني ومحمد شاهين.
قائمة انتظار
وهناك أفلام عدة وضعها صناع السينما المصرية على رأس قائمة الانتظار للعرض خلال أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) المقبلين، ومن بينها فيلم "الجواهرجي" بطولة منى زكي ومحمد هنيدي وأحمد صلاح السعدني ولبلبة وعارفة عبد الرسول وريم مصطفى وتارا عماد، وهو من تأليف عمر طاهر وإخراج إسلام خيري.
وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول تاجر مجوهرات يقع في كثير من المتاعب والمواقف المحرجة بسبب زوجته.
ومن الأفلام المرشحة للعرض خلال الصيف فيلم "أسد"، بطولة محمد رمضان ورزان جمال وماجد الكدواني وشريف سلامة وخالد الصاوي وعلي قاسم وإسلام مبارك ومحمود السراج وعدد آخر من الفنانين، وهو من تأليف وإخراج محمد دياب. والفيلم يتحدث عن حقبة من التاريخ المصري فترة
حكم المماليك، وتدور القصة حول تمرد العبيد وبطولاتهم في مواجهة الظلم والطغيان.
وأخيراً من المرجح عرض فيلم "روكي الغلابة" في نهاية الصيف بعد سلسلة من التأجيلات، وتشارك في بطولته دنيا سمير غانم ومحمد ممدوح ومحمد ثروت وبيومي فؤاد ومحمد رضوان، وعدد من ضيوف الشرف أبرزهم المطرب أحمد سعد.
والفيلم من تأليف كريم يوسف وإخراج أحمد الجندي ومن إنتاج محمد أحمد السبكي، ويدور حول شخصية "بودي غارد" تتولى حماية الفنان محمد ممدوح، مما يخلق كثيراً من المفارقات والمواقف الكوميدية طوال الأحداث.