عيد الأضحى يعيد "الضحكة" إلى السينما المصرية

مع بدء العد التنازلي على فتح دور العرض السينمائي المصرية أبوابها تزامناً مع موسم أفلام عيد الأضحى رفع وجود مجموعة من الفنانين، على غرار كريم عبدالعزيز وأمير كرارة وأحمد فهمي وياسمين صبري وتامر حسني ودينا الشربيني، من مستوى المنافسة هذا العام.

وعلى رغم أن موسم عيد الأضحى في مصر يتميز كعادته بأفلام ضخمة إنتاجياً ومن ناحية جماهيرية نجومها وتجمع بين "الأكشن والدراما" ولا يشترط أن تكون كوميدية، فإن معظم النجوم وبعد الخروج من أعمال ثقيلة ومسلسلات رمضانية لا تزال قريبة زمنياً بالنسبة إلى المشاهد قرروا أن تكون الكوميديا هي الشعار الأول، علاوة على فنانين غائبين منذ فترة سينمائياً مثل أمير كرارة وأحمد فهمي وياسمين صبري.

أولى مفاجآت موسم أفلام عيد الأضحى هي عودة كريم عبدالعزيز إلى الكوميديا من خلال فيلم "بيت الروبي"، بعد فترة من التوقف عن الكوميديا وتقديم أعمال درامية وسينمائية جادة مثل فيلم "الفيل الأزرق" بجزأيه و"كيرة والجن" والجزأين الثاني والثالث من مسلسل "الاختيار".

تعاون مميز قاد كريم عبدالعزيز في فيلمه الذي افتتح به الموسم قبل عيد الأضحى بنحو أسبوع مع كريم محمود عبدالعزيز ونور اللبنانية وتارا عماد والمخرج بيتر ميمي الذي أخرج له مسلسل "الاختيار"، ويتعاون معه كذلك في مسلسل "الحشاشين" الذي يتم تصويره حالياً.

يدور العمل الذي اقتربت إيراداته من 13 مليون جنيه حتى الآن (433 ألف دولار) حول إبراهيم الروبي، وهو مهندس تعرض لأزمة جعلته يترك القاهرة مع أسرته ويعيش في إحدى القرى السياحية المنعزلة، لكنه بدافع إنهاء إجراءات الميراث يضطر إلى العودة إلى العاصمة بصحبة شقيقه، ويتعرض لمواقف تجعله من أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

كريم عبدالعزيز قال في حديث إلى "اندبندنت عربية" إنه اختار فكرة الفيلم لأهمية وخطورة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حياة المصريين والعرب، حيث أصبحت شعلة من النار في أيدي البعض يستخدمونها لصالح من يشاؤون ويؤذون من يريدون، وهي سلاح ذو حدين، ويجب على الجميع الحذر لأن هناك بيوتاً وحياة تدمر بفعل الاستخدام السيئ والفاضح لحياة الناس الخاصة.

وتابع "قررت تقديم العمل بعد شوط من الأعمال الجادة والدرامية الثقيلة، فقد قدمت عدداً من الموضوعات السياسية والاجتماعية والدرامية وأردت أن أطل بمساحة كوميدية خفيفة وهادئة، ووجدت ذلك عندما قرأت فيلم بيت الروبي الذي أراه هادفاً وفي الوقت نفسه بسيطاً ويمس كل أسرة مصرية وعربية في ظل اجتياح مواقع التواصل الاجتماعي لحياتنا".

"بعبع" كرارة

بعد فيلمه "كازابلانكا" عام 2019 وغياب دام أربع سنوات عن السينما، يعود الفنان المصري أمير كرارة بفيلم "البعبع"، وهو يندرج تحت قائمة أفلام الأكشن الكوميدي، بعد تجارب نجح فيها بمجال الأكشن السياسي والموضوعات الاجتماعية. ويقدم كرارة شخصية المجرم "سلطان" الذي يقرر أن يتوب عن أعماله غير المشروعة هو وصديقه المقرب، ويلتقي بمحض الصدفة طبيبة صيدلانية تقوم بدورها ياسمين صبري، وتواجه الطبيبة وسلطان وصديقه مفارقات كوميدية بسبب التعرض لعصابات تريد إعادته إلى الإجرام.

"البعبع" هو ثاني عمل يجمع بين أمير كرارة والمخرج حسين المنباوي، بعد مسلسلهما الرمضاني الأخير "سوق الكانتو"، وهو أول لقاء بين كرارة وياسمين صبري التي تعود إلى السينما بعد غياب خمس سنوات منذ آخر أفلامها "الديزل".

"مستر إكس"

الفنان المصري أحمد فهمي يعود أيضاً إلى السينما بعد غياب أربع سنوات منذ آخر أفلامه "الكويسين" في 2019، وينافس في موسم العيد بفيلم "مستر إكس" وهو كوميدي فانتازي. وبهذا الفيلم يقفز فهمي مرة أخرى إلى منطقة أفلام الفانتازيا التي غاب عنها لفترة قدم فيها أعمالاً درامية مثل مسلسل "سره الباتع" وفيلم "العارف" وكذلك مسلسل "السفاح" المنتظر عرضه قريباً، وتعمد بهذه الأعمال أن يكون بعيداً تماماً عن الكوميديا.

ويجمع "مستر إكس" فهمي بعدد من النجوم مثل بيومي فؤاد وباسم سمرة وأوس أوس ورحاب الجمل ومحمود حافظ ومحمد أنور، ومن إخراج أحمد عبدالوهاب وتأليف أماني السويسي، ويشارك عدد كبير من ضيوف الشرف بالفيلم مثل أكرم حسني وعمرو يوسف ومصطفى خاطر وريم مصطفى وصبري فواز والرياضيين إبراهيم فايق ومجدي عبدالغني وبيج رامي. ويجسد فهمي دور صاحب شركة تقوم بمساعدة الرجال على تطليق زوجاتهم وتحمل اسم "أبغض الحلال".

بطل خارق

وبشخصية خيالية وبطل خارق يشارك تامر حسني بالموسم السينمائي الجديد من خلال فيلم يحمل اسم "تاج"، وتدور الأحداث في إطار كوميدي، يظهر في الفيلم بشخصيتين لأخوين توأم هما "هارون" "وتاج". يكتشف "تاج" امتلاكه قوى خارقة تشبه سوبر مان مما يوقعه في مشكلات ومفارقات كوميدية متعددة، ويشارك في البطولة دينا الشربيني وهالة فاخر وعمرو عبدالجليل وساندي، والفيلم من تأليف تامر حسني وإخراج سارة وفيق.

وتحدث تامر حسني عن صعوبات العمل قائلاً إنه تطلب تمرينات لياقة بدنية ضخمة جداً، كما استلزم تقنيات عالية لتنفيذ مشاهد الطيران والخدع. أضاف أن الفيلم حالة خاصة جداً لأنه يعتبر أول عمل يتناول بطلاً خارقاً بالسينما المصرية الحديثة.

توقعات الماراثون

الأفلام الأربعة قد يكون من الصعب التوقع بنجاحها جماهيرياً، إذ يختلف ذوق الجماهير وإقبالهم بالتالي الإيرادات المتوقعة. وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي "الموسم هذا العام قوي ويشهد عودة نجوم غائبين ومؤثرين على الساحة، والمنافسة شرسة جداً، وقد يكون هناك توقعات مبدئية بخاصة أن فيلم بيت الروبي طرح قبل أسبوع من عيد الأضحى، وهو الوحيد الذي نستطيع الحكم عليه حالياً".

الشناوي تحدث عن أن "بيت الروبي" لا يصنف فيلماً للعيد فهو خال من الأكشن، ومن الذكاء أن صناعه عرضوه قبل العيد بفترة لأنهم يعون جيداً أنه لن يحقق إيرادات جيدة في العيد وقد يكون رابع الأفلام من حيث ترتيب الإيرادات.

وتابع طارق "الفيلم ضعيف جداً والإفيهات (الجمل الكوميدية) غير موفقة، وكريم عبدالعزيز نجم كبير وله جمهور وعليه أن يقف مع نفسه قليلاً ليراجع حساباته في ما يخص أعماله الكوميدية تحديداً، فمثلاً فيلمه السابق (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) كان أيضاً غير جيد بالمرة".

وبالنسبة إلى أفلام كريم عبدالعزيز مثل "كيرة والجن" و"الفيل الأزرق" قال الناقد الفني المصري إنها "أفلام مهمة جداً وتعتمد على قدرات ووجهة نظر ورؤية مخرج متميز ومحنك مثل مروان حامد فهو مدرسة فنية في حد ذاته".

الحصان الأسود

وحول فيلم "مستر إكس" لأحمد فهمي توقع الشناوي نجاحاً كبيراً جداً وقد يكون الحصان الأسود في سباق عيد الأضحى السينمائي، موضحاً أنه يعتمد على الكوميديا الذكية والإفيهات المصنوعة بجودة والإيقاع السريع مثلما ظهر في الإعلان التشويقي، كما أن أحمد فهمي من أكثر النجوم الجيدين في الكوميديا وفي الكتابة الكوميدية هو الأبرز والأذكى بين زملائه.

وأضاف الشناوي أن "فهمي لا يعتمد على الغناء ولا الأكشن ولا أسماء نجوم كبيرة وضخمة في (مستر إكس)، ولذلك فنجاحه المتوقع أعتبره مثل الحصان الأسود وسيفاجئ الجميع".

 واختتم الشناوي بأن اختيار أحمد سعد لغناء الأغنية الدعائية للفيلم "اختياراتي مدمرة حياتي" رائع وموفق وأحدث ضجة، بخاصة أن الأغنية مست الناس وتصدرت الترند والجميع يتغنون بها، وأصبح سعد تميمة حظ، ويعرف ماذا يقدم ليصل إلى الناس عبر بعض الأغنيات المهمة بالأفلام السينمائية.

وعن عودة أمير كرارة بفيلم "البعبع" ذكر طارق الشناوي "أمير نجح كثيراً في مجال الأكشن والدراما الاجتماعية والسياسية، وينتظره جمهور كبير جداً، ومن المتوقع أن يحصد إيرادات جيدة إذا كان الفيلم على مستوى أعماله السينمائية السابقة".

تغير سينما المطرب

وفي تشريحه لفيلم "تاج" قال الشناوي إن بطله تامر حسني له جمهور كبير جداً وهو الآن اسم قوي في السينما المصرية مثلما هو مطرب له وضعه، وهو ينتج لنفسه أخيراً بحكم أنه يحقق إيرادات كبيرة في الخليج والدول العربية، لذلك وجد أنه من الذكاء ألا يشاركه منتج دخيل في إيراداته. وأعاد التذكير بأن عبدالحليم حافظ فعل الأمر نفسه حيث كان ينتج لنفسه عن طريق "صوت الفن".

واختتم الشناوي حديثه بالإشارة إلى أن صورة المطرب تغيرت كثيراً في السينما، فقديماً كان لا يمكن رؤية عبدالحليم حافظ أو محمد فوزي أو فريد الأطرش يخوضون معارك، ولا يخلعون ثيابهم ليكشفوا عن عضلات أو ما شابه، لكن المطرب حالياً وفي عصر تامر حسني يتم تقديمه بشكل كوميدي وأكشن ومعارك، وهذا يدل أن السينما تغيرت بالفعل في ما يخص سينما المطرب.