Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أولاد الشمس يصنعون موجة جديدة من السينما المصرية

عصام عمر وطه الدسوقي وحفيد المهندس يقلبون الموازين بـ “سيكو سيكو" الذي يتخطى 3 ملايين دولار

عصام عمر وطه السوقي بطلا فيلم سيكو سيكو الذي حقق انقلاب في شباك التذاكر المصرية (مواقع التواصل الإجتماعي)

ملخص

بعد النجاح الجماهيري والنقدي لفيلم "سيكو سيكو" بطولة الشابين الواعدين عصام عمر وطه الدسوقي وتعدي إيرادات العمل رقم 165 مليون جنيه (3.3 مليون دولار)، يبدو أن "أولاد الشمس" فعلوها وحققوا نجاحاً جماهيرياً قد يغير وجه السينما، ويجدد من جلدها، ويطلق صيحة تمرد على النجوم والموضوعات وطرق التمثيل والأسماء المعتادة والتقليدية.

لأن شاشة السينما وجماهيريتها تصنع تاريخاً مهماً وصعباً فالوصول لها ليس سهلاً، والحصول على القاعدة الشعبية التي يترجمها شباك التذاكر في صورة ملايين قد تكون في بعض الأحيان مهمة مستحيلة للكثير من الممثلين.

أولاد الشمس

بعد النجاح الجماهيري والنقدي لفيلم "سيكو سيكو" بطولة الشابين الواعدين عصام عمر وطه الدسوقي وتعدي إيرادات العمل رقم 165 مليون جنيه (3.3 مليون دولار)، يبدو أن "أولاد الشمس" فعلوها وحققوا نجاحاً جماهيرياً قد يغير وجه السينما، ويجدد من جلدها، ويطلق صيحة تمرد على النجوم والموضوعات وطرق التمثيل والأسماء المعتادة والتقليدية.

 وربما حان الوقت لإعادة الحسابات وضرورة وجود جيل جديد من النجوم بعد أن تفوق الفيلم في إيراداته على أهم أفلام نادي المئة مليون جنيه مصري مثل "بيت الروبي" و "كيرة والجن" و "الحريفة".

الوصية الأخيرة

يدور العمل حول سليم ويحيى أبناء العمومة الشابين الكادحين دائما الخلاف منذ طفولتهما،تجمع الاثنين الكراهية المتبادلة بسبب عائلة مشتتة وأبوين غير متوافقين، ويتفقا من دون أن يتفقا على الابتعاد ولا يحاول أحدهما الوصول للآخر أو التقرب منه.

يتوفى أحد أعمامهما في ظروف غامضة، ويترك لهما ثروة تقدر بـ 15 مليون جنيه (300 ألف دولار) فيجتمع الشابان معاً لفتح الوصية الأخيرة للعم الراحل فرحين بما ورثاه إذ ستتغير حياتهما ويجدا المخرج الحقيقي من أزماتهما المادية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ يكتشفا أن ثروة العم التي يفترض أن يرثاها ما هي إلا مواد مخدرة وعليهما بيعها حتى يحصلا على المال.

يرفضا في بداية الأمر بخاصة أنهما لا يرغبان في التقارب تحت أي سبب لكن لا يجدا مفراً من قبول الثروة المشبوهة والمغامرة للحصول على المال حتى تتغير حياتهما، فيضطرا للتعاون مرغمين، وينشئا تطبيقاً إلكترونياً لبيع المخدرات باسم "سيكو سيكو"، وتتوالى الأحداث والمواقف الإنسانية ويجدا القدر يقرب بينهما ويعيشان مصاعب وكوميديا ومشاعر تقلب حياتهما رأساً على عقب.

كان أداء عصام عمر سلساً هادئاً قادراً على جذب المشاعر والبهجة والتفاعل من دون مجهود، واعتمد على كوميديا الموقف التي يحترفها في أعماله على رغم قلتها.

 ومن قبل نجح في اجتياز اختبار أكثر صعوبة في مسلسل "بالطو" الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وكان من دون أي نجم له اسم كبير في التسويق، وعلى رغم أنها كانت من بطولته المطلقة الأولى وعملاً محدود التكاليف فإنه كان عالي القيمة الفنية، وتفوق فيه عمر ليضع نفسه في منطقة مميزة بين النجوم الشباب الجدد كممثل جيد لا يجيد الافتعال والمبالغة في الأداء، لكنه يصل ببساطة إلى قلوب الناس سواء كان مضحكاً أو مبكياً.

وفي مسلسله الرمضاني "نص الشعب اسمه محمد" أكد عمر نجاحه في دور رجل يرغب في الزواج بأكثر من فتاة، ويتبع الكثير من الحيل والدهاء لتنفيذ مخططاته، وعلى رغم انتقادات وجهت للعمل لكن هذا لم ينف شرف محاولة تغيير الجلد وتقديم عمل خارج صندوق التوقعات.

حالة خاصة

أما طه الدسوقي فكان أحد أبطال مسلسل "ولاد الشمس" الذي حقق جماهيرية كبيرة وتصدر قوائم المشاهدة في مصر، وبعد هذا العمل استطاع أن يكوّن قاعدة جماهيرية بخاصة أنه قريب من قلوب شريحة كبيرة من الناس بسبب ملامحه البسيطة وأدائه الرصين.

ودعم الدسوقي نجاح سابق في مسلسل "حالة خاصة"، إذ جسد بتفوق دور شاب يعاني من التوحد، ووضع المسلسل الدسوقي في منطقة الممثل الذي يجيد الأدوار الصعبة من دون أي مبالغة أو استعراض عضلات.

توليفة مغامرة

كانت توليفة "سيكو سيكو" مغامرة بكل المقاييس بداية من البطلين الشابين، ومروراً ببطلتين أخريين لعبتا البطولة النسائية على رغم صغر الأدوار وهما تارا عماد وديانا هشام

وأثقل العمل وجود ممثل مخضرم مثل خالد الصاوي في دور يجمع بين الكوميديا والشر.

أما وجود باسم سمرة ضمن أبطال الفيلم بعد نجاحه في أكثر من عمل آخرهم "العتاولة" بدور عيسى الوزان، كان له عامل كبير في إضفاء حالة من العمق السهل الممتنع على دور لواء الشرطة الذي يكتشف ألاعيب الشابين ويقضي عليهما، وكان سمرة من العناصر المدعمة جداً للعمل إذ تثقل موهبته أي مشهد.

نقلة حقيقية

لم يتخيل أحد أن يكون "سيكو سيكو" نقلة حقيقية في السينما المصرية في أكثر من اتجاه، أهمها شباك التذاكر الذي أعلن تفوقاً غير مسبوق لعمل شبابي خالٍ من الحسابات المضمونة، والأسماء اللامعة، والتوقيت الذهبي المميز للعرض، بخاصة أن موسم عيد الفطر موسم محدود بسبب قصر أيامه، وانشغال الفئة العظمى من الجمهور بالموسم الدراسي، وبالتالي عدم توافر ضمانات للحصول على الإيرادات الحالمة.

 

والنقلة الثانية هي أن السينما حققت انتصاراً فنياً خاصاً للشباب الجدد وكأنهم يحصدون للمرة الأولى عملياً جزاء ما صنعوه من تميز في أدوار وأعمال ليس من السهل نجاحها تلفزيونياً، وسط نخبة من أبرز نجوم الفن العربي والمصري عبر الشاشات، وسطوة ما يتمتعون به من جماهيرية لا تقبل النقاش.

حفيد المهندس 

وعلى مستوى الإخراج نجح "سيكو سيكو" في تأكيد موهبة المخرج عمر المهندس حفيد نجم الكوميديا الأسطوري فؤاد المهندس، وقدمه كمخرج صنع منذ الفيلم الأول نجاحاً فريداً على مستوى الصورة والكوميديا والمحتوى وتوجيه الممثلين واختيارهم.

وكانت للمهندس تجربة تلفزيونية مهمة في مسلسل "بالطو" الذي قدم فيه عصام عمر في أول بطولة مطلقة، وكان شهادة ميلاد للشابين في الوقت نفسه.

عكس فيلم "سيكو سيكو" تغيرات حقيقية في ذوق الجمهور أكدتها الإيرادات المليونية التي تحققت في شهر تقريباً، ولم تتوقف عن التصاعد حتى هذه اللحظات.

وهذا يشير إلى أن السينما المصرية على أعتاب موجة شبابية جديدة في كل شيء، وأن الجمهور بدأ بالتجاوب مع قوالب غير تقليدية في الإضحاك وشكل النجوم والمحتوى الكوميدي الذي يراه البعض ملائماً للعصر، بعد أن استنزفت الموضوعات والأفكار بالأفلام الكوميدية في الفترة الأخيرة كل ما لديها من مخزون وصارت تبعث على الملل والنفور.

المزيد من فنون