ملخص
قبيل الاحتفال بـ "يوم النصر" هذا العام، خرجت تقارير روسية تقول إن الزعيم النازي أدولف هتلر لم يقتل نفسه بل طلب من أحد مساعديه إطلاق النار عليه، وقبلها بأشهر قليلة أثارت مذكرات عشيقة بريطانية للـ "فوهرر" تساؤلات حول احتمال وجود طفل له داخل المملكة المتحدة.
يجتمع عدد من قادة العالم اليوم في العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في احتفالات "يوم النصر" على أدولف هتلر، إذ مر 80 عاماً على مقتل الزعيم النازي الألماني الذي أثار رعب الغرب لأعوام واستدعى تحالف دول أوروبية مع روسيا وأميركا لوضع حد لأحلامه ونهاية لحياته التي لا تزال موضع أسئلة كثيرة حتى اليوم.
ففي شهر يونيو (حزيران) عام 1945 ادعى الروس أن أحداً لم يجد رفاة هتلر عندما اقتحموا مخبأه، وربما لا يزال على قيد الحياة، لكن المخابرات البريطانية سرعان ما أثبتت بطلان هذه الفرضية عبر استجواب شخصيات عدة رافقت الـ "فوهرر" في أيامه وساعاته الأخيرة.
سكن هتلر مقره السري أسفل مستشارية الرايخ في برلين مطلع يناير (كانون الثاني) 1945 مع تقدم الروس عبر بولندا باتجاه شرق ألمانيا، وفي أبريل (نيسان) من العام ذاته وصل 2.5 مليون جندي روسي إلى العاصمة وأصبحوا على بُعد مئات الأمتار من ملجأ الـ "فوهرر"، حيث وقع كثير من الأحداث بين جدران ذلك المخبأ خلال الأيام الأخيرة قبل سقوط برلين، وفي صباح الـ 28 من أبريل عام 1945أملى هتلر وصيته إلى جيرترود يونغه، إحدى سكرتيراته، ثم تزوج من عشيقته إيفا براون وأقيم حفل الزفاف في غرفة الخرائط التي كان الـ "فوهرر" يمضي وقتاً طويلاً فيها مع ضباطه ليطّلع على تقدم قوات الحلفاء نحو ألمانيا.
ووفقاً لسكرتيرة أخرى وهي جيردا كريستيان، فقد كان الـ "فوهرر" يدرك خسارة الحرب، وخلال حفل الزفاف تحدث عن الماضي وأوقاته السعيدة وبدا مسروراً جداً بتجربته العاطفية الجديدة، ولكنه كان يرى في الموت "خلاصاً من همومه ومن حياة باتت صعبة للغاية، فلن يسمح لنفسه أبداً بأن يقع أسيراً لدى الروس، ولا توجد خيارات أخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول مرافقو هتلر في أيامه الأخيرة إنه تلقى صباح الـ 29 من أبريل عام 1945 نبأ إعدام بينيتو موسوليني وعشيقته كلاريتا بيتاتشي على يد ثوار إيطاليا، فبدأ يستعد للموت ووجه حراسه نحو تمزيق أوراقه السرية، ثم أمر طبيبه بتسميم كلبه وكلب زوجته، وبعدها قدم كبسولات من السم ذاته إلى زوجته وسكرتيرتيه يونغة وكريستيان.
بحلول 30 أبريل من العام نفسه وصلت القوات الروسية إلى ساحة "بوتسدامر" القريبة من مخبأه، فودع هتلر وزوجته الجميع ثم دخلا غرفتهما ليطلق النار على نفسه وتبتلع هي السم، وبعد وقت قصير حُملت جثتاهما إلى حديقة صغيرة قريبة وأشعلت فيهما النار.
وفي مطلع مايو (أيار) الجاري خرجت وثائق استخباراتية روسية رفعت عنها السرية لتقول إن هتلر لم يطلق النار على نفسه، بل أمر أحد مساعديه بقتله بعد أن ابتلع السم، فقد كان الـ "فوهرر" يخشى ألا يفي السم بالغرض، لذا أراد أن يضمن الموت الذي تمناه.
أياً كان سبب الموت أو منفّذه فقد عرفت القوات السوفياتية مكان جثتي هتلر وزوجته، فأخرجتهما ونقلتهما إلى ماغديبورغ في ألمانيا الشرقية، وقيل بعدها إن الاستخبارات الروسية أتلفت جثة الـ "فوهرر" عام 1970 لكنها احتفظت ببعض عظام الفك والجمجمة، وقد شوهدت هذه البقايا في معرض الأرشيف الفيدرالي الروسي عام 2000.
وثمة روايات تتحدث عن احتمال وجود ما يزيد على حفنة عظام من أثر هتلر، فالـ "فوهرر" عاش خلال العقد الأخير من حياته قصة حب مشتعلة مع فتاة إنجليزية تدعى يونيتي ميتفورد، ربما انتهت بطفل لا أحد يعرف مصيره اليوم، فتلك الفتاة تركت ألمانيا وعادت للمملكة المتحدة قبل عام 1939، ويقال إنها كانت تحمل طفل الزعيم النازي وولدته في أحد مستشفيات لندن.
ولا يوجد ما يؤكد هذه الشكوك التي تسربت للإعلام البريطاني عبر مذكرات ميتفورد المنشورة قبل أشهر، ويبدو أن قدر الـ "فوهرر" أن تتوالد الأسئلة حول تاريخه وشخصه في كل عام يحتفل "الحلفاء" فيه بالانتصار عليه، وإنهاء حلم النازية في أوروبا.