Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تلوح بالانسحاب من الوساطة بين روسيا وأوكرانيا

ترمب ينتظر إحراز تقدم في المفاوضات "فلديه أولويات أخرى" وقتيلان و40 جريحاً بغارة روسية على خاركيف وسومي

ملخص

يسعى ترمب إلى إبرام صفقة تمنح الولايات المتحدة عائدات مالية من تطوير قطاع التعدين في أوكرانيا، تكون بمثابة تعويض لها عن المساعدات التي قدمها سلفه جو بايدن.

قتل شخصان وأصيب ما لا يقل عن 40 شخصاً بجروح جراء ضربات روسية استهدفت ليل الخميس الجمعة خاركيف وسومي في شمال شرقي أوكرانيا، على ما أعلنت السلطات الأوكرانية.

وفي خاركيف، أفاد رئيس البلدية أيغور تيريخوف عبر "تيليغرام" بمقتل شخص وإصابة 40 بجروح وفق حصيلة موقتة.

وأوضح المسؤول أن القصف جرى بواسطة "صاروخ بالستي بذخائر عنقودية، مما يفسر مساحة المنطقة المتضررة الواسعة جداً"، مشيراً إلى إصابة أكثر من 20 مبنى سكنياً.

وقال الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف إن الهجوم استهدف "منطقة مكتظة بالسكان في خاركيف".

وفي سومي قرب الحدود الروسية، أسفر هجوم بمسيرات إيرانية الصنع من طراز شاهد عن وقوع قتيل وجريح، بحسب ما أوردت الإدارة العسكرية المحلية عبر "تيليغرام".

وتشهد المدن الأوكرانية ضربات روسية شبه يومية على رغم محاولات الولايات المتحدة أخيراً لحمل الطرفين على بدء مفاوضات، لوضع حد للحرب المستمرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وأسفرت ضربة صاروخية روسية الأحد على سومي عن مقتل 35 شخصاً، مثيرة تنديداً غربياً.

واشنطن تشترط إحراز تقدم للمضي في الوساطة

دبلوماسياً، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة ستتوقف عن محاولة التوسط لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام إلا إذا تلقت إشارات واضحة على إمكان تحقيق ذلك.

وأضاف روبيو من باريس بعد اجتماع مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين أن الرئيس دونالد ترمب لا يزال مهتماً بإبرام اتفاق، لكن لديه كثير من الأولويات الأخرى حول العالم وهو مستعد للتخلي عن ذلك والمضي قدماً إلا إذا رأى مؤشرات إلى إحراز تقدم.

وقال روبيو إنه يأمل في أن يبقى الأوروبيون منتظمين في المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة من أجل إنهاء النزاع في أوكرانيا.

وأوضح لصحافيين في مطار لوبورجيه الباريسي "نرغب في أن يبقوا منتظمين... أظن أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا يمكنها مساعدتنا في دفع العجلة في هذا الإطار للاقتراب من حل، رأيت أن أفكارهم كانت مفيدة وبناءة".

من جهتها أكدت الصين الجمعة أنها لم تزود روسيا "أسلحة فتاكة" في الحرب في أوكرانيا رافضة اتهامات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي بهذا الشأن.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان "لم تزود الصين أسلحة فتاكة يوما إلى أي طرف في النزاع وتشرف بشكل صارم على السلع ذات الاستخدام. يدرك الطرف الأوكراني ذلك تماما".

"إعلان نوايا"

أعلنت كييف الخميس أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وقعتا "إعلان نوايا"، للمضي قدماً نحو اتفاق يتيح لواشنطن استخدام موارد طبيعية أوكرانية ومعادن نادرة.

وجاء في منشور للوزيرة يوليا سفيريدنكو، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، على منصة إكس "يسعدنا إعلان توقيع إعلان نوايا مع شركائنا الأميركيين، يمهد الطريق نحو اتفاق شراكة اقتصادية وإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا".

وكانت كييف وواشنطن أجرتا محادثات لتوقيع اتفاق في شأن استخراج معادن أوكرانية ذات أهمية استراتيجية قبل أسابيع، لكن صداماً بين الرئيسين دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي في فبراير (شباط) عطل الجهود.

يسعى ترمب إلى إبرام صفقة تمنح الولايات المتحدة عائدات مالية من تطوير قطاع التعدين في أوكرانيا، تكون بمثابة تعويض لها عن المساعدات التي قدمها سلفه جو بايدن.

لم تنشر سفيريدنكو أي تفاصيل على صلة بإعلان النوايا، لكنها قالت إن العمل مستمر نحو التوصل إلى اتفاق نهائي، وتابعت "نأمل أن يصبح الصندوق أداة فاعلة لجذب الاستثمارات في إعادة إعمار بلادنا وتحديث البنية التحتية ودعم قطاع الأعمال وخلق فرص اقتصادية جديدة".

وأضافت "هناك عمل كثير يتعين إنجازه"، متوقعة أن تكون الوثيقة "مفيدة لكلا البلدين نظراً إلى الوتيرة الحالية والتقدم الكبير".

ويقول مسؤولون أميركيون إن تعزيز المصالح التجارية الأميركية في أوكرانيا سيساعد في ردع روسيا عن أي عدوان في المستقبل في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتطالب كييف بتضمين أي اتفاق لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ضمانات عسكرية وأمنية ملموسة.

محادثات بناءة في باريس

من جانبه، قال مكتب الرئيس الأوكراني أمس الخميس إن وفدين من أوكرانيا والولايات المتحدة أجريا محادثات "بناءة وإيجابية" في باريس، إلى جانب مناقشات مع مسؤولين أوروبيين.

 

وجاء في بيان على موقع الرئاسة أن "الجانبين أجريا نقاشاً بناء وإيجابياً حول سبل إعلان وقف إطلاق النار الكامل، ومواصلة عملية تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر البيان أن الوفد الأوكراني متمسك بالتزامه بجهود السلام إلى جانب شركائه الأميركيين والأوروبيين، و"أكد أهمية وقف إطلاق النار الكامل".

وجرت سلسلة اجتماعات أولية حول أوكرانيا الخميس في باريس شارك فيها أميركيون وأوروبيون وأوكرانيون قبل اجتماع جديد في لندن، بينما تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار التي بادرت إليها واشنطن ويريد الأوروبيون فرض موقفهم فيها.

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو "الجديد هو أن الولايات المتحدة وأوكرانيا والأوروبيين اجتمعوا اليوم في باريس حول طاولة واحدة"، للبحث في سبل تحقيق "سلام عادل ودائم"، فيما يخشى الأوروبيون منذ أسابيع تهميشهم في المفاوضات.

وأكد في ختام يوم من المفاوضات المكثفة أن "هذه المحادثات المفتوحة والصريحة جداً أتاحت تحفيز تفكير الأوروبيين والأوكرانيين والأميركيين الذين اتفقوا على الاجتماع الأسبوع المقبل في لندن لمواصلة المباحثات"، بهدف وقف إطلاق النار "الذي نأمل بأن توافق عليه روسيا بدورها".

ورحبت الرئاسة الفرنسية بـ"التبادل الممتاز" في شأن ملف أوكرانيا، الذي "سمح بالاتفاق" على هدف تحقيق "سلام متين" بين كييف وموسكو، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي لأوكرانيا، ورأى قصر الإليزيه أن وقف النار يجب أن "يستند إلى الوضع كما هو" على أن تؤخذ في الاعتبار الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

السلام "ممكن"

بدوره أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس لإبلاغه بفحوى مناقشات باريس في شأن النزاع في أوكرانيا، مؤكداً أن "السلام ممكن" إذا أبدى كل الأطراف التزاماً بالتوصل إلى اتفاق.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن روبيو "نقل إلى نظيره الروسي الرسالة نفسها التي نقلها الفريق الأميركي إلى الوفد الأوكراني وحلفائنا الأوروبيين في باريس: الرئيس (دونالد) ترمب والولايات المتحدة يريدان إنهاء هذه الحرب، وعرضا على كل الأطراف الخطوط العريضة لسلام دائم".

ولفتت الوزارة إلى أن "التلقف المشجع في باريس لإطار العمل الأميركي يظهر أن السلام ممكن، إذا أبدى كل الأطراف التزاماً بالتوصل إلى اتفاق".

وجرت محادثات أولى في شأن أوكرانيا بمشاركة أميركيين وأوروبيين وأوكرانيين الخميس في باريس قبل اجتماع مزمع عقده في لندن، في حين تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار التي بدأتها واشنطن مراوحة مع إصرار الأوروبيون على الاضطلاع بدور.

وكان روبيو كتب في منشور على إكس "جئنا إلى باريس بهدف واحد: ايجاد حلول ملموسة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ووقف حمام الدم العبثي".

وشارك روبيو في محادثات في باريس رفقة الموفد الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، والمبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ.

بموازاة ذلك يواصل ترمب توجيه انتقادات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أنه لفت الخميس إلى أنه لا يحمله "مسؤولية" الحرب.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار