ملخص
عمل الوسطاء على إحياء اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير (كانون الثاني) والذي أوقف القتال في قطاع غزة قبل انهياره الشهر الماضي، ولكن لم تظهر أية بوادر على إحراز تقدم.
أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة اليوم الجمعة مقتل 15 بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية ليلية قرب خان يونس في جنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، محمود بصل، على تيليغرام، "عثرت طواقمنا على جثامين 10 قتلى بالإضافة إلى العديد من الجرحى في منزل عائلة بركة والمنازل المحيطة به والتي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بني سهيلا بشرق خان يونس".
وبعد قليل أفاد بصل أن فرق الدفاع المدني عثرت على جثث خمسة أشخاص في منزلين في تل الزعتر بشمال قطاع غزة.
وكثف الجيش الإسرائيلي الذي لم يعلق فوراً على هذه الغارة، من قصفه الجوي ووسع نطاق عملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر منذ أن استأنف هجومه في 18 مارس (آذار)، منهياً بذلك هدنة استمرت شهرين.
وكانت غارات إسرائيلية قد أسفرت عن 40 قتيلا على الأقل الخميس بحسب الدفاع المدني في قطاع غزة.
من جهته ذكر رئيس حركة "حماس" في غزة خليل الحية أن الحركة مستعدة للتفاوض على الفور في شأن اتفاق لتبادل جميع الرهائن مع عدد متفق عليه من الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، في إطار صفقة تنهي الحرب في القطاع.
وشدد في كلمة بثها التلفزيون على أن الحركة على "استعداد للتوصل إلى اتفاق شامل حول تبادل الأسرى رزمة واحدة، في مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة وإعادة الإعمار".
وقال الحية الذي يقود فريق التفاوض من جانب حركة "حماس" في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل إن الحركة رفضت اتفاق هدنة.
وأضاف "الاتفاقات الجزئية يستعملها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته غطاء لأجندته السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه جميعاً، ولن نكون جزءاً من تمرير هذه السياسة"، موضحاً أن الحركة سترفض أي "اتفاقات جزئية" لوقف إطلاق النار في القطاع.
وشدد القيادي على أن حركة "حماس" كثيراً ما اعتبرت سلاحها "خطاً أحمر"، وفي تصريحات الخميس جدد الحية تأكيد هذا الموقف.
ويعمل الوسطاء المصريون على إحياء اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير (كانون الثاني) والذي أوقف القتال في قطاع غزة قبل انهياره الشهر الماضي، ولكن لم تظهر أية بوادر على إحراز تقدم.
وتتبادل إسرائيل و"حماس" الاتهامات في فشل التوصل إلى اتفاق، وقالت مصادر فلسطينية ومصرية إن الجولة الأحدث من المحادثات التي عقدت يوم الإثنين في القاهرة انتهت من دون أي تقدم يذكر.
وقال الحية "عاد الوسطاء للتواصل معنا لإيجاد مخرج من الأزمة التي افتعلها نتنياهو وحكومته، ووافقنا على مقترحهم نهاية شهر رمضان، على رغم قناعتنا بأن نتنياهو يصر على استمرار الحرب والعدوان لحماية مستقبله السياسي، وهو ما تأكد بعدما رفض نتنياهو مقترح الوسطاء الذي وافقنا عليه".
وأضاف أن نتنياهو "رد على مقترح الوسطاء بمقترح يحمل شروطاً تعجيزية، ولا يؤدي لوقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة".
سموتريش يدعو إلى "تكثيف القتال"
من جانبه، دعا وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش إلى "تكثيف القتال" في غزة بعد أن أشارت "حماس" إلى رفضها أحدث مقترح لوقف إطلاق النار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال سموتريش "حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على (حماس)، لتكثيف القتال حتى الغزو الكامل لقطاع غزة"، وذلك في أعقاب بيان لـ"حماس" أعلنت فيه رفضها الصفقات الجزئية وسعيها بدلاً من ذلك إلى اتفاق شامل يوقف الحرب ويفضي إلى انسحاب إسرائيل من القطاع.
غارات إسرائيلية جديدة على غزة
ميدانياً، أدت غارات إسرائيلية جديدة إلى مقتل 40 شخصاً في الأقل في قطاع غزة أمس الخميس، بحسب ما أفاد الدفاع المدني، في وقت حضت فيه منظمات غير حكومية إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي في الوقت الحاضر على هذه الضربات الجديدة، غير أنه كثف غاراته الجوية ووسع عملياته البرية في قطاع غزة المحاصر والمدمر، منذ استأنف هجومه في الـ18 من مارس (آذار)، منهياً بذلك هدنة استمرت شهرين.
وقتل منذ ذلك الحين 1691 فلسطينياً في غزة، بحسب وزارة الصحة في القطاع، فيما نزح نصف مليون من السكان بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تشديد الضغط العسكري سيرغم "حماس" على إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزوا خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي أطلق شرارة الحرب في القطاع.
من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس أن مقراً تابعاً لهاً في قطاع غزة تعرض لأضرار جراء استهدافه بجسم متفجر، في ثاني حادثة من نوعها خلال ثلاثة أسابيع.
وأعربت اللجنة في منشور على منصة إكس، عن "غضبها الشديد لاستهداف مقر لها في غزة في الـ16 من أبريل (نيسان) وإلحاق أضرار به بجسم متفجر". ولم تشر إلى الجهة المسؤولة عن الهجوم، إذ كانت قذيفة متفجرة أصابت مقراً آخر تابعاً للمنظمة في القطاع الفلسطيني في الـ24 من مارس.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على "حماس" التي سيطرت على السلطة في القطاع في 2007، وهي تطالب الحركة بنزع سلاحها وخروج مقاتليها من غزة، وهو ما ترفضه "حماس".
وسعياً إلى تضييق الخناق أكثر، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء السيطرة "على نحو 30 في المئة من مساحة قطاع غزة كطوق أمني دفاعي متقدم"، كما أفاد أنه هاجم نحو 1200 "هدف إرهابي" جواً، ونفذ أكثر من 100 عملية "تصفية مستهدفة" منذ الـ18 من مارس.
ونزحت الغالبية الساحقة من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة في الأقل منذ اندلاع الحرب.
من جهتها، حذرت 12 منظمة غير حكومية رئيسة في بيان مشترك الخميس من أن نظام المساعدات الإنسانية المخصص لغزة "مهدد بالانهيار التام"، بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على دخول هذه المساعدات منذ الثاني من آذار.
وقال ممثلو منظمة "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمات غير حكومية أخرى "دعونا نقوم بعملنا"، مؤكدة أنها تواجه "واحدة من أسوأ الإخفاقات في المجال الإنساني في عصرنا".
وبعدما أعلنت إسرائيل الأربعاء عزمها على مواصلة منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، اتهمت "حماس" في بيان الخميس إسرائيل بـ"استخدام التجويع كسلاح"، معلنة أن هذا القرار هو "أحد أدوات الضغط، وإقرار علني متجدد بارتكاب جريمة حرب".