ملخص
وفد إسرائيلي يناقش "المرحلة الثانية" من اتفاق غزة في الدوحة... ومصر تكثف اتصالاتها لتأكيد رفض التهجير
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة إنه ليس مستعجلاً في تنفيذ مقترحه في شأن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وإخلائه من سكانه لتطوير مشاريع عقارية فيه.
وصرح ترمب للصحافيين في البيت الأبيض أثناء استقباله رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا بأنه "لا داعي للعجلة على الإطلاق" في تنفيذ المقترح.
ويأتي ذلك غداة قوله أمس الخميس إن "الولايات المتحدة ستتسلم من إسرائيل قطاع غزة بعد انتهاء القتال"، وبحلول ذلك الوقت سيكون الفلسطينيون "أعيد توطينهم" في أماكن أخرى من المنطقة، خصوصاً داخل مصر والأردن.
ورفضت القاهرة وعمان هذا المقترح الذي أثار أيضاً استنكاراً دولياً، مع تحذير الأمم المتحدة من أي "تطهير عرقي"، ورفضته بشدة حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية.
وينادي المجتمع الدولي بتنفيذ حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، إلا أن تل أبيب تعارضه بشدة.
خامس عملية تبادل
نشرت حركة "حماس"، اليوم الجمعة، أسماء ثلاث رهائن من المقرر أن تطلق سراحهم، غداً السبت، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ الشهر الماضي، مضيفة أن إسرائيل ستفرج عن 183 سجيناً فلسطينياً.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري للحركة أبوعبيدة في منشور عبر قناته على "تيليغرام" إن الرهائن الإسرائيليين هم إلياهو شرابي، وأوهاد بن عامي، وأور ليفي.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن إسرائيل ستفرج عن 183 معتقلاً فلسطينياً من سجونها غداً السبت ضمن خامس صفقة تبادل مقررة بينها وحركة "حماس"، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الساري داخل قطاع غزة.
وقالت أماني السراحنة المتحدثة باسم نادي الأسير لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "من بين الذين سيفرج عنهم 18 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و54 بأحكام طويلة و111 من غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)" 2023، وهو تاريخ الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل واندلعت إثره الحرب في غزة.
المعدات الثقيلة وجثث الرهائن
كذلك قالت حكومة "حماس"، االيوم الجمعة، إن منع إسرائيل إدخال المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة لإزالة أطنان الركام التي خلفتها الحرب، سيعطل انتشال جثث الرهائن الإسرائيليين الذين يفترض تسليمهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي لـ"حماس"، سلامة معروف في مؤتمر صحافي، إن "منع إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لرفع 55 مليون طن من الركام، يعني عدم القدرة على إخراج جثامين الضحايا وفتح الشوارع وسيؤثر بلا شك على قدرة المقاومة على استخراج قتلى الاحتلال من الأسرى الذين قصفهم من تحت هذا الركام".
كاتس يحذر كبار الضباط
في المقابل، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ضباط الجيش من انتقاد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب السيطرة على قطاع غزة.
كما أمر كاتس الجيش بتوبيخ اللواء شلومي بيندر، رئيس الاستخبارات العسكرية، على تصريحات نسبت إليه بهذا الصدد.
وقال كاتس في بيان، "لن أقبل بأن يكون هناك انتقادات من ضباط الجيش ضد خطة الرئيس دونالد ترمب في شأن غزة، وتصريحات تتعارض مع توجيهات المستوى السياسي. هذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه خلال تقييم خطة ترمب، حذر بيندر من أن مبادرة إخلاء غزة من سكانها وإرسالهم إلى دول أخرى من أجل بناء القطاع المدمر جراء الحرب، تطرح مخاوف أمنية كبيرة.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن بيندر قوله، إن من شأن الخطة أن تصعد التوتر في الضفة الغربية، بخاصة مع اقتراب شهر رمضان المرتقب حلوله في غضون ثلاثة أسابيع.
وقال بيندر في بيان لاحق إنه "لم يعبر عن معارضته لخطة ترمب، وإنه والجيش الإسرائيلي، ينصاعان لتعليمات المستوى السياسي ويأتمران بإمرته". وأضاف "إنما عبرت بدوري، ومن موقعي، وعرضت العواقب التي يمكن أن نتكبد عبئها في إطار النقاش حول هذا الأمر، ومن منظور العدو الأمني، إلى جانب التوصيات للإجراءات الهجومية وفقاً لذلك".
استكمال المحادثات
من جهتها، أفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) اليوم الجمعة بأن وفداً إسرائيلياً من المتوقع أن يتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة غداً السبت لإجراء محادثات في شأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
يأتي ذلك بينما قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم إن مصر، التي تشترك في الحدود مع قطاع غزة، تكثف اتصالاتها مع الدول العربية ومنها الأردن والسعودية والإمارات لتأكيد رفض أية إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وورد في البيان "بتوجيهات من السيد رئيس الجمهورية، اتصالات مكثفة لوزير الخارجية والهجرة مع عدد من وزراء الخارجية العرب في إطار تنسيق المواقف العربية والتشاور في شأن مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية".
تأتي تلك الاتصالات في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطته التي تشمل سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ومطالبة مصر والأردن بتوطين سكانه على أراضيهما.
معارضة بريطانية
بدوره، قال المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم إنه يعارض تماماً إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة.
وأضاف خلال تجمع انتخابي في لودفيغسبورج غرب ألمانيا "أرفض تماماً ما يطرحه الرئيس ترمب، لا يمكننا إعادة توطين سكان غزة في مصر والأردن، هذا الأمر غير مقبول".
من ناحية أخرى، أجرى قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل كوريلا خلال الأسبوع الجاري في إسرائيل محادثات مع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي، شملت "الوضع الاستراتيجي الإقليمي"، على ما ذكر الجيش الإسرائيلي اليوم.
وقال الجيش في بيان "خلال الزيارة، عقد القائدان اجتماعاً مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، تم التركيز خلاله على تقييم الوضع الاستراتيجي الإقليمي ودراسة سبل الاستمرار في مواجهة التهديدات في الشرق الأوسط".
وأضاف الجيش أن قائد القيادة الوسطى الأميركية التي تشرف على العمليات الأميركية في المنطقة، وصل أول من أمس الأربعاء إلى إسرائيل.
زيارة أميركية
قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو سيزور إسرائيل ودولاً عربية في منتصف فبراير (شباط) الجاري، في أول زيارة له للشرق الأوسط بعد الكشف عن مقترح ترمب بنقل الفلسطينيين خارج غزة والذي قوبل بتنديد واسع النطاق.
وأوضح مسؤول كبير بوزارة الخارجية في وقت متأخر من مساء أمس الخميس أن روبيو سيسافر إلى مؤتمر ميونيخ للأمن وإلى كل من إسرائيل والإمارات وقطر والسعودية في الفترة من 13 إلى 18 فبراير. وأضاف أن روبيو سيناقش خلال الجولة الوضع في غزة وتداعيات الهجمات التي شنتها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، وسيواصل نهج ترمب في محاولة حلحلة الوضع الراهن في المنطقة.
وتابع المسؤول نفسه قائلاً "لا يمكن للوضع الراهن أن يستمر. إنه مثل الغسل والشطف ثم التكرار. يصبح الأمر مألوفاً وتبدأ في الاعتقاد أن هذه هي الحياة وما يجب أن نتوقعه. ويؤمن الرئيس ترمب وماركو روبيو أن الوضع ليس كذلك وأن الأمور يمكن أن تتغير".
اقتراحات
وأمس، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن على الدول التي تنتقد اقتراح الرئيس دونالد ترمب في شأن قطاع غزة، أن تبادر إلى عرض اقتراحات لمساعدة القطاع المحاصر والمدمر.
وكرر روبيو أن ترمب يعرض إعادة الإعمار لأن غزة "غير صالحة للسكن" في الوقت الراهن، موضحاً أن تصريحات ترمب المثيرة للجدل كانت تهدف جزئياً إلى تشجيع الدول الأخرى التي "تتمتع بالقدرة الاقتصادية والتكنولوجية" على المساعدة أيضاً في إعادة الإعمار.
وأضاف أن غزة "غير صالحة للسكن" حالياً بسبب أخطار مثل الأسلحة غير المتفجرة، وتابع وزير الخارجية الأميركي أن على سكان غزة تركها موقتاً أثناء "عملية التطهير" من الأسلحة والصواريخ والذخائر غير المنفجرة.
لكن روبيو لم يذكر ما إذا كان الفلسطينيون سيتمكنون من العودة لغزة بموجب اقتراح ترمب، وقال "أعتقد أن هذا مجرد أمر واقعي، فمن أجل إصلاح مكان مثل هذا، سيتعين على الناس العيش في مكان آخر في هذه الأثناء".
وتابع روبيو "عرض الرئيس ترمب أن يتدخل وأن يكون جزءاً من هذا الحل، إذا كانت بعض الدول الأخرى على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها، فسيكون ذلك رائعاً، لكن لا يبدو أن أحداً يسارع إلى القيام بذلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "هناك دول في المنطقة تعبر عن قلق كبير، نشجع هذه الدول على التقدم وإيجاد حل وجواب لهذه المشكلة".
وطرح ترمب الثلاثاء خلال استقباله في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة غريبة وغير مسبوقة تقضي بأن تسيطر الولايات المتحدة على غزة بهدف إعادة إعمارها وتطويرها اقتصادياً، بعد أن يتم ترحيل سكان القطاع الفلسطيني إلى مصر والأردن.
وسارع البلدان إلى رفض هذه الفكرة، على غرار الفلسطينيين أنفسهم ودول عدة حول العالم.
المغادرة الطوعية
وأعلنت إسرائيل الخميس أنها بدأت وضع خطة لتسهيل "المغادرة الطوعية" لسكان غزة، فيما كرر ترمب مقترحه القاضي بأن تسيطر بلاده على القطاع الفلسطيني بعد ترحيل سكانه على رغم الاستهجان الواسع لهذا الطرح.
وما إن أعلنت إسرائيل صباح الخميس عزمها على تسهيل مغادرة الغزيين للقطاع، حتى سارعت حركة "حماس" إلى المطالبة بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع ترمب "التهجيري"، بينما حذرت مصر من تداعيات هذه التطورات على الهدنة الهشة في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أوعزت للجيش بإعداد خطة تسمح لأي ساكن في غزة يرغب في المغادرة بالقيام بذلك، إلى أي بلد يرغب باستقباله".
أضاف "ستشمل الخطة خيارات الخروج من المعابر البرية، إضافة إلى الترتيبات الخاصة للمغادرة عبر البحر والجو".
ولا يستطيع سكان غزة حالياً مغادرة القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي والمدمر إلى حد كبير بسبب الحرب بين إسرائيل و"حماس"، وتسري في القطاع هدنة دخلت حيز التنفيذ في الـ19 من يناير (كانون الثاني).
"إطعام سكان غزة"
ناشد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الخميس المجتمع الدولي و"جميع المانحين" المساعدة في إطعام سكان غزة وإعادة إعمار القطاع.
وقالت الوكالة الأممية إنها وفرت أكثر من 15 ألف طن من الأغذية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ، مما أسهم في إطعام أكثر من 525 ألف شخص، لكن على رغم من ذلك ما زال يتعين بذل مزيد من الجهود.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو إثر زيارته القطاع "ندعو المجتمع الدولي وجميع المانحين إلى الاستمرار في دعم مساعدات إنقاذ الحياة التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي في هذه اللحظة المحورية".
وجاء في بيان لسكاو أن "حجم الاحتياجات هائل وإحراز التقدم يجب أن يستمر، ويجب أن يصمد وقف إطلاق النار".
وأضاف "في قطاعات حيوية تتخطى الغذاء، كالمياه والنظافة والإيواء وحتى إعادة الأطفال للمدارس، علينا أن نعمل معاً"، مشدداً على أن "هذا الأمر يتطلب تمويلاً".
واعتبرت الوكالة أن مساعدة الغزيين في تحقيق الاكتفاء الذاتي يمكن أن تتم عبر إعادة إنشاء أسواق تجارية وأنظمة أغذية محلية، على غرار المزارع وصيد الأسماك.
تأتي زيارة سكاو إلى غزة مع استئناف المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" في إطار المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة الذي أوقف قتالاً وقصفاً شهده القطاع مدى 15 شهراً عقب هجوم "حماس" غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.