ملخص
أصدر ترمب خلال أول يوم له في المنصب الإثنين الماضي، سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى التصدي للهجرة غير الشرعية وجعل الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بترحيل ملايين المهاجرين ممن ليس لهم وضع قانوني.
قال مسؤول أميركي وآخر مكسيكي لوكالة "رويترز" إن المكسيك رفضت طلباً من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالسماح لطائرة عسكرية أميركية تقل مهاجرين تقرر ترحيلهم من البلاد، بالهبوط في أراضيها.
وتوجهت طائرتان عسكريتان أميركيتان تحمل كل منهما نحو 80 مهاجراً إلى غواتيمالا أمس الجمعة، لكن الحكومة لم تتمكن من المضي قدماً في الرحلة الثالثة التي كانت مقررة إلى المكسيك بعد رفض استقبال تلك الطائرة.
وأكد مسؤول أميركي ومسؤول مكسيكي القرار الذي كانت شبكة "أن بي سي نيوز" أول من أوردته.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان لاحق إن المكسيك تربطها "علاقة رائعة للغاية" مع الولايات المتحدة وتعاونت في قضايا مثل الهجرة. وأضافت "عندما يتعلق الأمر بعمليات الترحيل فنحن نقبل دائماً وصول المكسيكيين إلى أراضينا بكل ترحاب".
ولم يذكر المسؤول المكسيكي أي سبب لرفض استقبال بلاده للطائرة، في حين لم تشر وزارة الخارجية إلى الواقعة.
وأعلنت إدارة ترمب الأسبوع الماضي أنها أعادت إطلاق البرنامج المعروف باسم "ابق في المكسيك" والذي يجبر طالبي اللجوء غير المكسيكيين على الانتظار في المكسيك لحين البت في قضاياهم في الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم الأربعاء الماضي إن مثل هذه الخطوة تتطلب موافقة الدولة التي تستقبل طالبي اللجوء، وإن المكسيك لم تفعل ذلك.
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية أو وزارة الدفاع (البنتاغون) على طلبات للتعليق.
تنديد برازيلي
في المقابل، دانت الحكومة البرازيلية السبت ما قالت إنه "ازدراء الحقوق الأساسية" لنحو 80 برازيلياً تم ترحيلهم من الولايات المتحدة وتكبيل أيديهم خلال الرحلة.
وقالت وزارة العدل البرازيلية في بيان إنها أمرت السلطات الأميركية "بإزالة الأصفاد على الفور" حين هبطت الطائرة التي تقل المرحّلين في مدينة ماناوس (شمال)، منددة بـ"ازدراء صارخ للحقوق الأساسية" لمواطنيها.
وقال مصدر حكومي برازيلي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة، إن الترحيل "لا علاقة مباشرة" له بالحملة ضد المهاجرين غير النظاميين التي بدأت في الولايات المتحدة بعد تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وأضاف المصدر أن "هذه الرحلة تندرج في سياق آخر هو اتفاق ثنائي بين البرازيل والولايات المتحدة، يعود إلى العام 2017، وما زال ساري المفعول".
وتشير السلطات البرازيلية في المذكرة الرسمية إلى أن "كرامة الإنسان" هي "إحدى ركائز سيادة القانون الديمقراطية" وهي "قيم غير قابلة للتفاوض".
وقالت الشرطة الفدرالية في بيان آخر إن الرحلة الوافدة من الولايات المتحدة هبطت مساء الجمعة وأقلّت "88 برازيلياً"، في حين أحصت سلطات ولاية الأمازون حيث حطّت الطائرة بسبب مشاكل فنية 79 شخصاً مرحّلاً.
وكانت الطائرة متجهة إلى مدينة بيلو هوريزونتي جنوب شرق البلاد حين واجهت مشكلة فنية اضطرتها إلى قضاء الليل في ماناوس التي كان من المقرر في الأصل أن تكون محطة توقف.
وأوردت الشرطة إن "البرازيليين الذين وصلوا مكبلين نُزعت أصفادهم على الفور"، وذلك "حفظاً للسيادة البرازيلية على أراضي الوطن".
وأمر رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا السبت طائرة تابعة لسلاح الجو البرازيلي بتولي نقل المرحّلين إلى بيلو هوريزونتي، وجهتهم النهائية.
طائراتان تحطان في غواتيمالا
في الأثناء، حطت أمس في غواتيمالا الطائرتان الأميركيتان وعلى متنهما غواتيماليون طردوا من الولايات المتحدة، وفق ما أفادت السلطات المحلية.
ونقلت طائرة أولى حطت بعيد منتصف الليل 79 راكباً (31 امرأة و48 رجلاً)، بحسب معهد غواتيمالا للهجرة. ووصلت طائرة عسكرية ثانية على متنها عدد غير محدد بعد من الغواتيماليين، بحسب المصدر عينه.
ولم تؤكد حكومة غواتيمالا إن كانت هذه الدفعة تتضمن بعضاً من "المهاجرين الخطرين غير القانونيين" الـ538 الذين تم توقيفهم، وإن كانت ضمن "مئات" أعلن البيت الأبيض ترحيلهم أول من أمس الخميس.
واكتفى ناطق باسم نيابة الرئاسة في غواتيمالا بالقول لوكالة الصحافة الفرنسية، "هي رحلات ما بعد تنصيب ترمب".
وفي وقت مبكر أمس، نشر البيت الأبيض صورة على موقع "إكس" لرجال مكبلي الأيدي يدخلون طائرة عسكرية، مع تعليق "بدأت رحلات الترحيل". وقال ترمب للصحافة إن الهدف من هذه الرحلات هو ترحيل "المجرمين الأكثر شراسة وتصلباً".
ونقل الركاب إلى مركز استقبال تابع لسلاح الجو من دون أن يتسنى لوسائل الإعلام التواصل معهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقف برامج الاستقرار الموقت
وفي السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولين في وزارة الأمن الوطني الأميركية أمروا بما قد يعد وقفاً لعدة برامج تسمح للمهاجرين بالاستقرار بصورة موقتة في الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أمس نقلاً عن رسالة أرسلها أكبر مسؤولي خدمات المواطنة والهجرة الأميركية عبر البريد الإلكتروني، أن التوجيه يطالب بوقف فوري "لقرارات نهائية" تتعلق بطلبات تأشيرات محددة، في انتظار مراجعة من إدارة الرئيس ترمب الجديدة لما إذا كانت البرامج ستُلغى بصورة دائمة.
وتوفر البرامج إمكانية الدخول لعدد كبير من المهاجرين من مجموعة من البلدان، منها أوكرانيا التي مزقتها الحرب وغيرها من البلدان التي تمر باضطرابات سياسية أو فقر مدقع.
وأصدر ترمب خلال أول يوم له في المنصب الإثنين الماضي، سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى التصدي للهجرة غير الشرعية وجعل الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بترحيل ملايين المهاجرين ممن ليس لهم وضع قانوني.
وتمضي إدارة ترمب قدماً في جهودها الرامية إلى تكثيف إنفاذ قوانين الهجرة، مما يمهد السبيل لإمكانية استهداف المهاجرين الذين دخلوا من خلال برامج عهد الرئيس السابق جو بايدن، واستدعاء قانون هجرة غامض لتسهيل تفويض إنفاذ القانون على مستوى الولاية لاعتقال المهاجرين في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية واحتجازهم.
وكان أحد البرامج التي أوقفت يسمح للمهاجرين الذين ينتظرون في المكسيك بتحديد موعد لطلب اللجوء عند معبر حدودي قانوني. وكان برنامج آخر يسمح للمواطنين من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا خارج الولايات المتحدة بالدخول من طريق الجو إذا كان لديهم ضامن أميركي أو شخص يمكن التواصل معه داخل الولايات المتحدة وبعد الخضوع للتدقيق.