Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الضفة الغربية... سجن كبير مسور بحواجز إسرائيلية

نقاط تفتيش عسكرية حولت القرى الفلسطينية إلى جزء منعزل ومخاوف من مؤشرات "الضم الكامل"

ملامح الضيق على وجوه فلسطينيين في انتظار المرور من أحد الحواجز الإسرائيلية (أ ف ب)

ملخص

أقيمت نقاط تفتيش إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية، غداة الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تكثر الأحاديث عن ازدياد عدد الحواجز الإسرائيلية التي أدت إلى شل حركة المرور، منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفيما تنشط مشاركة المعلومات عن حركة السير في مجموعات على تطبيق "واتساب"، تتزايد في الرسائل المتداولة الدوائر الحمراء المرتبطة بأسماء نقاط العبور والتقاطعات التي تشهد اكتظاظاً وطوابير سيارات.

وقال الأب بشار باسل من قرية الطيبة شمال شرقي رام الله، "بدأ الأمر ليل الأحد-الإثنين الماضي، استيقظنا لنكتشف وجود حواجز معدنية على الطرق المؤدية إلى أريحا والقدس ونابلس".

 

 

وذكر باسل، "مساء الإثنين، بقي الناس العائدون من رام الله" بعد عملهم "في سياراتهم من الساعة الرابعة بعد الظهر إلى الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي"، موضحاً أن كل سيارة خضعت للتفتيش من قبل الجيش الإسرائيلي.

رحلة شاقة

وفي هذا السياق، أشار الكثير من السكان إلى أنهم غادروا عملهم في وقت مبكر الثلاثاء والأربعاء الماضيين تحسباً لرحلة شاقة سيخوضونها وينتظرون خلالها في طوابير طويلة، مع عدم إمكانية العودة قبل الوصول إلى نقاط التفتيش.

ويتابع الكاهن بشار باسل، "لم نشهد وضعاً صعباً كهذا منذ الانتفاضة الثانية" بين عامي 2000 و2005.

من الجنوب إلى الشمال، تتكرر الاختناقات المرورية حيث تنتظر عشرات السيارات وأحياناً المئات، عبور الحواجز.

 

 

ومن سائقي هذه السيارات، أنس أحمد الذي وجد نفسه عالقاً لمدة أكثر من خمس ساعات قرب المدينة الجامعية في بيرزيت، على طريق أصبح أكثر ازدحاماً جراء إغلاق الطرق الموازية، ويقول متنهداً "هذه مضيعة للوقت".

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967 وأقامت فيها مستوطنات غير شرعية بنظر القانون الدولي، فضلاً عن ذلك تتخلل الضفة حواجز دائمة، بينها وبين إسرائيل من جهة وعند التقاطعات الكبرى من جهة أخرى، أي بين المحافظات المختلفة وعلى مقربة من المستوطنات.

جزر منعزلة

وأُقيمت نقاط تفتيش جديدة، غداة الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

غير أن الوضع ازداد سوءاً بعد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة في الـ19 من يناير (كانون الثاني) الجاري، وهنا ويقول أنس أحمد "إنها وسيلة ضغط أمام الشعب الإسرائيلي للقول إننا نفرض السيطرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منذ بداية الحرب في غزة وصولاً إلى الـ17 من يناير الجاري، أُقيم 146 حاجزاً في الأقل بالضفة الغربية المحتلة، وفقاً لـ"هيئة مقاومة الجدار والمستوطنات" التي تؤكد أن هناك 898 نقطة تفتيش.

ويقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني "نعمل على ضمان عدم فرار الإرهابيين، ولكن يمكن للمدنيين الذهاب والعودة كما يحلو لهم"، من دون أن يؤكد زيادة نقاط التفتيش.

في المقابل، يُعرب أحد سكان رام الله طالباً عدم الكشف عن هويته خوفاً من العواقب، عن شعور بـ"أننا في سجن، ولكن الآن نشعر كما لو أننا وُضعنا في الحبس الانفرادي"، ويلفت إلى أن الرحلة التي كانت تستغرق عادة 20 دقيقة، استغرقت ساعتين أول من أمس الأربعاء.

وإذ يشير إلى أن "كل قرية معزولة"، يتساءل "ماذا بعد ذلك؟ نقطة تفتيش في كل شارع؟ أمام كل منزل؟"، ويتابع "كما لو أن هناك أرانب... يمكنها الخروج في الصباح، والقيام بأشياء معينة، ثمّ يتعيّن عليها العودة في المساء إلى القفص لقضاء الليل".

وفيما يقول إن الحواجز تبدو "دائمة"، يطرح سؤالاً يدور في ذهن كثير، وهو "هل تكون هذه بداية الضم الكامل للضفة الغربية؟".

 

 

في إطار تسليط الضوء على القيود المتزايدة على الحركة، أشارت منظمة بتسيلم الإسرائيلية غير الحكومية قبل أيام، إلى أن إسرائيل "لا تقوم سوى بتحويل تركيزها من غزة إلى مناطق أخرى تسيطر عليها في الضفة الغربية"، غير أن عدداً من الشخصيات السياسية الإسرائيلية لم تخف رغبتها في تنفيذ عملية الضم، خصوصاً وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وفي حين بدا الوضع أمس الخميس أفضل قليلاً في بعض المناطق، أتى ذلك نتيجة قرار كثير العمل من منازلهم، عشية يوم العطلة الأسبوعية. ويقول أحد سكان رام الله، "يمكننا القيام بذلك مرة أو مرتين في الأسبوع، ولكن ليس بصورة دائمة".

على خلفية هذه التطورات، بات الأب بشار باسل يخشى التنقل، ويقول "لا نشعر بالأمان ولا يمكننا العيش على هذا النحو"، ويضيف "لا نعرف ما هي خطة الإسرائيليين على وجه التحديد"، متابعاً "ولكنهم يريدون منا مغادرة البلاد".

المزيد من متابعات