Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العدل الدولية" تأمر إسرائيل بوقف هجومها على رفح وفتح المعبر

تنديد إسرائيلي بالقرار... وبوريل يقول إنه يتعين على أوروبا الاختيار بين احترام دعم المؤسسات الدولية أو دعم تل أبيب

ملخص

قال رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام أثناء النطق بالحكم، إن "على دولة إسرائيل أن توقف فوراً هجومها العسكري وأي عمل آخر في مدينة رفح قد يفرض على المجتمع الفلسطيني في غزة ظروفاً معيشية يمكن أن تؤدي إلى الإضرار المادي به على نحو كلي أو جزئي".

أمر قضاة محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة إسرائيل اليوم الجمعة بوقف هجومها العسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في حكم طارئ يمثل علامة فارقة، وجاء في إطار قضية مرفوعة من جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال رئيس المحكمة نواف سلام أثناء النطق بالحكم إن الوضع في قطاع غزة واصل التدهور منذ أن أمرت المحكمة إسرائيل في وقت سابق باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة، مضيفاً أن الشروط أصبحت مستوفاة لاتخاذ إجراءات طارئة جديدة .
ومضى قائلاً، "على دولة إسرائيل أن توقف فوراً هجومها العسكري وأي عمل آخر في مدينة رفح قد يفرض على المجتمع الفلسطيني في غزة ظروفاً معيشية يمكن أن تؤدي إلى الإضرار المادي بها على نحو كلي أو جزئي".
وأيدت المحكمة طلب جنوب أفريقيا بعد أسبوع من تقديمه في إطار قضية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

فتح معبر رفح

كما أمرت المحكمة إسرائيل بفتح معبر رفح بين مصر وغزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وقالت إنه يتعين على إسرائيل السماح بوصول المحققين إلى القطاع المحاصر وتقديم تقرير عن التقدم المحرز في غضون شهر واحد.
وأقرت المحكمة أمرها بموافقة لجنة من 15 قاضياً من جميع أنحاء العالم بغالبية 13 صوتاً، ولم يعارضه سوى قاضيين من أوغندا وإسرائيل نفسها.
ومحكمة العدل الدولية هي أعلى سلطة تابعة للأمم المتحدة مختصة بالنظر في النزاعات بين الدول، والأحكام الصادرة عنها باتة وملزمة لكن سبق تجاهلها في الماضي، ولا تتمتع المحكمة بصلاحيات تنفيذية.
ولوحت مجموعة صغيرة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين خارج المحكمة بالأعلام على أنغام موسيقى الراب، داعين إلى تحرير فلسطين.

رفض إسرائيلي

في المقابل رفضت إسرائيل الأسس التي أصدرت المحكمة قرارها بناء عليها، وأصرت على أن عملياتها العسكرية في رفح متوافقة مع القانون الدولي.
وجاء في بيان مشترك لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي ومتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أن "إسرائيل لا تعتزم ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح تؤدي إلى ظروف معيشية يمكن أن تتسبب بتدمير السكان المدنيين الفلسطينيين، سواء في شكل كامل أو جزئي".
وتابع البيان الإسرائيلي أن "إسرائيل ستبقي معبر رفح مفتوحاً أمام دخول المساعدات الإنسانية من الجانب المصري، وستمنع المجموعات الإرهابية من السيطرة على المعبر".
واعتبر البيان الإسرائيلي أن "اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بارتكاب إبادة جماعية، كاذب وشائن وبغيض أخلاقياً".

اتصال بين بايدن والسيسي

في سياق متصل، أفاد البيت الأبيض الجمعة بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، "السماح بإدخال المساعدة الإنسانية التي تؤمنها الأمم المتحدة عبر معبر كرم أبو سالم" في جنوب قطاع غزة. وأضاف البيت الأبيض في بيان أن "هذا الأمر سيساعد في إنقاذ أرواح"، لافتاً إلى أن بايدن "تعهد في شكل كامل" العمل من أجل إعادة فتح معبر رفح الحيوي عند الحدود بين مصر والقطاع المحاصر.
كذلك، ناقش الرئيسان الأميركي والمصري "مبادرات جديدة تهدف إلى الإفراج فوراً عن الرهائن مع إرساء وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في غزة.
كما ذكر بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الرئاسة اتفقت مع مصر اليوم الجمعة على إرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم إلى حين التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح معبر رفح.

ترحيب سعودي

ورحبت السعودية بقرار محكمة العدل الدولية، مشددةً على أهمية توسيعه ليشمل "كامل المناطق الفلسطينية".
وقالت الخارجية السعودية في بيان إن القرار "خطوة إيجابية تجاه الحق الأخلاقي والقانوني للشعب الفلسطيني"، لكنها شددت على "أهمية أن تشمل القرارات الدولية كامل المناطق الفلسطينية".
وجددت المملكة "دعوتها المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لوقف جميع صور العدوان على الشعب الفلسطيني".


مشاورات ومواقف إسرائيلية

وتشاور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الخامسة بعد ظهر الجمعة (14:00 بتوقيت غرينتش) مع عدد من وزراء حكومته خلال اجتماع عبر الهاتف حول قرار محكمة العدل الدولية، وفق ما أعلن مكتبه.

من جهته ذكر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن إسرائيل لن تقبل حكم محكمة العدل الدولية، إن مطالبة إسرائيل بوقف الحرب على "حماس" بمثابة مطالبتها بأن تقرر الاختفاء من الوجود.
وكان متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية قال أمس الخميس إنه "لا توجد قوة على وجه الأرض بإمكانها أن تمنع إسرائيل من حماية مواطنيها وملاحقة ’حماس‘ في غزة".

وذكر "موقع أكسيوس" أن عضو الـ "كابينت" الإسرائيلي بيني غانتس بحث في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن حكم محكمة العدل الدولية في شأن رفح.
 كذلك شجب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية اليوم الجمعة، لأنه لم يربط بين مطلب إنهاء القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال لابيد، الشديد الانتقاد لنتنياهو، إن فشل المحكمة في الربط بين القضيتين "انهيار أخلاقي وكارثة أخلاقية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


يجب الاختيار

 من جهة أخرى قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الجمعة إنه يتعين الاختيار بين احترام دعم التكتل للمؤسسات الدولية أو دعمه إسرائيل، مضيفاً في فعالية بفلورنسا، "ماذا سيكون الرد على حكم محكمة العدل الدولية الذي صدر اليوم؟ ماذا سيكون موقفنا؟ سيتعين علينا الاختيار بين دعمنا للمؤسسات الدولية المعنية بسيادة القانون وبين دعمنا لإسرائيل".

ترحيب جنوب أفريقي

من جهتها رحبت جنوب أفريقيا اليوم الجمعة بالأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، وحثت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على دعمه، وأكدت وزيرة الخارجية ناليدي باندور "أعتقد أنها مجموعة أكثر حزماً، من حيث الصياغة، من الإجراءات الموقتة، ودعوة واضحة جداً إلى وقف إطلاق النار".

مواقف فلسطينية

إلى ذلك قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة "رويترز" إن السلطة الفلسطينية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية الصادر اليوم الجمعة، معتبراً أنه يمثل "إجماعاً دولياً على مطلب وقف الحرب الشاملة على غزة".
كما رحبت حركة "حماس" بالقرار مشيرة إلى أنها كانت تنتظر أن يشمل كل قطاع غزة وليس محافظة رفح فقط.
أما وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي فاعتبر في منشور عبر منصة "إكس" أن "محكمة العدل كشفت عن جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة".

وشنت إسرائيل هجومها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة خلال شهر مايو (أيار) الجاري، مما أجبر مئات آلاف الفلسطينيين على الفرار من المدينة التي نزح إليها نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وكانت رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة الطريق الرئيس لدخول المساعدات، وتقول منظمات دولية إن العملية الإسرائيلية عزلت القطاع وزادت خطر المجاعة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار