ملخص
حركة احتجاجية تشمل بين أسبابها معارضة التوقيع على اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة الأميركية الجنوبية.
يواصل مزارعون فرنسيون غاضبون من طريقة تعامل السلطات الفرنسية مع وباء يصيب المواشي الثلاثاء، إغلاق طرق وسكك حديد، في حركة احتجاجية تشمل بين أسبابها أيضاً معارضة التوقيع على اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة الأميركية الجنوبية (ميركوسور).
وبينما بدأ رئيس الحكومة سيباسيتان لوكورنو اجتماعاً مع الوزراء والمحافظين المعنيين بهذه التظاهرات، يستمر المزارعون في قطع الطريق السريع "ايه 64" الذي يربط بين بايون وتولوز في جنوب غربي البلاد.
وتغلق الجرارات وأكوام القش الطريق السريع خصوصاً في كاربون بالقرب من تولوز حيث خيّم المزارعون للّيلة الرابعة.
وأفاد مراسل وكالة الصجافة الفرنسية بأنّ مزارعين في جنوب غربي البلاد أغلقوا الطريق السريع "إيه 61" بعد ظهر الثلاثاء، ما تسبب في تعطيل حركة المرور في اتجاه كاركاسون-تولوز.
وقال أحد المتظاهرين وهو نيكولا إيسبيتاليي، للوكالة إنّ "الفكرة تتمثل في إحداث أكبر قدر من الضوضاء ليجري سماعنا".
وأضاف مزارع الحبوب والعضو في نقابة المزارعين الشباب، "لم نجد فكرة أفضل من التوجه إلى الطريق السريع لأنّ الدولة لا تسمعنا".
عرقلة سير القطارات
كذلك، أدى احتجاج للمزارعين عند معبر سكة حديد في فيلفرانش دو لوراجيه، إلى عرقلة سير القطارات بين تولوز وكاستيلنوداري، بحسب ما أفادت شركة SNCF Reseau المشغّلة للسلكك الحديد.
ولا يزال الطريق الرئيس المؤدي إلى أندورا مغلقاً منذ الجمعة.
ومنذ تفشي مرض الجلد العقدي في فرنسا في يونيو (حزيران)، تضمّنت استراتيجية الحكومة للتعامل معه ذبح جميع الحيوانات في المناطق المصابة، وفرض قيود على تحركات القطعان، و"التطعيم الطارئ" للماشية في نطاق 50 كيلومتراً من المنطقة المصابة، ولكن لم يتم تعميم ذلك على المستوى الوطني.
لم تُسفر زيارة وزيرة الزراعة آني جنيفار إلى جنوب غربي فرنسا عن أي تهدئة للوضع.
وأكدت الاثنين أنها "استمعت" إلى معاناة المزارعين خلال اجتماع أزمة في تولوز، مشيرة إلى أن "الركائز الثلاث" للاستراتيجية الصحية لا تزال هي الذبح المنهجي عند اكتشاف حالة، والتطعيم وتقييد الحركة.
وفي منطقة باريس، أغلق مزارعون طريقاً في ميريه الثلاثاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرسوم الجمركية
وقال فينسان توميو (30 سنة) الأمين العام لنقابلة المزارعين الشباب في منطقة إيفلين "إن الزراعة الفرنسية باتت على المحك".
وأضاف "في الوقت الحالي، لم نتأثر (بالمرض) ولكن بالسرعة التي ينتشر بها، فمن المرجح أن يحدث ذلك، ويجب علينا معالجة هذه القضية كأولوية، في الوقت ذاته مع ميركوسور، بالنسبة لي كل شيء مرتبط".
وجاء ذلك فيما وافق البرلمان الأوروبي على تدابير حماية معزّزة للمزارعين الأوروبيين، بهدف الحد من التأثير المحتمل للاتفاقية مع ميركوسور.
وتنص هذه التدابير الوقائية التي حازت على 431 صوتاً مقابل 161 صوتاً، على مراقبة المنتجات الحساسة مثل لحوم البقر والدواجن والسكر، وإمكانية إعادة فرض الرسوم الجمركية في حالة عدم استقرار السوق.
مع ذلك، من غير المرجح أن يكون هذا كافياً لضمان موافقة فرنسا. فقد دعت باريس الاتحاد الأوروبي إلى تأجيل توقيع الاتفاقية التجارية مع ميركوسور، والتي تأمل بروكسل في التوقيع عليها بالأحرف الأولى في البرازيل السبت.
من جانبها، جددت الحكومة اليسارية الإسبانية الثلاثاء دعمها الثابت لتوقيع الاتفاقية.
وقال وزير الزراعة لويس بلاناس للصحافيين لدى وصوله إلى المؤتمر الوطني للصيد في مدريد، "نأمل في أن تتمكن المفوضية من إتمام الاتفاق مع ميركوسور في الأيام المقبلة".
وأضاف أن الحكومة الإسبانية تعتبر هذا الاتفاق "أساسياً" للمصالح الاقتصادية للبلاد.
ورداً على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، أكدت وزارة الاقتصاد الإسبانية أنّ هذا الاتفاق بين ميركوسور والاتحاد الأوروبي يشكل تطوراً "تاريخياً ومتوازناً"، وسيؤدي إلى إنشاء "أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، بسوق إجمالية تضم أكثر من 700 مليون مستهلك ونحو 25 في المئة من الثروة العالمية".