ملخص
قال مصدر سعودي لـ"اندبندنت عربية" إن الإعلان في أحرفه الأولى عن إبرام الاتفاق الدفاعي السعودي - الأميركي "قد يتم بصورة نهائية في أي لحظة".
خلصت المحادثات المكثفة بين السعودية وأميركا في شأن الاتفاق الأمني الاستراتيجي بينهما إلى "صيغة شبه نهائية" في آخر تقييم للمناقشات حول الاتفاق المرتقب، الذي يعتقد أنه سيكون الأول من نوعه لواشنطن مع دولة عربية على الإطلاق.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان استقبل في الظهران شرق السعودية، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، واستعرضا في لقائهما "العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات"، وذلك قبل أن يتوجه المسؤول الأميركي إلى إسرائيل هذا اليوم للقاء رئيس وزرائها، الذي دعت الرياض واشنطن مرات عدة إلى الضغط عليه في سبيل إنهاء الحرب في غزة.
وأكدت أن المحادثات بحثت "الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، التي قارب العمل فيها على الانتهاء".
وكان وزيرا خارجية البلدين أوضحا في ندوتين منفصلتين ضمن لقاءات "دافوس الرياض" قبل ثلاثة أسابيع، أن الجانبين وصلا إلى اللمسات ما قبل الأخيرة حول الاتفاق الذي يعملان عليه بزخم متواصل، على رغم تقلبات الأحداث الإقليمية والدولية.
ولفت الجانب السعودي إلى أن مباحثات المسؤولين في الظهران تناولت كذلك، "ما يتم العمل عليه بين الجانبين في الشأن الفلسطيني لإيجاد مسار ذي صدقية نحو حل الدولتين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة"، إلى جانب المستجدات الإقليمية "بما في ذلك الأوضاع في غزة وضرورة وقف الحرب فيها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية".
في غضون ذلك قال مراسل "أكسيوس" الإخباري الأميركي المختص في شؤون المنطقة، إن مسؤولاً أميركياً أخبره بأن "المحادثات بين سوليفان وولي العهد كانت جيدة جداً ومثمرة للغاية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مصدر سعودي لـ"اندبندنت عربية" إن الإعلان في أحرفه الأولى عن إبرام الاتفاق الدفاعي السعودي - الأميركي "قد يتم بصورة نهائية في أي لحظة"، مشيراً إلى أنه لن يتفاجأ إن حدث ذلك في يوليو (تموز) المقبل، أي في غضون أقل من شهر.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قال للصحافيين أخيراً إن سوليفان سيبحث مع السعوديين "القضايا الثنائية والإقليمية، ومنها الحرب في غزة بالطبع، وكذلك الجهود المستمرة لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة".
وطالب ولي العهد السعودي خلال مشاركته في القمة العربية التي انعقدت في البحرين الخميس المجتمع الدولي بدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان على الفلسطينيين، داعياً إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية. وجدد دعم الرياض تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً.
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية أولت "اهتماماً بالغاً بالقضايا العربية"، مشيراً إلى أنها استضافت اجتماعاً دان الحرب الإسرائيلية على غزة "تحت أي ذريعة"، ودعمت جهود معالجة الأوضاع الإنسانية في القطاع.
يذكر أن وزارتي الطاقة السعودية والأميركية وقعتا هذا الأسبوع اتفاقاً استراتيجياً في سياق دعم إنتاج "الطاقة النظيفة"، مما اعتبره محللون خطوة تمهيدية للاتفاق الأمني المنتظر بوصف البرنامج النووي السلمي بين أحد أركانه.
اجتماعات بناءة
ومساء الأحد، ذكر بيان أميركي أن سوليفان أجرى اجتماعات بناءة مع ولي العهد السعودي وأطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي عليها كما بحث معه الحرب في غزة.
وتحدث سوليفان مع نتنياهو وفريقه عن اجتماعاته في السعودية و"الإمكانات التي قد تكون متاحة الآن لإسرائيل، وكذلك للشعب الفلسطيني". وناقش الجانبان أيضاً الحرب في غزة والحاجة إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
ودعا سوليفان أيضاً نتنياهو إلى أن تكون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مترافقة مع "استراتيجية سياسية" لمستقبل القطاع الفلسطيني والإفراج عن جميع الرهائن، حسبما قال البيت الأبيض في البيان.