Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظهور عائلة بيكهام في "سوبر بول" دليل على ولوجها عالم الفرص المربحة

بعد أن حققت سلسلتهما الوثائقية التي عرضتها "نتفليكس" السنة الماضية نجاحاً مفاجئاً، لم يعد اسم الثنائي بيكهام يغيب عن مواقع التواصل الاجتماعي

صوت النجاح! كيف تستعد العائلة لتحقيق ثروة جديدة من خلال إعادة اختراع نفسها من أجل جمهور جديد (فيكتوريا بيكهام / إنستغرام)

ملخص

يبدو أن وثائقي "بيكهام" قد فتح باب الفرص الكبرى لعائلة بيكهام مع إمكانيات كبرى قد توازي ما تعيشه عائلة "آل كارداشيان"

بعد الجلوس لأكثر من 50 ساعة لإجراء مقابلات مصورة ناقشت حياتهما معاً منذ 26 عاماً، كان ديفيد وفيكتوريا بيكهام قلقين حيال رد فعل الناس على السلسلة الوثائقية الخاصة بهما التي تعرضها "نتفليكس" "بيكهام" Beckham. لم يسبق لهما أن كشفا عن مكنوناتهما بهذه الطريقة وكانا يعلمان أنها مقامرة خطرة. لكن بعد بضعة أشهر، أصبح من الواضح أن رهانهما أوتي ثماراً جنية – وبطرق عدة غير متوقعة.

لم تكتف السلسلة المكونة من أربع حلقات في إثارة معجبيهما المخلصين فحسب، بل حازت أيضاً إعجاب المشاهدين من المعسكر الآخر. شاهد عديد من المتشككين العمل بدافع السخرية، لكنهم انبهروا ببدايات القصة الرومانسية بين ديفيد وفيكتوريا؛ الحس الفكاهي والروابط الوثيقة التي يتشاركانها مع أطفالهما الأربعة ولحظات الضعف التي كشفا عنها. على رغم رواية قصتهما بعناية وتشذيب، بالطبع، إلا أن الدفء غير المتوقع للزوجين هو الذي كسب قلوب الملايين في النهاية.

وأعيد رسم صورة ديفيد كلاعب كرة قدم رائد تحول إلى شخص يحب البقاء في منزله ويهوى الكمال ويقضي أيامه في رعاية النحل، وتنظيم خزانات ملابسه بدقة، وطهي وجبات للعائلة. وصوّرَت فيكتوريا على أنها شريكة وفية سريعة البديهة، ومستنكرة لذاتها. واستبدِل مظهرها الجليدي بابتسامة سهلة واندماج تام في الدعابات المسردة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أثارت التعاطف عندما تذكرت مدى صعوبة الاعتناء بالأسرة عندما كانت مسيرة ديفيد الكروية تعني أنهم يتنقلون باستمرار بين البلدان. ووصفتها معلقة الموضة والمؤلفة الرائعة إيمي أوديل بأنها "النجمة الحقيقية" للعرض.

لم يكن أي من إعادة التموضع هذه - ولا التغاضي عن تصرفات ديفيد الطائشة المزعومة - أشياء عرضية. قامت شركة "استوديو 99" التي يملكها ديفيد بإنتاج السلسلة التي يقال إن "نتفليكس" دفعت 16 مليون جنيه استرليني (نحو 20 مليون دولار) مقابل حقوق عرضها. قامت نيكولا هوسون، مديرة العديد من أعمال بيكهام، بإنتاج العمل، بينما قام بمهمة الإنتاج التنفيذي صديقا ديفيد المقربان ديفيد غاردنر وغاري نيفيل.

لكن بينما كانت عائلة بيكهام تتمتع بالسيطرة على الجانب التحريري، لم يكن بوسعها أبداً التنبؤ بمدى نجاح العمل. في مقابلة أجريت أخيراً مع صحيفة "فايننشال تايمز"، كشفت فيكتوريا أنها وجدت كل ذلك "يمنح حرية تامة". كان المشاهدون يوقفونها في الشارع للإشادة بالعرض، حتى أن بعضهم ترك ملاحظات على الزجاج الأمامي لسيارتها يعتذرون فيها عن أحكامهم القاسية والشديدة عليها في الماضي.

ومنح البرنامج الزوجين ثقة جديدة. صارت اللحظات العائلية الحميمة التي انفردت بها في السابق بين الحين والآخر مجلات المشاهير مثل "أوك!" OK! و"هيللو!" Hello! تنشر الآن بشكل يومياً تقريباً على "تيك توك" و"إنستغرام". وصوّرت عطلة عائلية قبل عيد الميلاد في جزر البهاماس وجرى تحريرها في مقطع فيديو رائع أعطى لمحات عن العائلة وهي ترقص على الشاطئ، وتستمتع بحفلات الشواء وتلعب بالكرة.

وجرى استغلال احتفالات عيد الميلاد حتى آخر نقطة للحصول على محتوى شمل أكثر من اثني عشر منشوراً يظهر سانتا وهو يزور منزل العائلة في أوكسفوردشير وحفلات العشاء العائلية في مطاعم لندن الفاخرة. تباهى ديفيد بقن الدجاج الخاص به وبدجاجاته (وهي هدية من فيكتوريا)، وبالطبع الصورة الضرورية التي يرتدي فيها جميع أفراد العائلة بيجامات احتفالية متطابقة. إنه تناقض صارخ مع العام الماضي عندما نشر الزوجان بضع منشورات فقط خلال الفترة عينها.

وفي تطور غير متوقع، طورت فيكتوريا ميلاً لنشر "صور مغرية" لديفيد بيكهام - وهي صور مصممة للإثارة الجنسية. أظهرته الصورة الأولى وهو متمدد على الأرض مرتدياً سروالاً داخلياً ضيقاً أبيض فقط بينما يحاول إصلاح جهاز التلفزيون. هذه التجربة التي حظيت بإعجاب نحو 1.5 مليون شخص، سرعان ما ألحقت بمقطع فيديو يظهر ديفيد وهو يتدرب بجد في صالة الألعاب الرياضية حيث أشارت إليه فيكتوريا بـ "آلة الحب".

كما باتت فيكتوريا تلتقط صوراً لنفسها بكثافة. في الأسابيع القليلة الماضية فقط، شاركت صورة لوجهها من دون مكياج، وأخبرتنا عن روتين العناية بالبشرة الخاص بها واصطحبتنا بجولة في غرفة نومها وصالة الألعاب الرياضية. في هذه الأثناء، تنافس ديفيد مع ابنيهما بروكلين وكروز أمام الملأ على "إنستغرام" على من يمكنه القيام بأكبر عدد من تمارين الضغط باستخدام أثقال يدوية. قال ديفيد الذي ظهر عاري الصدر إنه وصل لرقم 1000 قبل أن ينشر ابناه مقطعاً يزعمان فيه أنهما تجاوزا ذلك الرقم.

وأدى هذا النهج الذي يعتمد على مبدأ "المزيد هو الأفضل" إلى تكهنات بأن العائلة في طور إعادة إطلاق. يعتقد خبير التسويق جيمس كيركهام أن العائلة تستطيع من خلال الاستفادة من أهميتها الجديدة، توسيع نطاق جاذبيتها لتصل إلى جمهور جديد. يقول كيركهام: "لقد أصبحت علامتهم التجارية أكثر قوة لأنهم أظهروا جانبهم الإنساني والهش في العرض، لذا فهم يعززونها الآن أكثر".

هذا التحول في الاستراتيجية أيضاً منطقي من الناحية التجارية - إنه خطوة يمكن أن تدر عليهم أموالاً ضخمة. ومن خلال الوصول المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تمتلك العائلة سيطرة كاملة وهي قادرة على التسويق لنفسها بشكل مباشر لدى جمهور أكبر، وجمع الأموال من المنصات والجهات الراعية أثناء قيامها بذلك.

إنها حيلة أتقنها آل كارداشيان منذ فترة طويلة. يقال إن كيم كارداشيان، التي بنت حضورها الاجتماعي على مدى عقود، يمكنها كسب أكثر من مليون دولار (ما يعادل 787 ألف جنيه استرليني) من كل منشور يروج لعلامة تجارية على "إنستغرام". وبامتلاكها أكثر من 360 مليون متابع، فهي تتفوق بكثير على ديفيد الذي لديه 86.7 مليون وفيكتوريا التي لديها 32.6 مليون، لكن هذا دليل على حجم الفرصة.

ويبدو أن خطتهم تؤتي ثمارها بالفعل، إذ كشفت فيكتوريا أنها وديفيد سيظهران في إعلان تجاري لبطولة سوبر بول إلى جانب جينيفر أنيستون. لقد ألمحت إلى الإعلان، كما هو متوقع، على "إنستغرام".

وفي المقطع الترويجي للإعلان، يحاكي ديفيد وفيكتوريا بشكل ساخر مشهداً من وثائقي "بيكهام" انتشر على نطاق واسع ينتقد فيه ديفيد ادعاءات فيكتوريا بأنها كانت من الطبقة العاملة من خلال إجبارها على الكشف عن أنها كانت تتنقل إلى المدرسة في سيارة رولز رويس. وسيكشف عن الإعلان التجاري الكامل في 11 فبراير (شباط) وسيشاهده أكثر من 130 مليون شخص. يتقاضى المشاهير أموالاً طائلة مقابل ظهورهم لمرة واحدة، ومن المحتمل أن يكون آل بيكهام قد حصلوا على أكثر من مليون جنيه استرليني مقابل المنشور على "إنستغرام" والإعلان التلفزيوني.

كما أن زيادة جمهورهم ستساعد أيضاً على تحصين جميع أفراد الأسرة في المستقبل. مصدر الإيرادات الرئيس للابن الأكبر لديفيد وفيكتوريا، بروكلين، هو الشراكات المدفوعة مع علامات تجارية مثل ستيوارت فايتسمان، وأوبر إيتس، ودانكن دونتس، التي تدفع مقابل ظهور إعلاناتها على حسابه على "إنستغرام". وبفضل امتلاكه أكثر من 16 مليون متابع، يمكنه الحصول على آلاف الجنيهات مقابل كل تعاون. ويحظى لاعب كرة القدم الناشئ روميو، البالغ من العمر 21 سنة، برعاية شركة "بوما"، وكجزء من صفقته ينشر أمام متابعيه البالغ عددهم 4 ملايين صوراً لنفسه وهو يرتدي ملابسها. الابن الأصغر لبيكهام، كروز البالغ من العمر 18 سنة، وابنتهما هاربر، 12 سنة، لم يجربا حظهما في رعاية وسائل التواصل الاجتماعي بعد، لكن من خلال الظهور بانتظام على حسابات والديهما، فهي مسألة وقت فقط قبل حصولهما على صفقات خاصة بهما مع العلامات التجارية.

ويضيف كيركهام، المؤسس والرئيس التنفيذي لوكالة "آيكونيك" ICONIC الإبداعية: "تدرك علامة بيكهام التجارية أن التركيز الكبير على حياة أفرادها اليومية لن يؤدي إلا إلى جلب مزيد من الاهتمام لمؤسساتهم، مما يجعل مساعي أبنائهم ناجحة أكثر بالنتيجة".

ويحدث هذا الاحتضان الكامل لوسائل التواصل الاجتماعي بينما تحقق أعمالهم الواقعية أرباحاً مالية عالية أيضاً. كشفت أرقام الشركة الصادرة في نهاية العام الماضي أن شبكة أعمال ديفيد حققت ربحاً قدره 21.9 مليون جنيه من إيرادات بلغت 72.6 مليون جنيه. حتى أن شركته "دي آر جيه بي" القابضة DRJB Holdings Limited تفاخرت بنموها على وسائل التواصل الاجتماعي في تقرير استراتيجي. ورد في التقرير: "في عام 2022، استمرت قنوات التواصل الاجتماعي القيمة للمجموعة في النمو في مناطق جديدة وبين شرائح سكانية جديدة".

وأثبت استثمار ديفيد في نادي إنتر ميامي لكرة القدم أنه ذكي بشكل خاص بعد أن صدم ليونيل ميسي العالم بانضمامه إلى الفريق وبالتالي تعززت مبيعات التذاكر والقمصان. وأظهرت وثائق أخرى أيضاً أن المدير الأعلى أجراً في شبكة "دي بي فينتشر" حصل على راتب قدره 10 ملايين جنيه عام 2022. وديفيد هو واحد من ثلاثة موظفين من المحتمل أنهم يحصلون على رواتب ضخمة.

كان لدى فيكتوريا أيضاً سبب للابتهاج بعدما حققت علامتها التجارية للأزياء أرباحاً أخيراً منذ إطلاقها قبل 15 عاماً. أفادت شركتها "في بي أتش أل" أن الإيرادات زادت بنسبة 44 في المئة إلى أكثر من 58 مليون جنيه في العام الماضي، مرتفعة من 41 مليون جنيه عام 2021. كانت المبيعات الكبيرة لحقائب اليد الجلدية الصغيرة ذات الحزام المعدني، والتي تبدأ أسعارها من 650 جنيهاً، وأقلام الكحل من علامة فيكتوريا بيكهام بيوتي بسعر 30 جنيهاً وأقلام تظليل الوجه بسعر 35 جنيهاً هي ما أدى إلى عكس حظوظ العلامة التجارية وفقاً لتقارير. وتعكس مجموعة فيكتوريا بيكهام بيوتي لمستحضرات التجميل المزدهرة جهود فيكتوريا في الترويج لها بإصرار على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعتقد خبير المحاسبة الذي قام بمراجعة الملفات العامة لعائلة بيكهام أن هناك مزيداً من الأخبار الجيدة بانتظارهم في المستقبل، حيث أن "حساباتهم المتوافرة هي لغاية نهاية عام 2022، وبالتالي لا تعكس النجاح الذي استمتعوا به عام 2023 أو التأثير الذي تركه برنامج "نتفليكس" على ثرواتهم". مضيفاً "من الممكن أن تشهد فيكتوريا إيرادات تتجاوز 100 مليون جنيه، ومن المحتمل أن يضاعف ديفيد أرباحه إلى 40 مليون جنيه بعد شراكاته العديدة مع علامات تجارية".

وبفضل امتلاكها منازل فاخرة في ميامي وأوكسفوردشير وهولاند بارك ولندن، ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أن صافي ثروة عائلة بيكهام بلغ 425 مليون جنيه، مقارنة بـ400 مليون جنيه عام 2022. لكن من المحتمل أنهم يشعرون وكأنهم أسماك صغيرة مقارنة بعائلة كنتهم. نيكولا بيلتز بيكهام هي ابنة المستثمر الملياردير نيلسون بيلتز وتزوجت من بروكلين في عزبة والدها التي تبلغ قيمتها 81 مليون جنيه الواقعة في بالم بيتش بولاية فلوريدا.

إذاً، ما الذي سيوصل عائلة بيكهام إلى مصاف المليارديرات؟ يتمثل الخيار السريع في طرح عرض آخر على "نتفليكس" – سلسلة تلفزيون واقع تلتزم بالقواعد التي اتبِعت في عرضي عائلة كارداشيان وأوزبورن من قبلهم. من شأن عمل كهذا أن يعزز أرصدتهم المصرفية ويهيئ أبناءهم للنجاح أيضاً، حيث تبلغ ثروة عائلة كارداشيان الآن أكثر من 1.6 مليار جنيه استرليني.

أخبرنا أحد المطلعين من "نتفليكس": "لقد طُرح عرض يركز على حياة عائلة بيكهام، لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كان سيصبح حقيقة أم لا. قد تستغرق المفاوضات حول مثل هذه الصفقات شهوراً، لكن عرضاً عن العائلة على غرار آل كارداشيان سيكون عملاً ضخماً وسيحبه الجمهور... أياً كان ما تطرحه شركة الإنتاج الخاصة بديفيد، فمن المرجح أن يقتنص الآن لأنه أثبت أن ’99 ستوديو‘ قادرة على إنتاج برامج تلفزيونية آسرة حقاً".

سنعرف قريباً ما ستقرره عائلة بيكهام بخصوص جماهيرها الجديدة والمتوسعة، إذ إنها ستكون حريصة على نشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. حتى ذلك الحين، استمتعوا بالصور المغرية.

تكتب رايتشل ريتشاردسون نشرة إخبارية تتناول الاتجاهات السائدة بعنوان "هايلي فليمابل" على منصة "سابستاك"

© The Independent

المزيد من منوعات