Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بروكلين بيكهام دليل على أن أبناء المشاهير ليسوا سواسية

يخلق الابن البكر لديفيد وفيكتوريا مكانة له في مهنة مربحة كطاه غير جيد جداً. لكن طبيعته المتملقة في ظروف استثنائية تجعله مسلياً للغاية

العلامة التجارية بيكهام بيلتز: النجوم الشباب بروكلين ونيكول في عرض أسبوع الموضة في باريس في أكتوبر (غيتي)

غابت إلى حد كبير عن حديث "مواليد المشاهير" في شهر ديسمبر (كانون الأول) حقيقة أن غالبية أبناء المشاهير هم رائعون نوعاً ما؟ جيف بريدجز. جين فوندا. لورا ديرن. صوفيا كوبولا. إنهم أساطير! رايلي كيو. داكوتا جونسون. أبناء سكارسغارد. بارعون! مايا هوك. مود أباتو. جاك كويد. نسل المشاهير الذي يمتلك مواهب وجاذبية لا يمكن إنكارها! صحيح أن جميعهم مولودون في حضن امتيازات هوليوود الثري، كما لو أن طائر اللقلق أسقطهم في منطقة تصوير المشاهد الخارجية في شركة ورنر بروس. لكن الغالبية العظمى من النجوم المنحدرين من نجوم سرعان ما يبررون شهرتهم بجهدهم - لذلك لا يمكنك حقاً التساؤل ما حجم مساهمتهم. بالطبع ما لم يكن النجم هو بروكلين بيكهام والطاولة في مطبخك وما يقدم إليك هو قطعة لحم بقري مشوية شبه نيئة بلون وردي مثل خدود الحضور الخجلة في برنامج "وقت المساءلة" Question Time.

هذا الأسبوع، أثار بيكهام، نجل ديفيد وفيكتوريا الذي يتنقل من مهنة إلى أخرى، الضحك من خلال مقطع فيديو نشره على "إنستغرام" يستعرض فيه بحماسة كيفية طهي طبق المشويات التقليدي البريطاني. لم يكن أفضل طاه على الإطلاق. اعتاد بيكهام تقديم هذا النوع من الفيديوهات. كان الكوكتيل "التجريبي" الذي حضره في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أشبه بمزيج بسيط من الصودا والكحول، وعند ظهوره في فقرة مدتها 10 دقائق ضمن أحد البرامج التلفزيونية الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) صنع بعناية فائقة شطيرة من لحم الخنزير المقدد والسجق والبيض. ولإعداد طبق المشويات التقليدي بطريقته الخاصة، أغرق بيكهام البطاطس والخضراوات في بحر من الزيت قبل ما بدا أنه ينفخ برفق على قطعة اللحم بدلاً من طهيها. عليك أن تبذل جهداً غريباً لكي تخرج نتيجة شواء قطعة لحم البقر بهذه الطريقة السيئة. قوبلت الوجبة المحضرة بدرجات متفاوتة من العداء في قسم التعليقات. وكتب أحد اللئيمين: "نوبة قلبية في صحن"، وعلق آخر: "يمكن لطبيب بيطري جيد إعادة هذه البقرة إلى الحياة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يفهم هؤلاء الناس الأمر بدقة على كل حال. ألا يدركون ما الذي نشاهده أمامنا؟ إننا سراً نعتبر بيكهام طفل المشاهير المفضل لدينا، فهو ذلك المشهور الذي ينعم بامتياز يفوق التصديق، يتعثر ويرتبك ببساطة مثله مثل أي شاب عادي في العشرينيات من عمره. أتساءل أحياناً ما إذا قام شاب ما من قرية إنجليزية عادية بتبادل الأجساد معه، على غرار ما حدث في فيلم "الجمعة المجنونة" Freaky Friday، في وقت ما من أواخر العقد الأول من القرن الحالي، فكانت هذه هي النتيجة. لم يسبق لأحد أن انجرف بلا هدف إلى هذا الحد على الملأ على رغم الفرص غير المحدودة لتجنب ذلك، لا بد أن المسألة مسألة تبادل أجساد.

لا يزال بيكهام في الـ23 من عمره فقط، لكن لديه قائمة طويلة من الأمور التي يشغف بها.  في سن الـ14، كان يحب كرة القدم، لذلك كان يلعبها بعد المدرسة. في سن الـ16، ومثل كل مراهق اشترى له والداه كاميرا في وقت ما بمناسبة عيد الميلاد، بدأ في التقاط كثير من الصور، لقطات فنية لأشخاص جميلين أو صور مشوشة قليلاً للفيلة. أراد دراسة التصوير في الجامعة، مفترضاً إمكانية تحول هواية ممتعة إلى مهنة إبداعية مزدهرة. لم تنجح مساعيه، لكن لا داعي للقلق. بعد بضع سنوات، عندما وصل إلى الـ21، أدرك أنه يهوى الطهي. في الواقع، كان الطبخ ممتعاً للغاية، إذ إنك تلعب بالمكونات وتقدم الأطباق للأصدقاء. لذلك قرر الاستمرار فيه بدلاً من ذلك.

سلك كل واحد منا مساراً مشابهاً في الماضي، تلك المحاولات اليافعة الفاترة في مهن مختلفة، إذ تخلينا عن كل واحدة منها في مرحلة ما على طول الطريق. الاختلاف الوحيد هنا هو أن بيكهام قد أجرى كل تجاربه على مسرح عالمي، وكانت تجاربه المهنية على مستوى أكثر رقياً قليلاً بسبب علاقات والديه. هل رأيتم صورة الفيلة تلك؟ لقد نشرت في كتاب صادر عن دار "راندوم هاوس" العريقة للنشر. وتلك اللقطات الفنية لأشخاص جميلين؟ قام بتصوير حملة إعلانية لعلامة بربري الشهيرة وهو في سن الـ16. وماذا عن مغامراته المطبخية؟ كانت إلى جانب طهاة محترفين من أجل الفيديوهات التي ينشرها على "إنستغرام". يقال إن كل حلقة تكلف 100 ألف دولار، وكانت لديه الجرأة على تسمية السلسلة "الطبخ مع بروكلين".

كل ما سبق يثير الغضب بشكل طبيعي، فالفرص التي أتيحت لبيكهام لا تتناسب مع تأهيله أو، كما أدركنا بعد فوات الأوان، اهتمامه الفعلي بأي منها. لكن إذا تجاوزنا هذه النقطة، وأنا أتفهم تماماً رغبتكم في عدم تجاهلها، هناك شيء من العبقرية في شهرته الحالية. يظهر بيكهام في كل الصحف الشعبية طوال الوقت، لكن هذا يرجع إلى منهج إعلامي يهتم أكثر بمتابعة ما يحدث مع شخصية معروفة لكن لا أحد يدرك سبب شهرتها، أسلوب قليل التنظيم ويخضع لمراقبة محدودة للجودة، وليس له هدف حقيقي من المادة المنشورة بخلاف جذب الاهتمام. يشارك بروكلين في تحديات "تيك توك" واسعة الانتشار، مثل تناول رقائق البطاطس الحارة جداً. إنه يحضر وزوجته نيكولا بيلتز كنجمين على سجادة حمراء فعالية لإطلاق علامة حليب مخفوق جديدة. إنه المتحدث الرسمي باسم مشروبات معلبة. تصدر وزوجته عناوين الأخبار إلى حد كبير العام الماضي بسبب "مشاحنة" مزعومة بين نيكولا وفيكتوريا، التي تناولتها الصحف بشكل غامض للغاية، ولكن بلا هوادة لدرجة أنها بلا شك كانت مختلقة. بالمجمل، كل ما حدث لم يكن أنيقاً على الإطلاق، لكنه ما يجعل بروكلين مسلياً للغاية.

لطالما بدا انتقاد بروكلين بيكهام شبيهاً بانتقاد الناس والده لأنه ألثغ قليلاً، أو والدته لعدم امتلاكها صوتاً غنائياً مذهلاً، جميعها انتقادات سطحية. لا، إنه لا يمتلك حضوراً طبيعياً أمام الكاميرا. ولا، لن أتذوق لحم البقر الذي يحضره. كما أنه لم يصل إلى درجة من إدراك الذات كافية لقيامه بالسخرية من نفسه، فوالدته، على سبيل المثال، كانت دائماً تثير المرح في السر بسبب استعدادها للسخرية من مقاومتها للابتسام، أو أسلوبها الفاخر أو الوقت الذي تعاونت فيه مع داين باورز. لكن بروكلين لم يصل إلى هذا الحد حتى الآن على أية حال. إلا أن هذا كله يعبر عن اختلافه العام، كما لو كان شخصاً عادياً بشكل اعتباطي وجد نفسه في وضع غير عادي للغاية. تكمن جاذبيته في عدم جاذبيته المطلقة، إنه رجل يجرب حظه برمي كل ما لديه على الحائط ليرى ما الذي سيعلق.

كما أنه ذخر لا يقدر بثمن للأشخاص المشهورين الذين يدافعون بلا هوادة عن ولادة المرء في أسرة مشهورة. نظرياً، يمكن أن يكون بروكلين بيكهام أعظم نجم في العالم وعدم كونه كذلك، على رغم كل هذا الاستثمار، يثبت أن مبدأ الجدارة لا يزال قائماً في أوساط أولاد المشاهير. إذا لم يكن لديك هذا الإيمان الشديد بالذات، أو تلك "الشرارة" أو "عامل النجومية" الذي يفوق الوصف ويجعل الناس يرغبون في مشاهدتك أو القراءة عنك أو معرفة ما تفعله، فلن تصبح "ابن المشاهير التالي الذي ننسى أن والديه مشهوران".

في غضون ذلك، أنا أستمتع باللحم البقري الفظيع. وحضور حفل لإطلاق منتج الحليب بالفراولة على السجادة الحمراء. والمحاولات المجهدة لإنشاء علامة تجارية باسمه واسم زوجته. إضافة إلى كل ما قد يأتي بعد ذلك. قال بيكهام لمجلة "فيرايتي" Variety العام الماضي، "أود أن تكون لدي حانة خاصة بي... أرغب في أن تكون لدي الصلصات والسكاكين والأواني والمقالي الخاصة بي. أريد تقديم كثير من البرامج التلفزيونية".

لا تدع شيئاً يقف أمام طموحك يا بروكلين.

© The Independent

المزيد من منوعات