Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عن معضلة الاختيار بين الحياة المهنية ورعاية الأطفال

وزيرة التعليم بالمملكة المتحدة تأمل أن يشكل أكبر توسع لرعاية الأطفال المجانية في تاريخ البلاد نقطة تحول في حياة الأسر العاملة

وزيرة الدولة لشؤون التعليم جيليان كيغان إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك داخل حضانة "بيزي بيز" Busy Bees في هاروغيت في مقاطعة "نورث يوركشير" (رويترز)

ملخص

شاهدت بعيني على مدى العقود الثلاثة التي أمضيتها في مجال الأعمال، عدداً لا يحصى من المهن الرائعة التي اضطر أصحابها إلى التخلي عنها، كي يتمكنوا من تربية أطفالهم بالطريقة الوحيدة التي يمكنهم تحمل كلفها: ألا وهي البقاء في المنزل

لأعوام عدة، واجه عدد لا يحصى من أولياء الأمور في المملكة المتحدة - ومعظمهم من النساء - القرار الصعب المتمثل في الاختيار بين تكوين أسرة أو التقدم في الحياة المهنية.

وقد شاهدت بعيني على مدى العقود الثلاثة التي أمضيتها في مجال الأعمال، عدداً لا يحصى من المهن الرائعة التي اضطر أصحابها إلى التخلي عنها، كي يتمكنوا من تربية أطفالهم بالطريقة الوحيدة التي يمكنهم تحمل كلفها: ألا وهي البقاء في المنزل.

لكننا هذا العام، نعتزم تغيير هذا الواقع، فقد أردت أن يكون عام 2024، المحطة التي يستعيد فيه الآباء خيارهم. خيار القيام بما هو صحيح وما يعد الأفضل بالنسبة إليهم وإلى أطفالهم.

ونحن نهدف في هذا الإطار إلى تقديم الدعم للأهالي كي يتمكنوا من اتخاذ قرارهم. ولهذا السبب، فإننا نقدر العمل الجاد ونكافئه من خلال تخفيف وطأة الضرائب عن كاهلهم، وتعزيز الدعم المقدم لرعاية الأطفال، بما يمكن الآباء من الحصول على مزيد من المرونة المالية في نهاية كل شهر.

في موازنة الربيع الماضي، تعهدنا بمستوى غير مسبوق من التمويل، وأكبر توسع على الإطلاق في رعاية الأطفال شهده تاريخ إنجلترا، إذ بلغ الإنفاق أكثر من 8 مليارات جنيه استرليني (10 مليارات و80 مليون دولار أميركي) سنوياً مع حلول السنة المالية 2027 - 2028.

هذا التوسع أصبح بالأمس قانوناً - وهو ما يمثل علامة فارقة مهمة نحو تنفيذ تعديلات كبيرة في نظام رعاية الأطفال.

واعتباراً من اليوم تنطلق فترة التسجيل للآباء العاملين، للتقدم للمرحلة الأولية من عرضنا الجديد المتمثل في تغطية 15 ساعة من الرعاية المجانية لأطفالهم بعمر السنتين. من ثم سيتاح لمئات الآلاف من الآباء المؤهلين التسجيل من الآن وحتى نهاية فبراير (شباط) المقبل، مع خيار تأمين أماكن لصغارهم بدءاً من أبريل (نيسان) المقبل.

أدرك تماماً في المقابل أن بعض الآباء قد تكون لديهم مخاوف في شأن العودة للعمل في وقت مبكر من حياة أطفالهم، خوفاً من أنهم قد يخذلون صغارهم بطريقة ما.

إلا أن قراراً من هذا النوع، يجب أن يظل دائماً خياراً شخصياً للغاية، لكل أسرة. لكن أود أن أطمئنكم إلى أن هناك كثيراً من الأدلة التي تبرز التأثير الإيجابي للتعليم في الحضانة، على النمو المبكر للأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين أن كثيراً من الأهالي يدركون بالفعل مدى أهمية دور مقدمي الرعاية بالنسبة إلى أطفالنا في سنواتهم الأولى، إلا أنه من اللافت للنظر أن نحو 96 في المئة من خدمات رعاية الأطفال في إنجلترا، تصنف الآن على أنها جيدة أو متميزة. وهذا يعد تحسناً كبيراً مقارنة بالنسبة التي تقل عن ثلاثة أرباع المسجلة في عام 2010، إضافة إلى ذلك، يجدر التذكير بأن "مكتب المعايير في التربية والتعليم" (أوفستيد) Office for Standards in Education (Ofsted) (الذي يتولى الرقابة على المؤسسات التعليمية في إنجلترا) يقر بمدى فاعلية مناهج الأعوام الأولى، في إعداد الأطفال للمدرسة والتعلم في وقت لاحق.

إنني أدرك تماماً بأن تحقيق هذا التحول لن يكون بالمهمة السهلة، ولهذا السبب أعمل بنشاط على تعزيز معدلات التمويل المتزايدة في مختلف أنحاء البلاد. وسأخصص إضافة إلى ذلك، ما يصل إلى 1200 جنيه استرليني (1512 دولاراً) لمربي الأطفال الجدد، بهدف إزالة العوائق التي تحول دون توظيف عاملين والحفاظ على الموهوبين الذين يضطلعون بدور حاسم في توفير رعاية استثنائية للأطفال.

قد يبدو الأمر واضحاً، إلا أنه من الضروري تسليط الضوء على أن دور الحضانة ومربي الأطفال والموظفين المتفانين في هذا القطاع، إنما يسهمون في تعزيز البيئة المليئة بالبهجة في مجال الرعاية. وأنا أشجع أي شخص لديه تساؤلات، على أن يحدد موعداً لزيارة أحد مراكز مزودي الخدمة المحلي في نطاق سكنه، والاطلاع من كثب على طبيعة الأجواء السائدة فيها.

وسواء كانت رعاية الأطفال هي الخيار الصحيح بالنسبة إليكم أم لا، فإن الدور الأساس لكل والد في نمو طفله، يظل على حاله ولا يتغير. وفي الأسابيع المقبلة، ستطلق الحكومة حملة التعلم المنزلي وعنوانها: "لحظات صغيرة معاً" Little Moments Together.

وستسهم هذه الحملة - التي تشكل جزءاً من برنامج "البداية من أجل الحياة" Start for Life الذي وضعناه - بتزويد الآباء بنصائح مفيدة وموارد قيمة للقيام بأنشطة ممتعة وجذابة، يمكن أن تتناسب بسهولة مع روتينهم اليومي المزدحم، لدعم نمو أطفالهم في أعوامهم الأولى.

الأهم من ذلك، هو أن توسعنا في أبريل (نيسان) المقبل، سيكون مجرد بداية. فاعتباراً من سبتمبر (أيلول) من هذه السنة، سيكون العرض الجديد (15 ساعة رعاية مجانية) متاحاً للآباء العاملين المؤهلين، للأطفال من عمر تسعة أشهر حتى بدء مرحلة دخولهم المدرسة، وبحلول سبتمبر من عام 2025، سيرتفع ذلك إلى 30 ساعة كل أسبوع.

وسيسهم هذا التوسع في إزالة بعض العوائق التي تحول دون انخراط نحو 400 ألف رب أسرة في العمل في إنجلترا، من الذين لديهم طفل يقل عمره عن ثلاث سنوات، وسيوفر على الوالد العامل دفع بدل 30 ساعة كاملة في الأسبوع من الرعاية، التي تصل كل سنة إلى6500 جنيه استرليني (7560 دولاراً).

أخيراً يمكنني القول إن هذا التوسع هو الأكثر شمولاً في مجال الرعاية المجانية للأطفال في تاريخ البلاد، وإنني أتطلع إلى رؤية مدى التأثير الإيجابي الذي سيحدثه على حياة الأسر العاملة.

 

جيليان كيغان هي وزيرة الدولة لشؤون التعليم في المملكة المتحدة

© The Independent

المزيد من منوعات