ملخص
تتصاعد أزمة كوبي ماينو مع مانشستر يونايتد بين قلة المشاركات وقناعات روبن أموريم التكتيكية، وسط ضغط جماهيري وعائلي ونصائح بالرحيل، مما يفتح باب يناير على سيناريوهات مصيرية للاعب الشاب.
لم يطرق أحد باب مكتب روبن أموريم هذا الأسبوع، لكن الرسالة التي أرادت عائلة ماينو إيصالها إلى مدرب مانشستر يونايتد جاءت على الملأ، في ملعب "أولد ترافورد". إذ ارتدى جوردان ماينو هايمز، الأخ غير الشقيق للاعب الوسط الذي لا يحظى بمشاركات كافية، قميصاً خلال تعادل يونايتد (4 - 4) مع بورنموث، حمل عبارة "حرروا كوبي ماينو".
أشرك أموريم لاعبه ماينو من دكة البدلاء لنحو نصف ساعة، مانحاً إياه واحدة من أطول مشاركاته هذا الموسم. وربما لم تكن تلك هي الحرية التي كان يتخيلها المشارك السابق في برنامج "لاف آيلاند"، لا في ظل نظرية تقول إن ماينو يحتاج إلى اللعب أساساً بانتظام، سواء مع يونايتد أو مع ناد آخر، ولا مع اقتراب إعادة فتح نافذة الانتقالات الشتوية.
أموريم وللأمانة لن يعاقب ماينو على تصرفات شخص آخر. وقال "لم يكن كوبي هو من ارتدى القميص. لن يبدأ بسبب القميص، لكنه أيضاً لن يجلس على الدكة بسبب القميص. سيلعب إذا شعرنا أنه اللاعب المناسب للمشاركة".
وهذا التقدير بالذات يمثل جوهر المشكلة. فقد أشاد أموريم بمشاركة ماينو الخاطفة الإثنين الماضي، قائلاً "لقد لعب بصورة جيدة للغاية".
أرقام مقلقة وتراجع في المكانة داخل الفريق
ومع ذلك، هذا الموسم، لم يشعر سوى مرة واحدة بأن ماينو هو الرجل المناسب للبدء أساسياً، وكانت أمام غريمسبي. وهو واحد من أربعة لاعبين كبار فقط في تشكيلة يونايتد لم يبدأوا أي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن. الثلاثة الآخرون هم ليساندرو مارتينيز، الذي عاد حديثاً فقط من إصابة في الرباط الصليبي، وتيريل مالاسيا، الذي أمضى الصيف ضمن مجموعة اللاعبين التي كان أموريم يسعى إلى التخلص منها، والحارس الثالث توم هيتون، الذي تعود آخر مباراة له في دوري الدرجة الأولى إلى يوم رأس السنة في 2020 لا 2025.
بالنسبة إلى ماينو، الذي تألق في نصف نهائي كأس أمم أوروبا "يورو 2024" وبدأ أساساً في النهائي، كان ذلك تراجعاً كبيراً في المكانة. ولا عجب أن بعضهم يرى أن الإعارة في يناير (كانون الثاني) المقبل قد تكون في مصلحته. ولأي نادٍ يسعى لاستعارته، فقد يكون "كوبي ماينو مجاناً". فقبل نحو 18 شهراً، ربما كانت قيمته تقدر بـ60 (80.27 مليون دولار) أو 70 مليون جنيه استرليني (93.65 مليون دولار).
غياب المواجهة المباشرة وتوتر داخل أولد ترافورد
ولم يتوجه ماينو إلى أموريم هذا الأسبوع لمناقشة وضعه. وعبر مدرب يونايتد عن أسفه لغياب أي طرق على باب مكتبه، معتبراً أن ذلك يعكس شعوراً أوسع بالاستحقاق داخل "أولد ترافورد". واعترض على الطريقة التي يفضل بها هاري أمس وتشيدو أوبي التواصل معه عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الحديث معه وجهاً لوجه، في وقت يشعر فيه مدرب يونايتد بأنه لم يقل شيئاً خاطئاً عن أي منهما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حالة ماينو مختلفة، فالاعتراضات جاءت من شقيقه. لكن ليس من شقيقه وحده، إذ نصحه لاعبا وسط مانشستر يونايتد السابقان بول سكولز ونيكي بات، اللذان خاضا فيما بينهما ما مجموعه 1105 مباريات بقميص النادي، بالرحيل حفاظاً على مسيرته الكروية.
وبدا أن هناك أيضاً حال تذمر في مدرجات "أولد ترافورد"، مساء الإثنين، حين قوبل دخول ماينو بأهازيج صاخبة. اللاعبون السابقون والمشجعون على حد سواء يبدون أقرب إلى الوقوف في صف لاعب الوسط المهمش أكثر من المدرب.
النهج التكتيكي لأموريم ومستقبل ماينو الغامض
وعلى أقل تقدير، يمكن أن يبدو تعيين أموريم خطوة سيئة التخطيط. ففي صيف 2024، كان اللاعبون الثلاثة في يونايتد المصنفون "غير معروضين للبيع"، جواهر التاج وآمال المستقبل الكبرى، هم راسموس هويلوند وأليخاندرو غارناتشو وماينو. واليوم، رحل اثنان، أحدهما بصورة دائمة، وقد يعذر الثالث إذا قرر أن يحذو حذوه.
وكغيره من كثير من الأمور في "أولد ترافورد"، يمكن إرجاع ذلك جزئياً إلى طريقة (3 - 4 - 3) التي يعتمدها أموريم. فمع نقل برونو فيرنانديز إلى دور أعمق، تحول ماينو إلى خيار احتياط، وقد يفتح إيقاف كاسيميرو عن مباراة اليوم الأحد أمام أستون فيلا نافذة فرصة، لكن في المرة الأخيرة التي عوقب فيها البرازيلي بالإيقاف، اتجه أموريم إلى مانويل أوغارتي.
الانطباع السائد أنه يرى ماينو غير كافٍ دفاعياً للعب في مركز الرقم "ستة" - وقد فقد يونايتد السيطرة بالفعل عندما دخل بديلاً لكاسيميرو أمام برايتون - إضافة إلى أنه لا يمتلك القدرة على الدخول إلى منطقة الجزاء كما يريدها المدرب من لاعب في مركز الرقم "ثمانية". قد يناسب ماينو اللعب في خط وسط ثلاثي، لكن أموريم لا يعتمد هذا النظام. وبالتأكيد لم يكن مناسباً للأدوار التي شغلها بصورة غريبة ولمدة قصيرة الموسم الماضي، كمهاجم وهمي ولاعب رقم "10".
تعامل أموريم بابتسامة مع الأسئلة المتعلقة بماينو، الجمعة الماضي، غير أن هذا الموضوع غالباً ما يبدو من بين أقل المواضيع تفضيلاً لديه، "أعلم أنكم تحبون كوبي"، قالها بنبرة متذمرة بعد التعادل مع وست هام. وإذا كانت المشكلة الجوهرية تكمن في أن آخرين - من عائلة ماينو إلى لاعبي وسط يونايتد السابقين - يقدرون مستوى اللاعب البالغ 20 سنة أكثر مما يفعل المدرب، فإن أموريم لمح إلى أن عليه البقاء وتغيير قناعته.
وقال "لديك أساطير في النادي يقولون: إذا لم تلعب، فارحل، لأن الجميع مخطئ. لا، فلنبق، ولنقاتل، ولنغير، ربما يكون المدرب مخطئاً".
ومن المرجح أن أموريم ينتمي إلى الأقلية. فعندما يتعلق الأمر بماينو، يرى معظمهم أنه أخطأ، بدرجة أو بأخرى، لكن إذا فضل أوغارتي عليه في "فيلا بارك"، فقد يزداد عدد من يعتقدون أن الرجل الذي ارتدى القميص كان محقاً، وأن الرحيل، بدلاً من القتال، قد يكون الخيار الأفضل.
© The Independent