ملخص
تظهر البيانات المالية تراجع حيازة بكين من سندات الخزانة الأميركية إلى 688.7 مليار دولار خلال أكتوبر الماضي مقارنة بـ700.5 مليار دولار في سبتمبر الماضي.
خفضت الصين حيازتها من سندات الخزانة الأميركية خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أدنى مستوى لها منذ 17 عاماً، في خطوة تعكس تصاعد القلق حيال استدامة الدين الأميركي واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مما أسهم في تآكل الثقة بالأصول المدعومة بالدولار.
وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الخزانة الأميركية، تراجعت حيازة بكين إلى 688.7 مليار دولار خلال أكتوبر الماضي، مقارنة بـ700.5 مليار دولار خلال سبتمبر (أيلول) من العام ذاته.
وهذا المستوى في الحيازات هو الأدنى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، ويعكس انخفاضاً بأكثر من 47 في المئة مقارنة بذروة قاربت 1.32 تريليون دولار سجلت خلال نوفمبر 2013، وفقاً لبيانات مزود المعلومات المالية الصيني "ويند".
وخلال مارس (آذار) الماضي، تراجعت الصين إلى المركز الثالث بين أكبر حائزي سندات الخزانة الأميركية الأجانب خلف اليابان وبريطانيا، مواصلة مسار الانسحاب التدريجي – وإن كان متقطعاً – الذي بدأ خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
واستمر هذا الاتجاه خلال العام الحالي في ظل مخاوف مستمرة في شأن استدامة الدين الأميركي، لا سيما بعد إقرار القانون الكبير الجميل لترمب"، إلى جانب تنامي القلق إزاء استقلالية الاحتياطي الفيدرالي مع تصاعد الضغوط من البيت الأبيض لخفض أسعار الفائدة.
مخاوف صينية من تسليح الدولار
وفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست"، حذر المستشار السابق للبنك المركزي الصيني يو يونغدينغ، ضمن مقالة، من تزايد الأخطار المرتبطة بالأصول المقومة بالدولار الأميركي، لا سيما بعد تجميد الولايات المتحدة لأصول البنك المركزي الروسي، وحث الصين على تنويع استثماراتها بعيداً من سندات الخزانة الأميركية نظراً إلى احتمالية "استخدام الدولار كسلاح" وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، مشيراً إلى أن احتياطات الصين الضخمة من الدولار عرضة للعقوبات أو النزاعات المالية، مما يستدعي اتخاذ تدابير استباقية لحماية استثمارات الصين الخارجية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى يونغدينغ أن الولايات المتحدة تستخدم الدولار ونظامها المالي بصورة متزايدة كسلاح، مما يجعل الأصول المقومة بالدولار أقل أماناً لدول مثل الصين.
كيف ستصبح الأصول الأميركية "رهينة"؟
وحذر من خطر المصادرة، إذ أظهر تجميد الولايات المتحدة للاحتياطات الأجنبية الروسية أن حيازات الصين الضخمة من الأصول الأميركية قد تصبح أيضاً "رهينة".
وقال يونغدينغ إن هناك حاجة إلى تنويع الإسثمارات، داعياً إلى تقليص حيازات الصين من سندات الخزانة الأميركية وغيرها من الأصول الدولارية، والتنويع في الذهب أو بدائل أخرى غير الدولار لتقليل الخسائر المحتملة.
ومع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، يخشى يونغدينغ من امتداد الصراع إلى القطاع المالي، مما يعرض أصول الصين الخارجية للخطر.
وحث يونغدينع صانعي السياسات الصينيين على إعداد تدابير مضادة ملموسة وإعادة النظر في استراتيجيات تدويل اليوان وإدارة الاحتياطات.