ملخص
كشف انتصار ليفربول على توتنهام ملامح مشروع هجومي واعد سرعان ما اصطدم بقلق الإصابات، بعد إصابة إيساك المبكرة ضمن مباراة صاخبة بالأهداف والبطاقات والجدل التحكيمي.
في لمح البصر، التحمت القطع أخيراً معاً.
لم يستغرق الأمر سوى أقل من ست ثوان حتى مزق ثلاثي ليفربول البالغ ثمنه 300 مليون جنيه استرليني (400 مليون دولار) دفاع توتنهام المنقوص، الذي لعب بـ10 لاعبين، بعد تمريرة مهملة من كريستيان روميرو من الخط الخلفي.
رفع هوغو إيكيتيكي رأسه ولاحظ تحرك فلوريان فيرتز، الذي وجد نفسه فجأة حراً في المساحة التي أمضى وقتاً طويلاً في البحث عنها. لمس فيرتز الكرة مرة واحدة واستشعر الانطلاقة فوراً، لينتج التمريرة. وهناك كان ألكسندر إيساك، بالحركة واللمسة الأولى الحاسمة، مجسداً القسوة التي كان ليفربول يبحث عنها عندما حطم رقمه القياسي في سوق الانتقالات للتعاقد معه.
إصابة مفاجئة لإيساك
ثم وكنافذة أغلقت بالسرعة نفسها التي فتحت بها، تلاشت ملامح مستقبل ليفربول.
تعرض إيساك الذي كان سجل للتو هدفه الثاني فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انتقاله القياسي بقيمة 125 مليون جنيه استرليني (167.24 مليون دولار) من نيوكاسل، لالتحام عنيف من ميكي فان دي فين أثناء محاولة مدافع توتنهام إيقاف التسديدة.
وكشفت ملامح المهاجم عن القلق الفوري، كما فعل مشهد لاعبي ليفربول وهم ينهون احتفالاتهم سريعاً. فما إن ارتقى إيساك حتى عاد إلى الأرض مجدداً. وكان دخل بديلاً مع بداية الشوط الثاني، لكنه غادر متعثراً بعد 10 دقائق فقط بسبب إصابة في الكاحل قد تبعده من الملاعب لفترة غير محددة.
رأسية هوغو إيكيتيكي الشاهقة التي ضاعفت تقدم ليفربول أوحت بأن البطل لا يزال يملك هدافاً. وطالب روميرو باحتساب خطأ، قبل أن ينال بطاقته الصفراء الأولى بسبب اعتراضه. فإيكيتيكي لم ير سوى الكرة. وقال "هذا جزء من اللعبة. هو مدافع وأنا مهاجم. قيمت العرضية بصورة أفضل منه". لكن مدرب توتنهام توماس فرانك لم يوافقه الرأي. ففي مباراة حافلة بالوقائع، رأى مدرب الخصم أن دفعة إيكيتيكي على روميرو كانت أكبر أخطاء الحكام.
بطاقات حمراء وصمود ليفربولي حتى النهاية
هدف إيكيتيكي الخامس ضمن ثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز حسم في النهاية المواجهة لمصلحة فريق آرني سلوت، الذي صمد أمام أصحاب الأرض المنقوصين، ولعبوا بتسعة لاعبين، بعدما تقلص عددهم أولاً بطرد تشافي سيمونز خلال الشوط الأول، ثم بطرد روميرو أثناء وقت متأخر بسبب ركلته تجاه إبراهيما كوناتيه، على رغم أنهم انتفضوا بين الحالتين عبر هدف ريتشارليسون. وقال سلوت "بدا الأمر وكأننا نلعب أمام تسعة لاعبين. هجوم بعد هجوم بعد هجوم".
إهدار ليفربول الكرة خلال الدقائق الأخيرة، وفشله في استثمار التفوق العددي لإنهاء المباراة بانتصار مريح أزعجا سلوت، لكنه رأى أيضاً فريقاً يواصل التقدم بعد موسم مضطرب من التغييرات والبدايات الخادعة. فقد حقق ليفربول ثلاثة انتصارات متتالية الآن، وظهر فيرتز بمستوى أفضل مجدداً، مسجلاً أخيراً تمريرته الحاسمة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز. واعترف سلوت "لم يكن الأداء مثالياً. لكن الفريق يتحسن". غير أن احتمال استمرار هذا التطور عبر عمل إيساك وإيكيتيكي وفيرتز كثلاثي متناغم، لا يزال مجرد لمحة.
سبب الاستعانة بإيساك مع بداية الشوط الثاني يعود إلى حاجة ليفربول لفرض مزيد من السيطرة على مباراة كانت تفلت منه، حتى نال سيمونز بطاقة حمراء مباشرة بسبب تدخل على قائد ليفربول وزميله في منتخب هولندا، فيرجيل فان دايك. وحتى تلك اللحظة، كان توتنهام الطرف الأفضل وقدم خطورة أكبر من الضيوف قبل أن يجد طريقة لجر نفسه إلى الهزيمة الـ11 على أرضه في الدوري خلال عام 2025، وهو رقم قياسي للنادي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تدخل سيمونز كان من جهة متهوراً، إذ ارتفعت مسامير حذائه لتصيب فان دايك في ربلة الساق، ومن جهة أخرى سيئ التوقيت. فخلال اللحظة نفسها، وداخل الملعب، لم يكن يبدو عنيفاً بصورة مفرطة. لكن مع مشاهدة الإعادات والصورة المجمدة لموضع المسامير، ومع توجه جون بروكس إلى شاشة المراجعة الجانبية، بدا الطرد أمراً لا مفر منه.
وعندما صدر القرار وعرضت لقطات الإعادة على شاشات الملعب وسط عواء جماهير أصحاب الأرض، توحدوا مع فرانك في غضبهم. فريق وجماهيره كثيراً ما شعروا بالانفصال على أرضهم، تحول إحباطهم هذه المرة إلى دافع. فلاعبو توتنهام، الذين اعتادوا الخروج معاً إلى غرف الملابس بين الشوطين لإظهار روح الجماعة، فعلوا ذلك على وقع صافرات الاستهجان. وللمرة الأولى، لم تكن تلك الصافرات موجهة ضدهم.
وفي الوقت نفسه، بدأ إيساك عمليات الإحماء وحل بديلاً للظهير الأيمن كونور برادلي، الذي غادر هو الآخر متعثراً بعد اصطدامه بزميله كورتيس جونز أثناء محاولته إيقاف جيد سبنس داخل منطقة الجزاء.
طالب توتنهام بركلة جزاء، لكن الحكم احتسب خطأ ضد سبنس. أنهى ذلك لقطة برادلي في المباراة مبكراً، وأظهر لسلوت مشكلة لياقة بدنية إضافية مع لاعب آخر كثير الإصابات، وهو ما يتعين على المدرب الهولندي التعامل معه خلال فترة الأعياد.
وبالنسبة إلى سلوت، فإن ذلك يشمل إيساك أيضاً. ففترته المضطربة منذ انتقاله من نيوكاسل إلى ليفربول خلال اليوم الأخير من سوق الانتقالات قد تشهد الآن إصابات أكثر من الأهداف. وسيضطر إيكيتيكي لقيادة الخط الأمامي لفترة أطول قليلاً، لكنه يبدو مزدهراً مع تحمل هذه المسؤولية.
نهاية غير متوقعة
أمّا كيف انتهى الأمر بليفربول محتاجاً إلى هدفه خلال الدقيقة الـ66، فذلك جاء بعدما نجح ريتشارليسون على نحو غير متوقع في تقليص الفارق لتوتنهام بهدفه الأحدث في شباك ليفربول. هدف أشعل بصورة غير متوقعة أيضاً اندفاعة متأخرة. وحتى بعد الركلة الطائشة من القائد روميرو تجاه كوناتي، التي خفضت عدد لاعبي توتنهام إلى تسعة، احتاج ليفربول إلى يدي حارسه أليسون الآمنتين لحرمان بيدرو بورو من التسجيل.
خلال تلك الفترة الختامية المجنونة، افتقد ليفربول السيطرة والهدوء. كان هناك قدر مفرط من الدراما في مباراة كان يفترض أن تحسم بسهولة.
والآن سيحرم الفريق أيضاً من أغلى عناصر هجومه بحلته الجديدة، خلال لحظة كان فيها هذا الخط بدأ لتوه في الانطلاق.
© The Independent