Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المغامرات العاطفية في بيئة العمل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة

كشفت قضية الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بريتيش بتروليوم" أنه لا يوجد خطأ جوهري لكن الأدوار تغيرت

زمالة العمل بين ألدن إرينرايك وفيبي دينيفور أدت إلى تخريب علاقاتهما (نتفليكس)

ملخص

المغامرات العاطفية الطائشة في مكان العمل قد تكلف أبطالها الذكور كثيراً من الأموال بشكل تعويضات أو خسائر مهنية

في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017، تلقى كل المديرين الرجال في العالم الغربي رسالة مهمة. وهذه الرسالة لم تصل إليهم عبر صناديق بريدهم الإلكترونية أو عبر مساعديهم الشخصيين، بل استقبلوها من خلال العناوين البارزة التي ظهرت في وسائل الإعلام، ومئات التغريدات التي نشرت على موقع "إكس"، "تويتر سابقاً"، وحتى من خلال الأعمال الدرامية والمسرحية التي أنتجت في السنوات التالية.

لقد جعلت فضائح هارفي واينستين كمتحرش جنسي متسلسل، وحركة "مي تو" (أنا أيضاً) MeToo التي أعقبت ذلك، الأمر واضحاً وضوح الشمس إذ لم يعد مقبولاً أن يتحرش رجال نافذون بزميلاتهم في مكان العمل، خصوصاً الأصغر رتبة والأكثر ضعفاً. ومع ذلك، يبدو أن برنارد لوني، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي (بريتش بتروليوم) BP، إما أنه لم يستوعب هذه الرسالة جيداً، أو ربما اعتقد – كما يفعل أصحاب النفوذ منذ الأزل – أن هذه القواعد لا تنطبق عليه بأية حال من الأحوال.

أعلنت الشركة النفطية الكبرى أخيراً إقالة لوني بشكل رسمي بعد أن تبين أنه لم يكشف لمجلس إدارة "بي بي" عن عدة علاقات شخصية مع زملاء له في العمل. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عوقب بطريقة تمسه في الصميم، إذ حرم من 32 مليون جنيه استرليني (40 مليون دولار) في صورة مدفوعات وأسهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يجب أن يكون هذا العقاب بمثابة رادع قوي لأي "زير نساء" آخر في عالم الأعمال. هذا يفوق بكثير الـ400 ألف جنيه استرليني (500 ألف دولار) التي دفعت من ستيف إيستربروك، الرئيس السابق لشركة ماكدونالدز، الذي أقيل بعد ثبوت تورطه بعلاقة بالتراضي مع إحدى الموظفات، مخالفاً بذلك سياسات الشركة. (ولكنه لم يقر أو ينكر الادعاءات).

كما أن هاتين الحالتين تشكلان تغييراً ملحوظاً عن فضائح الجنس السابقة، إذ كان العاملون الأدنى مرتبة في الشركة يتحملون العواقب دوماً.

عندما أصبحت مغرمة بنائب رئيس التحرير في مجلة "جي كيو" GQ عام 1993، بينما كنت أعمل كمساعدة شخصية لمايكل فيرميولن، رئيس التحرير آنذاك، كان واضحاً أن الإدارة العليا لم تكن موافقة على هذه العلاقة. وتعقد الأمر أكثر كون زوجي المستقبلي كان يكبرني بـ15 عاماً. لكن، احذروا من جرى تسريحه؟ نعم، أنا – إذ تلقيت بضعة أشهر من مكافأة الفصل ووجدت نفسي بلا فرص عمل في الأفق.

تأتي هذه القضايا عقب واقعة استدعاء مايكل فيرميولن نفسه من مدير الموارد البشرية في شركة كوندي ناست Condé Nast، بعد اتهامه بالتحرش من إحدى موظفاته السابقات. وجرى تسريح هذه الشابة أيضاً والوصول معها إلى تسوية مالية بسيطة. على رغم أن الجميع كان على علم بأن فيرميولن كان يقيم علاقات متعددة في الوقت نفسه. هذا كان الحال في ذلك الزمان.

لهذا السبب، أستطيع أن أفهم الأسباب التي دفعت أشخاصاً ذوي نفوذ مثل لوني وإيستربروك للاعتقاد بأنهم يمكنهم الإفلات من إقامة علاقات عاطفية في مكان العمل خلال العقد الماضي - في وقت كانت فيه النساء يعبرن عن غضبهن تجاه إساءة استخدام السلطة بشكل كامل، وتظاهر ملايين من النساء حول العالم ضد تفاخر دونالد ترمب الجنسي بقدرته على التحرش بالنساء حتى "بمواضع جسدهن الحساسة".

الموضوع هنا، أن هذين الرجلين ينتميان إلى جيل الألفية الثانية، وكانا في العقد الخامس من العمر تقريباً، وتأثرا بالظروف الاجتماعية والثقافية السائدة في التسعينيات. ومن أبرز الظواهر التي عبرت عن عادات تلك الحقبة هو الظهور المفاجئ للمجلات الفاخرة الموجهة للشباب، التي كانت تحوي مقالات عن عارضات أزياء الملابس الداخلية وطرق "جذب" النساء. كانت تلك الفترة تشهد صعود "فناني الإغواء" بين الرجال، وهو مفهوم انتشر على نطاق واسع بين الجماهير بفضل الصحافي نيل ستراوس من مجلة "رولينغ ستون" عام 2005.

في هذا السياق، يمكن للمرء أن يفهم كيف استوعب بعض الرجال الذين كانوا في شبابهم خلال التسعينيات جزءاً من ثقافة "شباب الجرأة" من دون إدراك تام لذلك - حتى الذين ربما كانوا يرون أنفسهم كليبراليين معاصرين. (على سبيل المثال، نشأ لوني في مزرعة صغيرة في كيري وحصل على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد ذات التوجه الليبرالي، وكان محل تقدير لأنه أعلن أن سينهي علاقة "بي بي" بالعملاق الروسي للطاقة روسنفت Rosneft).

بالتأكيد هناك عديد من النساء اللاتي يشاركن بإرادتهن في علاقات داخل مكان العمل مع الرجال الأكبر سناً، لكن هذا ليس جوهر المسألة. عندما يدخل الرجال الأقوياء في علاقات مع الموظفات الأصغر سناً، يبدو ذلك - سواء كان صحيحاً أو خاطئاً - وكأنه يستحدث فكرة في بيئة العمل مفادها بأن هناك نوعاً من المحاباة الوظيفية التي تحدث من خلال العلاقات الشخصية الحميمة بدلاً من عامل الجدارة. بعد حركات "المطالبة في حق اقتراع المرأة"، وأربع حركات النسوية، وحركة "أنا أيضاً"، يعتبر ذلك تحريفاً واستهزاء بالمبادئ.

اليوم، تأتي المغامرات الطائشة مع كلفة تصل إلى ملايين الجنيهات. دعونا نأمل أن هذه السلوكيات مثل مجلات الشباب ستنقرض كما تلاشت كالديناصورات.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات