ملخص
تلتئم اليوم السبت بالعاصمة جيبوتي القمة الطارئة الـ 41 للهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"
تواصلت المواجهات والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة من العاصمة السودانية الخرطوم، وتبادل الجانبان القصف المدفعي حول المقار العسكرية للجيش في القيادة العامة وسط الخرطوم، وسلاح الذخيرة والمدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوباً، وأفاد السكان، جنوب الخرطوم، بسقوط عدد من قذائف المدفعية في عدد من الأحياء من دون الإفادة عن خسائر بشرية.
تصعيد بأم درمان
وجددت مدفعية الجيش قصفها باتجاه مواقع "الدعم السريع" في تجمعاته شرق النيل جنوب شرقي الخرطوم بحري، كما واصل الجيش هجومه المدفعي من قواعده العسكرية في كرري ووادي سيدنا مستهدفاً مواقع ونقاط ارتكاز "الدعم السريع" في وسط أم درمان ومحيط الإذاعة والتلفزيون.
وشهدت جبهة أم درمان تصعيداً في المعارك والمواجهات البرية ولا سيما في محيط القاعدة الجوية بوادي سيدنا والمنطقة الصناعية والسوق الشعبية بأم درمان، وأفاد مواطنون بتواصل الاشتباكات في وسط وجنوب غربي أم درمان، بخاصة في أحيائها القديمة ومحليتي أم بدة وأبو سعد وأحياء الفتيحاب المجاورة لسلاح المهندسين.
المدفعية الثقيلة
وأوضحت مصادر ميدانية أن الجيش شنّ ضربات بالمدفعية الثقيلة على مواقع وتمركزات قوات الدعم السريع في وسط أم درمان والأحياء الجنوبية بالمدينة، وواصل الطيران الحربي هجماته على تجمعات وانتشار هذه القوات في مناطق أركويت شرق الخرطوم وشرق النيل والحاج يوسف بالخرطوم بحري.
وتابعت "الدعم السريع" قصفها الصاروخي والمدفعي، من نقاط تمركزها في جنوب شرقي الخرطوم بمحيط المدينة الرياضية وأرض المعسكرات، باتجاه مواقع الجيش في القيادة العامة بالخرطوم وسلاح الإشارة في مدينة بحري.
ملاحقات جوية
وخارج العاصمة، كشفت مصادر ولائية عن أن الطيران الحربي قصف رتلاً لـ "الدعم السريع" في منطقة جبرة الشيخ بشمال كردفان وأهدافاً أخرى في أبو زعيمة والحمرة في الولاية ذاتها.
وفي شمال دارفور، قالت "الدعم السريع" إنها بسطت سيطرتها على منطقة ودعة بمحلية كلمندو، وبثت مقطعاً مصوراً يتفقد فيه قادة ميدانيون أوضاع المواطنين بالمنطقة.
وفي أعقاب تسلل قوات الدعم السريع شمالاً وشرقاً داخل سهل البطانة، قرر ولاة ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم ونهر النيل عقد اجتماع مشترك خلال الأيام المقبلة وضع ترتيبات أمنية مشتركة لحماية البوابة الشرقية وتأمين سهل البطانة بواسطة القوات المشتركة والطائرات المسيرة نسبة لوعورة المنطقة واتساع رقعتها الجغرافية.
وكشفت منظمة شباب من أجل دارفور "مشاد" عن معاناة أكثر من مليون لاجئ في مخيمات شرق تشاد من أزمة حادة في مياه الشرب، إلى جانب تفاقم الوضع الغذائي والدوائي. وحضت السلطات السودانية والمنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية على الإسراع وإنقاذ حياة اللاجئين الفارين من الحرب.
الجيش يرد
ورداً على اتهامات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، نهاية الأسبوع الماضي، أكد العميد نبيل عبدالله الناطق الرسمي للقوات المسلحة أن الجيش السوداني جيش وطني عريق ذو عقيدة عسكرية راسخة يحترم القانون الدولي الإنساني.
قمة "ايغاد"
دبلوماسياً، تلتئم، اليوم السبت، بالعاصمة جيبوتي، القمة الطارئة الـ 41 للهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، لبحث تسريع وقف الحرب في السودان، وسط اهتمام ومشاركة دولية أميركية وأوروبية وإقليمية وأممية واسعة، بحضور الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش السوداني.
واستقبل ورقني قبيهو السكرتير التنفيذي للمنظمة كلاً من المبعوثين الأممي الخاص إلى السودان رمطان العمامرة، والأميركي الخاص لشؤون القرن الأفريقي مايك هامر لدى وصولهما العاصمة جيبوتي للمشاركة في القمة.
وكان الفريق البرهان والرئيس الكيني ويليام روتو، قد اتفقا، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في نيروبي، على عقد قمة طارئة للمنظمة لتسريع وقف إطلاق النار والسلام بالسودان.
وأكدت الخارجية الأميركية وصول المبعوث هامر إلى جيبوتي لحضور القمة الاستثنائية بشأن السودان، على أن يزور قطر وإثيوبيا في الفترة الممتدة بين السابع والـ 17 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، للمشاركة في منتدى الدوحة حيث سيناقش مع المسؤولين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء العنف الدائر في السودان وتعزيز الاستقرار في القرن الأفريقي.
دعم أميركي
وأوضح بيان للخارجية الأميركية أن هامر سيؤكد دعم الولايات المتحدة للجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع في السودان وتعزيز التحول الديمقراطي والضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق ودعم العدالة والمساءلة لضحايا العنف. وأشار البيان إلى أن المبعوث الأميركي يعتزم الاجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا لتنسيق الجهود بشأن السودان والأولويات الإقليمية الأخرى، وسيحض المسؤولين الإثيوبيين على مواصلة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والتقدم في عملية نزع السلاح والتسريح، وإعادة الإدماج والعدالة الانتقالية والمساءلة، وأيضاً على التوصل لحلول تفاوضية بشأن العنف في منطقتي أمهرة وأوروميا.
تكامل جهود الحل
في السياق، أمل أستاذ العلاقات الدولية عبدالرحيم الزين أن تمثل قمة جيبوتي دعماً ملموساً لمفاوضات منبر جدة المعلقة إلى أجل غير مسمى، بحيث تمثل مخرجاتها دفعاً لهدف التوصل لوقف إطلاق نار، وانسياب المساعدات الإنسانية، تمهيداً لحل مستدام للأزمة السودانية واستكمال الفترة الانتقالية المعطلة. ولم يستبعد الزين دعوة رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك ورئيس تنسيقية قوى الديمقراطية المدنية "تقدم" لحضور القمة وترتيب لقاء له مع البرهان في إطار مناقشة الأفق العام لإنهاء الحرب والسلام الشامل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح الزين أن المجتمع الدولي بات الآن أكثر حرصاً على إنهاء الحرب بعد إلمامه بتفاصيل الأزمة السودانية وتعقيداتها، في ظل الإجماع الدولي والإقليمي على عدم إمكانية الحسم العسكري، فضلاً عن الشراكة الفعلية لكل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" في منبر جدة، ما يشير إلى توافر كل مقومات نجاح القمة.
تدمير القدرات الإنسانية
إلى ذلك، كشفت ورقة لمفوضية العون الإنساني بالسودان عن تداعيات قاتمة للحرب على الوضع الإنساني إذ أدت إلى توقف كلي لنشاط ما يقارب 3000 منظمة منها حوالى 2900 منظمة وطنية وأكثر من 110 أجنبية، إلى جانب أكثر من 10 وكالات أممية وإقليمية عاملة في الشأن الإنساني منذ مايو (أيار) الماضي. وأوضحت الورقة، أمام الملتقى التنويري حول عمليات الاستجابة الإنسانية ببورتسودان، تعرض حوال 82 بالمئة من مخزون وموارد العمل الإنساني لدى الوكالات الأممية والمنظمات الأجنبية والوطنية ومفوضيات العون الإنساني للنهب والحرق، فضلاً عن مغادرة 85 بالمئة من العاملين الدوليين في المجال الإنساني للسودان في بداية الحرب نتيجة ارتفاع وتيرة المخاطر.
شارت المفوضية إلى تدني مستويات قدرة المحتاجين والمتأثرين على الحصول والوصول للمساعدات الإنسانية والحماية بحوالى 79 بالمئة، إضافة لتوقف تنفيذ أكثر من 500 مشروع ضمن خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة ِوالمنظمات الإقليمية الأخرى العاملة في السودان.
ونوهت ورقة المفوضية إلى تدني قدرة المنظمات الإنسانية العاملة على الوفاء بالمعايير الدنيا للاستجابة في قطاعات الأمن الغذائي والصحة والتعليم والمياه وإصحاح البيئة والإيواء وغيرها، وأبرزت الورقة الإجراءات التي اتخذتها حكومة السودان لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
خسائر صحية
وأكدت المفوضية إنجاز أكثر من 12,800 إجراء إداري وفني لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية على المستوى الولائي والاتحادي، وتوفير مخازن مجانية لواردات بعض المنظمات الإنسانية العاملة على المستوى الولائي والاتحادي وتوفير الحماية اللازمة لتأمين مخازن المساعدات الإنسانية لتفادي عمليات النهب والسرقة.
وكشفت ورقة الاستجابة للطوارئ الصحية، حول آثار الحرب على النظام الصحي، عن فقدان 70 في المئة من الخدمات التخصصية لأصولها من الأجهزة والمعدات بولاية الخرطوم، فضلاً عن خروج أكثر من 100 مستشفى عن الخدمة في الخرطوم وولايات دارفور.