ربما لن يكون خطأ اعتبار تاريخ الجمعة الـ30 من ديسمبر (كانون الأول) 2022 النقطة الأبرز والأشد بريقاً للانطلاق في تأريخ بداية العصر الذهبي للرياضة السعودية، التي شهدت خلال عام 2023 تحولاً غير مسبوق في تاريخ الرياضة العالمية، إذ إنها خلال 12 شهراً تحولت بخطوات متسارعة من مركز رياضي إقليمي إلى وجهة عالمية جاذبة لأهم النجوم وموطن لأكبر البطولات والأحداث.
خلال السنوات الأخيرة ظهر جلياً أن السعودية أصبحت تسير على طريق التحول الشامل، ولم يكن هذا التحول مقصوراً على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فقط، بل امتد إلى عالم الرياضة بشكل لافت وتاريخي في عام 2023.
"النصر" يفتح أبواب العالمية
جاءت البداية مبكرة جداً وأكبر مما كان متوقعاً لأي مراقب في الشأن الرياضي، ففي الـ30 من ديسمبر 2022 أعلن نادي النصر السعودي عن التعاقد رسمياً مع أسطورة كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو بـ"صفقة كبرى".
الصفقة العالمية لم يكشف العملاق السعودي عن تفاصيلها المالية، لكن تقارير صحافية وإعلامية أشارت إلى أنها تكلف خزائن النادي "العالمي" نحو 200 مليون يورو (214 مليون دولار) في العام الواحد، مما يجعل النجم البرتغالي الأعلى أجراً في العالم.
وفي الثالث من يناير (كانون الثاني) 2023 كان مشهد البداية الحقيقية لتحول وجه كرة القدم السعودية، حينما قدم نادي النصر نجمه الجديد رونالدو إلى الجماهير السعودية والعالمية من قلب العاصمة الرياض، وهو ما أكده رونالدو في المؤتمر الصحافي، حينما قال "هذه نقلة نوعية لي، جئت إلى النصر للاستمتاع بالألقاب، هذه تجربة جديدة، وأنا فخور جداً بها". متعهداً بمواصلة كسر الأرقام القياسية في تحد جديد، "كسرت الأرقام في أوروبا، وأريد كسر الأرقام القياسية في قارة آسيا".
انتقال رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات، الذي يعد الهداف التاريخي لكرة القدم إلى الدوري السعودي للمحترفين أثار كثيراً من الجدل، وفتح أبواب التساؤل حول الخطط المستقبلية لكرة القدم السعودية، بخاصة أن وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، لمح إلى وجود خطة كبرى "سندعم بقية أنديتنا لإبرام صفقات نوعية مع نجوم عالميين قريباً".
وفي الـ19 من يناير ظهر ملمح آخر لوجه كرة القدم السعودية الجديدة، حين استضافت مباراة كأس موسم الرياض فريق باريس سان جيرمان بطل فرنسا بكامل نجومه يتقدمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي لمواجهة منتخب نجوم ناديي النصر والهلال السعوديين، فيما اعتبرته الصحف ووسائل الإعلام العالمية "النزال الأخير" بين النجمين الأهم في القرن الحالي، وربما تاريخ كرة القدم، رونالدو وميسي.
ومع اقتراب موسم (2022 - 2023) من نهايته اعترف رونالدو بصعوبة المنافسة على اللقب، الذي فاز به الاتحاد لاحقاً. وقال في تصريحات تلفزيونية لمحطة "أس أس سي" (شركة الرياضة السعودية)، "الدوري السعودي أفضل كثيراً، وسيصبح أفضل، ومن وجهة نظري خطوة بخطوة سيصبح بين أقوى خمس بطولات في العالم".
كأس آسيا 2027
في الأول من فبراير (شباط) أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فوز السعودية رسمياً بتنظيم بطولة كأس آسيا 2027.
وأصبحت الرياض، في الخامس من ديسمبر 2022، المرشحة الوحيدة لاستضافة النهائيات القارية بعد أن سحبت الهند طلبها للحصول على حقوق التنظيم.
مونديال الأندية
وفي الـ14 من فبراير كانت كرة القدم السعودية على موعد مع إعلان عن انتصار جديد، حين قرر الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إسناد تنظيم نسخة 2023 من بطولة كأس العالم للأندية إلى السعودية لتكون سادس دولة مستضيفة للبطولة الكبرى.
وفي الـ26 من يونيو (حزيران) أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن مدينة جدة هي من ستستضيف المنافسات في الفترة بين الـ12 والـ22 من ديسمبر، بمشاركة الاتحاد بطل دوري "روشن" كممثل للبلد المستضيف والأهلي المصري بطل أفريقيا، ومانشستر سيتي الإنجليزي بطل أوروبا، وأوراوا رد دياموندز الياباني بطل آسيا، وليون المكسيكي بطل اتحاد أميركا الشمالية والوسطى ودول الكاريبي (كونكاكاف)، وأوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانوسيا، وفلومينينسي البرازيلي بطل أميركا الجنوبية "كوبا ليبرتادوريس".
نيوكاسل يعيد كتابة التاريخ
على صعيد الاستثمارات الرياضية السعودية خارجياً تكللت خطة تطوير نادي نيوكاسل يونايتد المملوك لصندوق الاستثمارات العامة بإنهاء موسم (2022 - 2023) في المربع الذهبي بالدوري الإنجليزي الممتاز، ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 20 عاماً، كما بلغ نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة للمرة الأولى منذ 47 عاماً.
وكان الدوري الإنجليزي الممتاز قد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 أن مجموعة استثمارية يقودها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، استحوذت بنسبة 100 في المئة على نادي "الماكبايس" العريق.
وفضلت الإدارة الجديدة التعاقد مع المدرب أيدي هاو (46 سنة) خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني)، وتسلم المدرب الإنجليزي الفريق في المركز الـ19 (قبل الأخير) بفارق خمس نقاط عن منطقة الأمان، وظل قابعاً في المراكز الثلاثة الأخيرة لجولات متتالية عدة قبل أن تتوقف سلسلة هزائمه قبيل فترة الكريسماس وأعياد الميلاد، وسرعان ما تحسنت نتائجه لينهي موسم (2021 - 2022) في المركز الـ11.
وخلال فترات الانتقالات التالية نجح النادي في دعم صفوفه بلاعبين مميزين، أبرزهم المهاجم السويدي الدولي ألكساندر إيساك من ريال سوسييداد الإسباني، وقلب الدفاع الهولندي سفين بوتمان من ليل الفرنسي، والظهير الأيسر الإنجليزي مات تارغت من أستون فيلا، والحارس الإنجليزي نيك بوب من نادي بيرنلي.
خطوة تاريخية
وسريعاً ما بدأت الخطوات الحقيقية لتحقيق ما توقعه رونالدو لكرة القدم السعودية، إذ اتخذ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قراراً تاريخياً في الإثنين الخامس من يونيو بإطلاق مشروع الاستثمار في الأندية السعودية أو خصخصتها تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي، وتبعه إعلان الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، نقل ملكية أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي المنافسة في دوري "روشن" السعودي إلى صندوق الاستثمارات العامة، وانتقلت ملكية نادي القادسية إلى شركة "أرامكو"، والدرعية إلى هيئة تطوير بوابة الدرعية، والعلا إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والصقور إلى شركة "نيوم".
وبدا أن مشروع الاستثمار في الأندية السعودية أو خصخصتها هو بداية طريق كرة القدم السعودية لاستقطاب أهم نجوم اللعبة من حول العالم عبر رفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية السعودية وتطوير البنية التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير.
ويستهدف المشروع الوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة المحترفين من 450 مليون ريال (120 مليون دولار) إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً (480 مليون دولار)، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من ثلاثة مليارات ريال (800 مليون دولار) إلى أكثر من ثمانية مليارات ريال (2.1 مليار دولار).
يوم فارق في رياضة الغولف
وشهد السادس من يونيو حدثاً فارقاً في تاريخ الرياضة السعودية والعالمية بالإعلان المفاجئ عن اندماج دوري "ليف غولف" العالمي المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مع رابطة "جولة بي جي أي" الأميركية التي تعد المنظم الحصري لبطولات الغولف للمحترفين في أميركا وقارة أميركا الشمالية وأهم الفعاليات حول العالم.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد كسر في يونيو 2022 احتكار رابطة "جولة بي جي أي" الأميركية لفعاليات بطولات الغولف، بإطلاق النسخة الأولى من دوري "ليف غولف" العالمي، الذي تبلغ مجموع جوائزه أكثر من 200 مليون دولار، بأكثر من ضعف إجمالي الأرباح الموزعة على المشاركين في البطولات الأربع الكبرى التي تنظمها المجموعة الأميركية، وهو ما استقطب أهم الأسماء اللامعة في اللعبة، بمن في ذلك فيل ميكلسون وداستن جونسون وغيرهما من النجوم.
ولمدة عام اندلعت معارك قضائية شرسة بين الكيانين واستقطابات سياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين في أميركا، حتى جرى الإعلان عن اندماج دوري "ليف غولف" و"جولة بي جي أي" لتكوين كيان رياضي تجاري عالمي يهدف إلى توحيد اللعبة وتطوير منافساتها وإنهاء جميع الدعاوى القضائية العالقة بين الأطراف المشاركة.
وأصبح صندوق الاستثمارات العامة السعودي المستثمر الحصري في الكيان الجديد، الذي ترأس مجلس إدارته محافظ الصندوق السعودي ياسر الرميان.
أندية السعودية تجتاح أوروبا في سوق الانتقالات
وبعد أقل من 24 ساعة على خطوة الغولف التاريخية، استعاد الدوري السعودي لكرة القدم بؤرة الاهتمام بإعلان نادي الاتحاد، حامل اللقب، التعاقد مع النجم الفرنسي كريم بنزيما من ريال مدريد الإسباني حتى 2026.
بنزيما الفائز بالكرة الذهبية لعام 2022 فضل الانتقال إلى "العميد" على الاستمرار مع النادي الملكي الإسباني، وأصبح أولى صفقات الدوري السعودي الكبرى في الصيف، بعقد قدرته وسائل الإعلام العالمية بأكثر من 100 مليون يورو (106.93 مليون دولار).
وقال بنزيما، في أول تصريحاته لاعباً في نادي الاتحاد، "سأفعل كل شيء للفوز بالألقاب والتسجيل لإظهار موهبتي، وإرضاء الجماهير والنادي والرئيس والجميع، هناك عدد من اللاعبين الرائعين، رونالدو موجود بالفعل هناك، وهو صديق يظهر أن السعودية بدأت تعزز تطورها في اللعبة، أنا هنا لأفوز، مثلما فعلت في أوروبا".
وتوالت الصفقات الكبرى لأندية الدوري السعودي، بخاصة الرباعي الكبير يتقدمهم الهلال الذي فجر مفاجأة مدوية بالتوقيع مع النجم البرازيلي نيمار، الذي يعد أحد نجوم فئة النخبة في كرة القدم العالمية، وطوال أشهر الصيف تصدر دوري "روشن" عناوين الصحف ووسائل الإعلام الدولية بتردد اسم أنديته في أهم الصفقات.
واختتم الدوري السعودي انتقالات صيف 2023 كثاني أعلى الدوريات العالمية إنفاقاً على الصفقات بما يزيد على 958 مليون يورو (1.03 مليار دولار)، خلف الدوري الإنجليزي الممتاز الذي دفعت أنديته 2.8 مليار يورو (3.01 مليار دولار)، ومتفوقاً على باقي دوريات كرة القدم العالمية، بما فيها الفرنسي والإيطالي والألماني والإسباني، على الترتيب، بينما حصلت أندية الدوري السعودي على نحو 67 مليون يورو (72 مليون دولار) من مبيعات اللاعبين.
واحتل نادي الهلال مركز الوصافة عالمياً في سوق الانتقالات الصيفية بإنفاق بلغ 353 مليون يورو (378 مليون دولار) خلف تشيلسي الإنجليزي الذي استكمل عملية بناء فريقه بإنفاق تاريخي تخطى 464 مليون يورو (497 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأتم الهلال ضم لاعب الوسط البرتغالي روبين نيفيز من ولفرهامبتون الإنجليزي نظير 60 مليون دولار، ثم قلب الدفاع السنغالي كاليدو كوليبالي من تشيلسي الإنجليزي في مقابل 25 مليون دولار، ولاعب الوسط الصربي سيرج ميلينكوفيتش سافيتش من لاتسيو الإيطالي (44 مليون دولار)، ثم الجناح البرازيلي مالكوم من زينيت الروسي في مقابل 66 مليون دولار، ثم النجم البرازيلي نيمار من باريس سان جيرمان الفرنسي في مقابل 96 مليون دولار جعلته أغلى صفقة في تاريخ الكرة السعودية والعربية والآسيوية.
وأضاف المارد الأزرق إلى صفوفه الحارس المغربي الدولي ياسين بونو من إشبيلية الإسباني، وقلب الهجوم الصربي ألكساندر ميتروفيتش من فولهام الإنجليزي، وقلب الدفاع السعودي حسان تمبكتي من الشباب في مقابل 12.3 مليون دولار ليصبح أغلى صفقة محلية في تاريخ الدوري السعودي.
وكان الأهلي ثاني أعلى أندية السعودية سخاء في سوق الانتقالات الصيفية، ليحتل المركز الثامن عالمياً، وأنفق 201 مليون يورو (215 مليون دولار) لضم 15 لاعباً جديداً كي يعيد بناء فريقه العائد إلى دوري "روشن" بعد موسم في الدرجة الأدنى.
ونجح "قلعة الكؤوس" في استقطاب مجموعة من أهم الأسماء العالمية يتقدمهم النجم الجزائري رياض محرز من مانشستر سيتي الإنجليزي والمدافع البرازيلي روجر إبانيز من روما الإيطالي، والجناح الفرنسي ألان سان ماكسيمان من نيوكاسل والحارس السنغالي إدوارد ميندي من تشيلسي الإنجليزي، ولاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسيه من برشلونة الإسباني، والتركي ميريه ديمرال والمهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو من ليفربول، وأخيراً لاعب الوسط الإسباني الشاب غابري فيغا (21 سنة) من سيلتا فيغو، في مقابل 43 مليون دولار بعد منافسة شديدة من أندية أوروبية كبرى.
ومن خلف الأهلي جاء النصر، إذ أنفق 177 مليون دولار (21.6 مليون دولار) لضم مارسيلو بروزوفيتش وسيكو فوفانا (30 مليون دولار) وساديو ماني (36 مليون دولار) وأليكس تيليس (8.4 مليون دولار) وأوتافيو (72 مليون دولار) وأيمريك لابورت (33 مليون دولار).
واحتل عملاق الرياض المركز الـ10 في الترتيب العالمي للأكثر إنفاقاً هذا الصيف، متفوقاً على الاتحاد حامل لقب الدوري السعودي في الموسم الماضي، الذي أنهى نافذة الصيف في المركز الـ18 عالمياً، والرابع محلياً بإنفاق بلغ 128.5 مليون دولار، إذ دعم "العميد" صفوفه بصفقات عالمية، كان أولها التعاقد مع الهداف الفرنسي كريم بنزيما ومواطنه نجم وسط تشيلسي نغولو كانتي والبرتغالي جواو فيليبي (جوتا) والبرازيلي فابينيو من ليفربول الإنجليزي، إضافة إلى فيصل الغامدي وسلطان الفرحان وصالح العمري.
واحتل الاتفاق والشباب المركزين الخامس والسادس على الترتيب، إذ تعاقد الأول مع المدير الفني الإنجليزي ستيفن جيرارد، وأنفق 39 مليون دولار للتعاقد مع قائد ليفربول السابق جوردان هندرسون في مقابل 16.8 مليون دولار وجاك هندري وموسى ديمبلي وجورجينيو فينالدم، وأخيراً ديماراي غراي.
وعلى رغم تأخر الشباب في تدعيم صفوفه فإنه استغل آخر أيام الانتقالات للتعاقد مع الكولومبي غوستافو كويار والسنغالي حبيب ديالو والبلجيكي يانيك كاراسكو بإجمالي إنفاق بلغ 37 مليون دولار، واستعار المدافع المغربي رومان سايس من السد القطري.
"مهد" و"سرج" والطريق إلى المستقبل
في الـ31 من يوليو (تموز) أصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موافقته على اعتماد تشكيل مجلس إدارة أكاديمية "مهد" الرياضية، التي تأسست في يونيو 2021 بهدف بناء جيل جديد من الرياضيين في السعودية.
وضم مجلس الإدارة الجديد عدداً من المتخصصين في مجالات عديدة، بينهم المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، المدير الفني الحالي لنادي روما الإيطالي.
وفي السادس من أغسطس (آب) أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن تأسيس شركة "سرج" الاستثمارية بهدف دعم قطاع الرياضة في السعودية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال الصندوق السيادي، في بيان رسمي، "ستستثمر شركة سرج للاستثمارات الرياضية في الحصول على حقوق الملكية لإنشاء الفعاليات الرياضية الجديدة، إلى جانب الاستثمار في الحقوق التجارية للبطولات الرياضية واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية، بما يحقق أهداف الشركة في تحقيق العوائد المالية، ويدعم توطين الشراكات في مختلف أنحاء المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
ريادة الرياضات الإلكترونية
في الـ23 من أكتوبر أعلنت السعودية عن إطلاق كأس العالم للرياضات الإلكترونية. وكشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن أن البطولة ستقام سنوياً في السعودية اعتباراً من صيف 2024، وأن الأندية ستنافس في ألعاب من مختلف الأنواع لتصبح بطل كأس العالم للرياضات الإلكترونية.
وأعلن الأمير محمد بن سلمان إنشاء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهي مؤسسة غير ربحية ستتولى تنظيم البطولة، وتعزيز قطاع الألعاب الإلكترونية، وإدارة عقود الرعاية والاستثمارات الضخمة المرتبطة بالبطولة، "وتكون المحرك الذي سينقل القطاع إلى مرحلة جديدة من التعاون بين جميع الشركاء والجهات المعنية بمنظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية لتعزيز نموه".
وقال خلال مؤتمر "الرياضة العالمية الجديدة" الذي تستضيفه العاصمة الرياض "إن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية هي الخطوة الطبيعية التالية في رحلة السعودية، لتصبح المركز العالمي الأول للألعاب والرياضات الإلكترونية، إذ ستقدم تجربة لا مثيل لها، تفوق ما هو متعارف عليه في القطاع".
وكانت مجموعة "سافي" للألعاب الإلكترونية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، أعلنت العام الماضي عزمها ضخ 142 مليار ريال (37.8 مليار دولار) في مبادرات لجعل السعودية مركزاً عالمياً للألعاب الإلكترونية.
وبموجب الخطة تسعى السعودية إلى تأسيس 250 شركة للألعاب محلياً، مما يوفر 39 ألف فرصة عمل، ورفع مساهمة القطاع في إجمالي الناتج المحلي السعودي إلى 50 مليار ريال (13.33 مليار دولار) بحلول 2030.
كأس العالم 2034 في السعودية
وفي الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كانت السعودية على موعد مع الإعلان الأكبر في تاريخها الرياضي، حيث أصبحت المرشحة الوحيدة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2034، بعدما أكدت منافستها أستراليا أنها لن تقدم عرضاً لاستضافة البطولة في اليوم النهائي لتقديم العروض.
وفي اليوم التالي أكد رئيس (فيفا) جياني إنفانتينو إقامة كأس العالم 2034 في السعودية، وكتب السويسري عبر حسابه على منصة "إنستغرام"، "سيتم تنظيم أعظم عرض على وجه الأرض لبطولة كأس العالم من جانب كندا والمكسيك وأميركا عام 2026 بأميركا الشمالية، ومن المقرر أن تتم استضافة النسختين المقبلتين من كأس العالم في أفريقيا (المغرب)، وأوروبا (البرتغال وإسبانيا) مع إقامة ثلاث مباريات احتفالية في أميركا الجنوبية (الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي) في 2030، وفي آسيا (السعودية) عام 2034، مما يجعلها كرة قدم عالمية حقاً".
وأضاف "جرت الموافقة على عمليات تقديم العروض بالإجماع من خلال مجلس فيفا، إذ يتم تمثيل جميع الاتحادات القارية الستة بعد حوار بناء ومشاورات مكثفة، شكراً لكل من شارك في هذا التبادل الإيجابي".
وكان (فيفا) قد دعا الاتحادات المحلية في قارتي آسيا وأوقيانوسيا لتقديم عروض لاستضافة البطولة مع تحديد موعد نهائي في آخر أكتوبر.
وحصل الملف السعودي على دعم كامل من الاتحاد الآسيوي وعدد من الاتحادات الإقليمية ونجوم اللعبة في دوري "روشن"، بينما قال رئيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم جيمس جونسون، إن بلاده ستركز على استضافة كأس آسيا للسيدات 2026 وكأس العالم للأندية 2029.
دوري أبطال آسيا الجديد في السعودية
وفي اليوم الأول من ديسمبر الجاري أسند الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إلى السعودية تنظيم نهائيات أول نسختين بدوري أبطال آسيا الجديد الذي سينطلق في العام المقبل.
وستحل البطولة القارية الجديدة للأندية محل النسخة الحالية بداية من سبتمبر العام المقبل بمشاركة أفضل 24 نادياً في القارة، تقسم إلى مجموعتين يجري التنافس فيهما بنظام الدوري في شرق وغرب القارة.
وكشف بيان الاتحاد القاري عن حصول السعودية وبصفة موقتة على حقوق الاستضافة لثلاثة أعوام إضافية على أن يتأكد هذا بعد تقييم الأداء في أول نسختين.