شقيق حميدتي و"أبو لولو" وقائدان ميدانيان تحت العقوبات البريطانية

أعلنت بريطانيا اليوم الجمعة عن فرض عقوبات على أربعة من قادة قوات "الدعم السريع" في السودان، من بينهم الرجل الثاني فيها عبدالرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو، بتهمة ارتكاب فظائع خلال الحرب الأهلية الدائرة بينها وبين الجيش السوداني، بما فيها "عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، وتعمّد الاعتداء على مدنيين".

وبالإضافة إلى عبدالرحيم حمدان دقلو، شملت العقوبات البريطانية كلاً من جدو حمدان أحمد قائد "الدعم السريع" في شمال دارفور، والمسؤولين العسكريين الفاتح عبدالله إدريس (المعروف بـ"أبو لولو")، وتيجاني إبراهيم موسى محمد.

وتلحظ العقوبات تجميد أصول المسؤولين الأربعة ومنعهم من دخول المملكة المتحدة.

جرائم "ممنهجة"

نقل بيان عن وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر قولها "إن العقوبات التي فُرضت اليوم (الجمعة) على قادة قوات (الدعم السريع) تستهدف بشكل مباشر أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء". وأضافت أن "الأدلة الدامغة على هذه الجرائم الشنيعة، من إعدامات جماعية وتجويع واستخدام الاغتصاب بشكل ممنهج ومتعمد كسلاح حرب... لن تمر من دون عقاب".

وجاء في بيان للخارجية البريطانية أن "أفعال قوات (الدعم السريع) في الفاشر ليست عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية متعمدة لترهيب السكان وبسط السيطرة عن طريق الخوف والعنف. وآثار أفعالهم يمكن مشاهدتها من الفضاء، حيث تُظهر صور الفاشر التي التقطت من الفضاء الرمال مخضّبة بالدماء، وأكوام جثث، وما يدل على وجود قبور جماعية دفنت بها جثث الضحايا بعد حرقها. لا بد من المحاسبة عن هذه الأفعال، واتخاذ خطوات عاجلة للحيلولة دون حدوثها مرة أخرى".

مساعدات إضافية

من جهة أخرى أعلنت لندن اليوم تخصيص 21 مليون جنيه استرليني إضافية (28 مليون دولار) لمساعدات إنسانية طارئة للسودان، مما رفع القيمة الإجمالية لدعمها منذ بداية السنة إلى 146 مليون جنيه استرليني (195 مليون دولار).

ودعت الخارجية البريطانية "جميع أطراف الصراع للسماح بمرور موظفي الإغاثة الإنسانية والإمدادات والمدنيين المحاصرين بلا عقبات".

وأسفرت الحرب المتواصلة في السودان منذ الـ15 من أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو عن مقتل عشرات الآلاف، ودفعت نحو 12 مليوناً إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى خارجها، وأدت إلى تدمير البنية التحتية، مما جعل السودان يعاني "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم بحسب الأمم المتحدة.

وتصاعدت حدة الحرب بعد سيطرة "الدعم السريع" في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور. وتحدث ناجون عن حصول مجازر وعن عنف دوافعه عرقية وعمليات اختطاف واغتصاب واعتداءات جنسية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عبدالرحيم حمدان دقلو. 

وفرضت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي عقوبات على شبكة، معظم أعضائها كولومبيون، تجنّد مقاتلين لحساب قوات "الدعم السريع" في السودان.