ملخص
تفحص مكان إقامة قبل أن تستمتع بالعطلة، فالكاميرات قد تكون بالمرصاد.
سرعان ما غيّر ظهور خدمات تأجير المنازل والشقق على نسق شركة إير بي أن بي (Airbnb) طريقة قضائنا العطل، إنما قد يكون لهذه الخدمات جانب مظلم كذلك.
أثارت عدة أخبار تناولت عثور سياح على كاميرات خفية داخل أماكن الإقامة التي استأجروها تساؤلات في شأن درجة السلامة عند الإقامة في منزل شخص غريب خلال السنوات الأخيرة.
في نوفمبر (تشرين الثاني)، وجد إيان تمبريل، 41 عاماً، كاميرا دُست بين وسادتي الأريكة في الشقة التي استأجر فيها غرفة عبر إير بي أن بي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شارك تجربته عبر تويتر/إكس ونشر صورة لنفسه وهو يشير إلى موقع الكاميرا وكتب عليها التعليق التالي "هل هذا عادي أو غريب؟ في شقة إير بي أن بي كاميرا ويب تراقب غرفة المعيشة بأكملها. هل أخطأت بفصلها عن الكهرباء؟ هذا يبدو لي انتهاكاً كبيراً للخصوصية!".
في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قال عروسان جديدان من الصين يقضيان شهر العسل في ماليزيا إن تجربتهما أفسدت بعد زعمهما بوجود كاميرا مخفية داخل مكان الإقامة الذي استأجراه من إير بي أن بي. وادعى الزوجان أن الكاميرا كانت مخبأة وموجهة نحو سريرهما.
وكتب الزوجان على منصة شياو هونغشو للتواصل الاجتماعي تحت اسم "جميلة جنماي"، أن الكاميرا المزعومة كانت مزروعة داخل قابس الكهرباء المثبت بجدار المنزل، الواقع في كوتا كينابالو في مدينة صباح.
وأدى اكتشاف الجهاز المزعوم إلى فتح الشرطة تحقيقاً في الواقعة وفقاً لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، وإلى تحذيرات من السفر ونصائح من خبراء عن سبل تجنب تجسس الآخرين عليك أثناء قضائك العطل.
تشبه هذه الحادثة ما وقع مع ثنائي آخر في يوليو (تموز) 2023، عندما رفعا دعوى قضائية لمطالبة أحد مؤجري الشقق عبر إير بي أن بي بتعويض قدره 75 ألف دولار بعد أن زعما العثور على كاميرات مخفية تصورهما خلال فترة إقامتهما.
أقام الزوجان كايلي غيتس وخطيبها كريستيان كابرارو من تكساس في عقار يؤجره مالكه كريستوفر غويس لقضاء العطل في سيلفر سبرينغز، ماريلاند، في أغسطس (آب) 2019، كما أقام الثنائي علاقة حميمة في الحمام قبل أن يعثرا بحسب ادعائهما على كاميرات مخفية تسجل تحركاتهما. وجاء في تقرير الدعوى أنهما انتقلا إلى غرفة النوم الرئيسة حيث "استلقيا على السرير وشغلا فيلماً وبدآ يسترخيان". وحين نظر كل من غيتس وكابرارو إلى السقف، لاحظا وجود كاشفي دخان في الغرفة: أحدهما فوق السرير مباشرة والآخر في الزاوية.
كما لاحظ الثنائي مع اقترابهما لفحص الجهازين ما بدا أنه كاميرات مخفية في مكان واضح وكان أكيد أنهما وجدا كاميرا أخرى في الحمام. أزالا الجهاز الموضوع في غرفة النوم وادعيا أنهما وجدا كاميرا فيديو. وقالت السيدة غيتس، إنها شعرت "بالإحراج والإذلال والفضيحة وفقدان الكرامة" بعد الحادثة.
فهل علينا جميعاً التأكد من عدم وجود كاميرات في الأماكن التي نستأجرها لقضاء العطل، وإن كان الجواب نعم، فكيف نفعل ذلك؟
يقول كيث روبرتس، الفني الذي يعمل لدى شركة المسح المتقدم Advanced Sweeping، التي ترصد وجود أجهزة التنصت لصالح الأفراد والمؤسسات لصحيفة "اندبندنت" "يجب أن تظلوا متأهبين لوجود هذا الاحتمال. ففي العالم أشخاص سيئون".
ويقول إن عدد الكاميرات المخفية التي تعثر عليها شركته ازداد على مدار السنوات السابقة.
"تنتشر الكاميرات وأجهزة التنصت بشكل كبير هذه الأيام. في السابق، كانت هذه السوق متخصصة ويجب أن يكون لديك معارف معينة كي تحصل على أحد هذه الأجهزة، لكن عملية شرائها أصبحت أسهل بكثير اليوم - يمكن لأي أحد أن يقتنيها من أمازون أو إيباي".
ومع أن روبرتس يقترح الاستعانة بشركة محترفة إن أردت التأكد تماماً من أنه لا أحد يصورك، يمكن للشخص العادي أن يتخذ عدداً من الخطوات للتأكد من وجود كاميرات أو عدمه.
تفقد محيطك
ويقول روبرتس "لتفقد وجود الكاميرات عليك البحث عن فتحات صغيرة، وهذا مكان العدسة. تفقدوا الأشياء الاعتيادية مثل كعب الكتب والمرايا والمصابيح الكهربائية والنباتات المنزلية. ابحثوا في الأماكن المنطقية، إن كانت غاية الشخص تحصيل معلومات، فسوف يثبت الجهاز في غرفة الجلوس. ولو كان يحب التلصص على الآخرين، من الأرجح أنه سيضع كاميرا في الغرف المخصصة لخلع الملابس مثل المرحاض والحمام وغرفة النوم".
"تفقدوا الزوايا التي توفر أفضل مجال للرؤية ومن المرجح ألا يحجبها شيء، وغالباً ما توضع الكاميرا في مكان مرتفع كي يتسنى للمصور أن يرى أكبر قدر ممكن".
استخدم ضوء المصباح
ليس من الضروري أن تكون المفتش غادجيت لكي تجري مسحاً كاملاً للبحث عن الكاميرات، فمصباح بسيط، مثل ذلك الموجود في الهاتف الذكي، قد يفي بالغرض. ويقول روبرتس "يمكن استخدام المصباح للبحث عن أي عدسة وتبلغ درجة نجاح هذا الأسلوب بين 92 و95 في المئة. أطفئ كل الأضواء وسلط ضوء المصباح ببطء على كل مكان بالغرفة- لو كان فيها عدسة كاميرا فسوف تعكس الضوء".
تفقد المرآة
هل يقلقك أن تكون المرآة مزدوجة؟ يمكنك التأكد بطريقة بسيطة جداً. يقول روبرتس "صحيح أن اختبار الظفر قديم لكنه مجد. ألصق ظفرك بالزجاج. لو كانت المرآة حقيقية، لا يمكنك ملامسة أصبعك في انعكاس الصورة، لكن إن تمكنت من ذلك، فهذه مشكلة. وهو مؤشر قوي على أنها مرآة مزدوجة الاتجاهات".
استثمر في كاشف للأجهزة
فيما تنفق شركات مثل Advanced Sweeping مئات آلاف الجنيهات على أدوات احترافية لكشف الأجهزة، من الممكن شراء نسخ أقل ثمناً. ويقول روبرتس "هناك عدسات مسح محترفة يمكنك شراؤها - أزهدها ثمناً يبلغ سعرها بين 40 و50 جنيهاً استرلينياً". لو أردت أن تريح بالك فعلاً، قد يستحق يكون هذا الاستثمار مجدياً.
فتش عن كاميرات ويب
تنقسم كاميرات المراقبة إلى نوعين أساسيين، تلك التي تسجل على بطاقة الذاكرة وتلك المتصلة بالإنترنت. يمكنك التأكد من وجود كاميرات متصلة بالإنترنت عبر الاتصال بشبكة الواي فاي لدى المضيف واستخدام ماسح شبكة مجاني لكي تجد أي كاميرات متصلة بالإنترنت. غرد الدكتور آدم غلين رداً على أحدث خبر نشره جيسون سكوت عن التجسس بالكاميرات فقال "غالباً ما يسمح لك معظم المضيفين بالاتصال بشبكتهم المحلية عبر الواي فاي. استخدم تطبيق @fingapp لمسح الشبكة والتأكد من وجود عنوان لكاميرات من عدمه. ليست طريقة ناجحة مئة في المئة لكنها قد تكون مؤشراً".
إن شككت بوجود مشكلة (مع الأخذ بالاعتبار أن المضيف قد يكون قد وضع كاميرات أمنية مشروعة خارج المكان)، أفصل جهاز الإنترنت المنزلي عن الكهرباء حرصاً على ألا يقوم أحد بمراقبتك.
وفي نهاية المطاف، لو وجدت حقاً ما تعتقد أنه كاميرا مخفية، لا تكتف بتقديم شكوى للشركة التي حجزت عبرها، بل اشتك للشرطة.
© The Independent
