دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره البرازيلي جايير بولسونارو بسبب "تعليقاته غير اللائقة إلى أقصى حد" على زوجة الرئيس الفرنسي، وتحول الخلاف بين الرجلين حول قضية الأمازون إلى مسألة شخصية.
وكان أحد المعلقين على منشور في صفحة جايير بولسونارو على فيسبوك قد وجه إهانة إلى السيدة الأولى الفرنسية، بريجيت، من خلال مقارنة مظهرها بمظهر زوجة الرئيس البرازيلي، ميشيل، مفادها أن السيدة الأصغر سناً كانت جذابة أكثر.
واقترح ذلك الشخص المؤيد للرئيس البرازيلي أن ماكرون كان يشعر بالغيرة، ولهذا السبب كان "يضطهد" زعيم بلاده.
وقام بولسونارو بالضغط على نقرة "الإعجاب" بالمنشور، وكتب: "لا تُهن الرجل... ها ها ها".
وعندما سأل الصحافيون ماكرون في قمة مجموعة السبع في بياريتس عن رده، قال "لقد أدلى [بولسونارو] ببعض التعليقات الوقحة إلى حد كبير بحق زوجتي... ماذا يمكنني أن أقول لكم؟ إنه أمر مؤسف. مؤسف بالنسبة له وبالنسبة للبرازيليين. أعتقد أن البرازيليات قد يشعرن بالخجل لقراءة ما فعله رئيسهن".
وتابع الرئيس الفرنسي "أعتقد أن البرازيليين، ذلك الشعب العظيم، يخجلون بعض الشيء من هذا السلوك... إنني أُكنّ الكثير من الود والاحترام للشعب البرازيلي، وأتمنى أن يحظى برئيس يكون على قدر المسؤولية في القريب العاجل".
وأشار إلى أن بولسونارو تراجع عن وعد بوقف إزالة الغابات، مهدداً بالعدول عن دعم صفقة "ميركوسور" بين الاتحاد الأوروبي والبرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي.
وأضاف ماكرون أن السيد بولسونارو قد تخلف عن حضور اجتماع مقرر مع وزير الخارجية الفرنسي بسبب موعد مع الحلّاق.
ويوضّح هذا الخلاف المشاعر السيئة بين الرجلين التي تفاقمت منذ اندلاع الحرائق في منطقة الأمازون هذا الشهر، ما أدى إلى دمار مساحات شاسعة من الغابات، والقضاء على الحياة البرية ومفاقمة حال الطوارئ المناخية.
ويعتبر الصدام بين الرجلين أسوأ أزمة دبلوماسية بين فرنسا والبرازيل منذ 40 عاماً.
يشار إلى أن ماكرون كان ينتقد بشدة طريقة تعامل البرازيل مع الأزمة، إذ قال "إن النيران تأكل ديارنا بالمعنى الحرفي للكلمة".
وقال أيضاً إن إقليم غيانا الفرنسية في الساحل الشمالي الأميركي الجنوبي التابع للسلطة الفرنسية هو أكبر حدود برية لبلاده، لذلك فإن للأمازون أهمية خاصة بالنسبة لفرنسا لأننا "موجودون هناك".
ومن جهته، هاجم بولسونارو ماكرون لأنه صاحب "عقلية استعمارية"، وقال على تويتر إن "الهجمات السخيفة وغير الضرورية على الأمازون" كانت غير مقبولة.
ويذكر أن سياسيين برازيليين، بمن فيهم إدواردو نجل بولسونارو، شاركوا بتوجيه نقد لاذع إلى ماكرون، حتى أن وزير التعليم البرازيلي أبراهام وينتروب نعته في سلسلة من التغريدات بـ "الانتهازي الأحمق" وبأنه "رئيس بلا شخصية".
أما إدواردو بولسونارو، الذي يتوقع أن يكون السفير البرازيلي المقبل في واشنطن، فأعاد يوم الجمعة مشاركة مقطع فيديو على تويتر يظهر احتجاجات عنيفة للسترات الصفر في فرنسا يحمل عنوان "ماكرون أحمق".
وفي عام 2017، أثار بولسونارو الغضب حين قوله "لدي خمسة أبناء. أربعة رجال، ثم وفي لحظة ضعف، كان الخامس فتاة".
(وكالات الأنباء شاركت في إعداد المقال)
© The Independent