Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذا السبب لا يستطيع "الجيل زد" التكيف مع العالم الحقيقي

"تيك توكر" تبكي محبطة بسبب وظيفتها الأولى بدوام من الساعة التاسعة حتى الخامسة، وأعتقد أنها محقة: فأنا من "جيل الألفية"

نجمة "إنستغرام" تعبر بالبكاء عن الإحباط الذي ينتابها من فكرة الانتقال إلى وظيفة من التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً (رويترز)

ملخص

الجيل زد يستصعب العيش في العالم الحقيقي والنصيحة أن يهتم بنفسه أولاً.

لعل دوللي بارتون كانت أول من قال ذلك (وهي محقة)، فثمة خريجة جامعية اليوم تنشر على تطبيق "تيك توك" - وهي تجهش بالبكاء – مدى معاناتها بسبب انتقالها من الدراسة إلى العمل، لا سيما ضغوط ومتطلبات الدوام الوظيفي، من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً.

وقد شاركت بريال مقطع فيديو يتضمن طرح "سؤال اليوم" على الشاشة ألا وهو: "كيف تجدون وقتاً لحياتكم في وظيفة تبدأ في التاسعة وتنتهي في الخامسة؟"، وتمضي في التعبير عن إحباطها، لأنه منذ توليها أول وظيفة بدوام كامل بعد التخرج في الجامعة، وجدت أنها لا تملك سوى قليل من الوقت لنفسها لتحضير الطعام أو ممارسة الرياضة، بسبب وقت يستغرقه التنقل يومياً بين البيت والعمل في المقام الأول، مما حتم عليها ضمن يومها النموذجي ركوب القطار في الساعة السابعة والنصف صباحاً، والعودة إلى المنزل الساعة السادسة والربع في المساء، على أبكر تقدير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتنهدت قائلة، "ليس لديّ الوقت للقيام بأي شيء. أريد فقط الاستحمام، وتناول العشاء، والذهاب إلى النوم. لم يعد هناك وقت أو طاقة لديّ لتحضير العشاء أو ممارسة التمارين الرياضية، ذلك غير وارد إطلاقاً".

لا أود أن أبدو مثل الجيل الأكبر سناً غير المتعاطف مع التحديات التي تواجهها الأجيال الشابة التي تنتمي إلى "جيل الألفية" (أي الأشخاص الذين ولدوا ما بين عام 1981 وعام 1996)، والذي يقول "في أيامي"، أو يشير ضمناً إلى أن "الأمر أسهل بالنسبة إلى الجيل الأصغر سناً"، لكن التحديات التي يواجهها "الجيل زد" (أي الأفراد الذين ولدوا ما بعد "جيل الألفية" وقبل "جيل ألفا") لا يمكن إنكارها. سأكون صادقة معكم: الوضع لا يتحسن حقاً. فبمجرد أن يخوض المرء هذه الرحلة، لن تكون هناك عودة إلى الوراء. يؤسفني أن أقول هذا، لكن حان الوقت لتسمية الحقائق بأسمائها.

وإليكم ما أود قوله لبريال وغيرها ممن هم في موقف مماثل: للحفاظ على سلامتك العقلية، من الضروري إيجاد طريقة للتكيف مع الأمر بما يتوافق ومصلحتك. فبما أن الضغط اليومي قد يبدو أمراً لا مفر منه، يمكنك محاولة استخدام وقت تمضينه في التنقل على نحو مثمر، وذلك في قراءة جميع رسائل "واتساب" أو التفكير فيها أو الإجابة عنها، والتي ربما تكون قد فاتتك أثناء استغراقك في مشاهدة أحدث موسم من مسلسل "سلينغ سانسيت" Selling Sunset على "نتفليكس"، في السرير بعد العمل، إلى أن تظهر لك على الشاشة تلك الرسالة الحتمية والمخزية قليلاً من جهاز التلفزيون الخاص بك في محاولة للتدخل: "هل ما زلت مستمرة في المشاهدة؟" (وبالطبع، تضغطين دائماً على خيار: "موافق").

وبما أنه من غير الممكن تجنب هذه المتطلبات، يتعين احتضانها. فإذا كانت ممارسة التمارين الرياضية هي الشيء الذي تفضلونه (وهو ليس للجميع، بمن فيهم أنا)، فابحثوا عن طرق لدمجه في روتينكم اليومي: قوموا بالمشي إلى المكتب أو النزول من القطار قبل بضع محطات والركض بقية مسافة الطريق. استغلوا استراحة الغداء للجري - أو ربما إنشاء نادٍ للجري - بدلاً من تناول السوشي على عجل على طاولة المكتب، أو اخرجوا في نزهة حول المبنى (خذوا قسطاً من الراحة وتنفسوا بعض الهواء المنعش).

حققوا أقصى استفادة من عطلات نهاية الأسبوع. ومع ذلك، لا تشعروا بالضغط لإرهاق أنفسكم أكثر، في حال لم ترغبوا بذلك. إذا كنتم تفضلون الاستمرار في مشاهدة برامجكم المفضلة، كمتابعة المواجهة بين كريستال ونيكول (في مسلسل سلينغ سانسيت)، فلا بأس بذلك (فقط تذكروا أن تقوموا بمهام أخرى كالتسلل لوضع بعض الملابس في الغسالة عندما تنهضون لتناول وجبة خفيفة). اعطوا الأولوية للرعاية الذاتية بالطريقة التي تناسبكم لأنكم، كأفراد بالغين، مسؤولون عن الاعتناء بنفسكم، ولن يقوم أي شخص آخر بذلك نيابة عنكم.

كيف يمكنني فهم ما تمرين به يا عزيزتي؟ ربما لا أعرف وضعك بالضبط، لكنني على استعداد لمشاركة تجاربي - إذا كان ذلك مفيدا. ففي كثير من الأحيان، تكمن الخطوة الأولى نحو الشعور بالتحسن في العثور على شخص قادر على الإصغاء إليك، ودعمك والتعاطف معك... لذا، اسمحي لي أن أؤكد أنني أفهمك تماماً.

إنني أستيقظ في الساعة الـ6:30 صباحاً، عادة بعد معركة ضارية مع خمسة منبهات وركلات صغيرة متواصلة على وجهي من ابني الذي هو أشبه بديفيد بيكهام إنما بقدمين جامحتين ومبللتين. سريري هو مساحة مشتركة (ولو بشكل لا إرادي) مع ابني البالغ من العمر 7 أعوام، الذي ينضم إلى كلما استيقظ. يمكن أن يحدث ذلك في أي وقت، سواء في العاشرة ليلاً أو الثانية صباحاً. وفي بعض الأحيان، يتمكن من النوم طوال الليل إلى حين رنين المنبه الأول (المؤجل) المروع. وعادة ما يبتل فراشه، فينتهي به الأمر ممدداً على سريري. لذا أعالج هذه المسألة أولا. بعد ذلك، أحرك ساقي على مضض على حافة "وسادة الحمل" الخاصة بي (على رغم أنني لست حاملاً، لكنني أشعر ببساطة بالإرهاق والألم). أدلي ساقي على جانب السرير، وأتوقف للحظة من أجل استجماع بقايا الأحلام والرهبة الحتمية التي يتعين عليّ مواجهتها لاحقاً.

أحتاج إلى المضي قدماً، ويجب عليّ التصرف بسرعة.

لماذا هذا الاندفاع؟ لأنه في أقل من ساعة، يجب أن أغادر المنزل، وإلا سأخاطر بالتأخر عن مؤتمر صحافي. لذا، في غضون الدقائق الـ45 دقيقة المقبلة أو نحو ذلك، إليكم ما يجب عليّ أن أنجزه: أحتاج إلى غسل وتجفيف كلا الطفلين وإلباسهما ثيابهما، ثم يحين دوري للاعتناء بنفسي، إضافة إلى ذلك، يجب القيام بإعداد رزمات الغداء وجمع عناصر مختلفة على نحو يشبه البحث عن قطع أثرية ثمينة من حفريات عميقة. إنه يوم الإثنين، مما يعني أنه يوم الرياضة! أو يمكن أن يكون الثلاثاء، مما يجعله وقت "مدرسة الغابة" (القيام بجولة في الغابة). إلا أنه يتبين أننا أضعنا أحذيتنا المخصصة لها، وأن ثعلباً ما قد هرب بأحدها. لذا فإن ملاذنا الأخير هو استخدام أحذية مدرسية ضيقة للغاية من العام الماضي كملاذ أخير. وبينما أمر بهذه الزوبعة، يرن جرس الباب، ويصل زوجي السابق لاصطحاب الأطفال إلى نادي الفطور، مما يسمح لي اللحاق بسرعة بالحافلة في الوقت المناسب لحضور المؤتمر.

ما الذي يحدث خلف الكواليس بينما نمضي في هذا الروتين (تحضير الخبز مع الـ"بيسكوف" المقرمش لأحد الأطفال، وبريوش رقائق الشوكولاتة للآخر، وإعداد شطائر الـ"مارمايت"، واحتساء القهوة على معدة فارغة من دون أي طعام حتى الساعة الثالثة بعد الظهر): قراءة محمومة وسريعة لكل صحيفة وطنية، ومسح للإشاعات العرضية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصفح سريع للاتجاهات المتداولة على "غوغل".

في الوقت نفسه أنهمك بالقراءة وتصفح الأخبار، والاستماع لنيك روبنسون على إذاعة "راديو 4". أما ذهني فيتسارع في حال من الجنون، فيما أصغي باهتمام للسياسيين وهم يدلون بتصريحات صادمة لا يمكن تصديقها، وأحاول أن أحدد بشكل منهجي الروايات الرئيسة التي يتعين التركيز عليها في هذا اليوم، وأشترك في محادثات مع زملائي (على منصات مثل "سلاك" أو "واتساب") لمناقشة الاتجاهات الرائجة والأحداث الجديدة، وآخر التطورات في عالم بريتني سبيرز.

في الوقت نفسه أقوم سريعاً بالتفكير بحثاً عن كتاب محتملين مناسبين للمحتوى الذي أنسجه في رأسي (فيما أراقب "تويتر" بحثاً عن أي كتاب آخرين ربما فاتني أمرهم). أتمنى في كثير من الأحيان أن يفعل آخرون ما أقوم به: الاستيقاظ، واكتشاف قصة رائجة، والترويج لها على الفور ليكونوا أول الذين يغطونها.

وقبل أن أخرج من المنزل، أكون قد أجريت محادثات مع خمسة مراسلين، وأرسلت رسائل "واتساب" إلى جهات اتصال موثوقة أعرف أنها تستطيع إصدار مقال بسرعة (أو ربما أكون قد كتبته بنفسي أثناء تنقلاتي، تماماً كما أفعل الآن). لقد وضعت على عجل أحمر شفاه فاتحاً أمام مرآة الردهة، وقبلت طفلي وأعربت عن حبي لهما، وأطعمت القطة، وأمسكت ببطاقة عملي وعلقتها حول رقبتي، وأخذت رشفة أخيرة من القهوة، وأسرعت خارجة من الباب تاركة إياه يغلق بقوة خلفي بينما أهرع للحاق بالحافلة. لقد تأخرت، كما أفعل في كثير من الأحيان. إنه يوم الإثنين، بداية أسبوع العمل، والوقت هو السابعة والنصف صباحاً فقط.

إنها وتيرة صعبة لا يمكن إنكارها. قد تجعلك تتساءلين "كيف تجدين الوقت للاهتمام بحياتك؟" أتمنى لو كانت لديّ إجابة محددة، لكن في غضون ذلك، إليك بعض النصائح: اعملي على جعل الأمور تناسب متطلباتك. دعك من الأطباق القذرة في الحوض. واصلي متابعة مسلسل "سلينغ سانسيت". احتضني ما يصلح لك ويناسبك وتجاهلي الباقي (ثقي بي: أنت تستحقين بعض الراحة).

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات