ملخص
هل تستبدل بالروبوتات حكام كرة القدم قبل 2030؟
قبل ساعات من عودة منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية فترة التوقف الدولي، لا تزال أزمة التحكيم والاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) إحدى الأزمات التي تؤرق مسؤولي كرة القدم الإنجليزية، وتدفعهم إلى إيجاد حلول غير مسبوقة أملاً في إنهاء حالة الغضب الجماهيري الشديد.
وكانت مباراة ليفربول ومضيفه توتنهام هوتسبير في الجولة السابعة من المسابقة، في الـ30 من سبتمبر (أيلول) الماضي، شهدت واقعة مثيرة للجدل حينما رفض حكم الساحة سيمون هوبر احتساب هدف صحيح سجله لويس دياز لفريق "الريدز" بداعي التسلل، على رغم التشاور مع حكم الفيديو المساعد دارين إنغلاند، وانتهت المباراة بخسارة ليفربول بنتيجة (2-1).
واضطرت رابطة الحكام في الاتحاد الإنجليزي برئاسة هوارد ويب إلى الاعتذار إلى ليفربول وجماهيره، وأطيح طاقم التحكيم من جدول مباريات الجولة الثامنة، لكن الجولة المقبلة ستشهد عودة الفريق التحكيمي إلى المباريات، إذ سيكون إنغلاند حكماً رابعاً عندما يستضيف برنتفورد فريق بيرنلي، بينما سيكون كوك حكماً مساعداً في مباراة مانشستر يونايتد أمام شيفيلد يونايتد.
وتزامناً مع سعي الدوري الإنجليزي الممتاز إلى إيجاد حلول فورية لأزمات التحكيم، دعا الرئيس التنفيذي لاتحاد كرة القدم الإنجليزي مارك بولينغهام إلى محاولة إدخال الحكام الآليين ليكونوا جزءاً من كرة القدم الإنجليزية.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استخدم تقنية التسلل شبه الآلية خلال مباريات نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، وهي التقنية ذاتها التي يستخدمها الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وقال بولينغهام في مؤتمر "أسبوع القادة" في العاصمة البريطانية لندن "اعتاد الناس على الشكوى من اتخاذ القرارات الخاطئة، ومن المهم اتخاذ القرارات بشكل صحيح، وهذه هي نقطة البداية".
"في ما يتعلق بالتكنولوجيا، السؤال هو: هل هناك طرق يمكنك من خلالها اتخاذ القرارات بشكل أسرع؟ لأنني أعتقد أن الجميع يكره هذا التوقف الطويل في الملعب أو في المنزل".
وأضاف "أنتم ترون ابتكارات تكنولوجية في ما يتعلق بالتحكيم، على سبيل المثال في عمليات التسلل شبه الآلي التي تتسم بالاستقلالية، هل يمكن أن تصبح مستقلة تماماً في نهاية المطاف؟ وهل ستكون هذه خطوة لنحصل على قرارات دقيقة تماماً ويتم اتخاذها بسرعة كبيرة جداً؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"لذا إذا كان بإمكانك فعل ذلك فسيكون ذلك أفضل للجماهير، هذه منطقة يجب الاستمرار في استكشافها، بالطبع نحن ننظر إلى أي فكرة تطرأ ولكن في الحقيقة علينا أن نتسم بالحرص على عدم ابتعاد اللعبة إلى ما هو أبعد من ذلك".
ويؤيد بولينغهام مزيداً من الشفافية في ما يتعلق بعرض تفاصيل القرارات التحكيمية على الجماهير الحاضرة في الملاعب أو من يشاهدون المباريات عبر التلفاز.
وقال بولينغهام "وجهة نظري الشخصية هي أنني أرغب في الوصول إلى النقطة التي يكون فيها للجماهير إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى المحادثة التي تجري بين حكم الفيديو المساعد والحكم".
"أنا أتفهم أيضاً وجهة نظر الحكام في هذا الشأن، لقد قاموا بعمل شاق للغاية بالفعل، ففي بعض الأحيان تكون هناك مشكلات لغوية، وبخاصة في البطولات الدولية، فهم لا يريدون إخراج أي شيء من سياقه".
"لذلك أنا أتفهم الضغط الذي يتعرضون له، أعتقد أن ما قمنا به بالفعل هو اتخاذ خطوة إلى الأمام من خلال شرح القرارات التي تم اتخاذها الآن، هذه هي التجربة التي تجري حالياً في بطولات (فيفا)، وأنا واثق من أنه سيتم بعد ذلك تعميمها على نطاق أوسع".
وكان المهندس البريطاني إيان بيرسون الخبير في تكنولوجيا المستقبل تنبأ بأن يحل الإنسان الآلي بدلاً من الحكام المساعدين في كرة القدم خلال أقل من 10 سنوات، وكتب في مقالة عبر موقعه "يمكن أن يصبح الحكام الآليون حقيقة بحلول عام 2030".
وأضاف "أنا أتحدث عن الإمكانات التكنولوجية، وما أقوله هو أنه يمكن أن يحدث بشرط أن تكون سلطات كرة القدم تريد أن يحدث".
"التكنولوجيا، من خلال الجمع بين الروبوتات والفيديو والذكاء الاصطناعي، يمكنها رؤية كل شيء، المفتاح هو إلى أي مدى نريد الذهاب؟ هل نريد إزالة الأخطاء تماماً؟ العين البشرية ترتكب الأخطاء ولكن الروبوتات بمساعدة الطائرات من دون طيار تحلق فوق الملاعب وستسمح للرياضة برؤية كل شيء".
واعترف بيرسون بإمكانية وجود جوانب سلبية محتملة، فقال "إذا كان لدى المدرب إمكانية الوصول إلى بعض أجهزة الذكاء الاصطناعي فيمكنه معرفة بالضبط ما يفعله اللاعبون المنافسون، ويمكنهم حتى التدرب ضد الروبوتات التي تحاكي منافسيهم".
